قدم شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية المستقلون, أمس الأحد, رؤيتهم لجذور القضية الجنوبية لفريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني الشامل. وأرجعت الورقة, التي قدمتها وقرأتها عضو فريق القضية الجنوبية عن قائمة الشباب المستقلين نادية عبدالله الأخرم, جذور القضية الجنوبية إلى تاريخ الاستقلال 30 من نوفمبر 1967م وقيام أول كيان سياسي لجنوب اليمن. وأكدت الورقة "أن تكريس القضية الجنوبية باعتبارها قضية وطنية إنسانية أخلاقية عادلة قضية الإنسان الجنوبي أولاً، هو الاعتراف أن لها جذور قد لا تظهر بشكل واضح جدا تعود إلى 30 نوفمبر 1967م ، في حين جذورها الواضحة تظهر بشكل بارز في أحداث ما بعد 90م". وأوضحت الورقة "أن القضية الجنوبية ناتجة عن دورات الصراع السياسي والإقصاء والتهميش التي أفرزتها تلك الفترة وألقت بظلالها كما هو معلوم على أزمة الوحدة 22 مايو 1990م, ثم مرورا بحرب صيف 1994م وما لحقها من آثار كارثية". وبينت الورقة "بأن الحديث عن جذور القضية الجنوبية لا يعني بحال من الأحوال إدانة طرف سياسي أو اجتماعي أو محاكمة هذه الفترة التاريخية أو تلك, ولكن يجب أن نبحث عن تلك الجذور بهدف فهم صحيح للقضية الجنوبية يعترف بوجود أزمة حقيقية منذ عام 1967م". وأشارت إلى أن" القضية التي برزت منذ قيام أول كيان سياسي لجنوب اليمن مروراً بالأحداث التي تلت من 1969م و 1978م و 1986م وحتى 1990م وانتهاء ب1994م وما بعدها.. ثم برزت القضية الجنوبية بسبب عدم وضوح الأسس التي قام عليها النظام السياسي لدولة الوحدة الاندماجية عام 1990م وما رافقها من تقاسم شريكي الحكم واستئثار قلة من المتنفذين على السلطة والثروة، بسبب إعلان الوحدة التي جرى سلقها على عجل دون مراعاة الشروط الموضوعية والضمانات الحقيقية لنجاحها واستمرارها، دون رؤية استراتيجية لبناء دولة الشراكة الوطنية بقواعد دستورية وقانونية". وأكدت الورقة:" إن الحديث عن النتائج الكارثية والمأسوية لحرب صيف 1994م لا يجب أن ينسينا (129) عاماً من التجزئة السياسية في اليمن قد أسهمت في صناعة كيانين سياسيين: يمن جنوبي ويمن شمالي، كما أسهمت الصراعات السياسية والعسكرية قبل الوحدة في تكريس هذا الاختلاف بين الدولتين والنخبتين الحاكمتين". واعتبرت عدم وجود " نية شجاعة في الاعتراف بكل قضايا الجنوب دون استثناء في كافة مراحل التاريخ السياسي للجنوب، والعزم على حلها حلاً عادلاً متساوياً دون إهمال أو تجاوز أي واحدة منها، تحت أي مبررات كانت، هو قفز على القضية الجنوبية والسعي لحلها، فأن المشكلة سوف تستمر, لأن تكرار أخطاء الماضي لم يعد يفيد والتطورات الأخيرة منذ 2007م بظهور الحراك الجنوبي السلمي ثم تطورات 2011 بالربيع العربي, حيث تم كسر حاجز الخوف والصمت عند العرب عامة واليمنيين خاصة". واختتمت الورقة:" إننا شباب ونحن نقدم رؤيتنا لجذور القضية الجنوبية ننظر بأسى إلى تركة تاريخية كئيبة لم نكن مشاركين فيها، لكن كلنا أمل أننا نستطيع أن نصلح ما أفسد الزمن وننظر للماضي لأخذ العبرة منه فقط وعدم تكرار ما سبق".