يأقامت نقابة الأطباء اليمنيين أمس الأول ندوة حول الاعتداءات على القطاع الصحي ( الأسباب والمعالجات ) وفي الندوة التي أدار محاورها محمد درهم - عضو المكتب التنفيذي الأعلى لنقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين -والذي شدد على ضرورة أن يكثف الأطباء من فعالياتهم وأنشطتهم في سبيل إحقاق الحق ونصرة زميلهم الدكتور / درهم الراشدي الذي اُعتدى عليه غدرا وظلما يوم 27/12/2008م من قبل عصابة لا يزال أفرادها فارين من وجه العدالة. وقد تحدث في الندوة عدد من الأكاديميين العاملين في القطاع الطبي وممثلو النقابات ومحامي المجني عليه حيث تحدث الدكتور /محمد مهيوب - عضو المكتب التنفيذي للنقابة - عن أخلاقيات وآداب مهنة الطب التي يجب أن يلتزم بها كل من يعمل في هذا المجال الهام ومن ومن هذه الآداب احترام المهنة والتعامل مع المرضى بصدق وأمانة ومحبة وإخلاص مع ضرورة الالتزام بالسرية كون الطبيب أو الصيدلي يفرض عليه نوع المرض المصاب به من يأتي إليه معرفة بعض الأسرار الهامة عن المريض وبالتالي يصبح كشف هذا السر وإشاعته خيانة يعاقب عليها الطبيب ، لذلك يجب على الطبيب التخلق بأخلاق حسنة مع المريض من رحمة وعطف وابتسامة خصوصا وأنه سلّمه نفسه وقد يكون يعاني من مرض خطير فعلى الطبيب أن يعطيه الأمل ولا يحسسه باليأس، وأشار إلى جملة من الممارسات التي شوهت مهنة الطب يجب على الأطباء الابتعاد عنها واستشهد مهيوب بجملة من الاتفاقيات واللوائح التي تضمنت أخلاق وآداب مهنة الطب التي يجب أن يلتزم بها الأطباء ومن هذه الاتفاقيات والقوانين قانون سقراط ، واتفاقية جنيف ، والقانون الأمريكي، مؤكدا أن دين الإسلام سبق كل هذه الاتفاقيات في تشريعاته التي شملت كل المجالات ومنها الطب والتطبيب. أما الدكتور /يحي الثور- المدير التنفيذي بالمستشفى الألماني الحديث - فقد تحدث عن تاريخ ازدهار الطب في اليمن الذي بدأ مع بزوغ فجر الثورة اليمنية حيث سافرت أول مجموعة لدراسة الطب إلى روسيا ثم إلى مصر. وتحدث الثور عن جملة من المعوقات والسلبيات التي يعانيها الطب في بلادنا ومنها النظرة الدونية لمن يعمل في هذا المجال ولا أدل على هذا من الرواتب التي يتقاضها العاملين في هذا المجال التي قال أنها مبالغ زهيدة لا تليق بطبيب أفنى عمره كي يعود لخدمة مجتمعه ووطنه ، ثم يكافأ بثمن بخس نظير عمله ، فضلا عن حملات التشويه التي تطال الأطباء والعاملين في المجال الصحي من الصحف الرسمية والأهلية على السواء التي قال أنها تبحث عن العيوب فتكبرها في الوقت الذي فيه تتغافل عن المحاسن والنجاحات والانجازات ،وكل الخدمات الجيدة. وأنتقد الثور تواطؤ الجهات الرسمية وفي مقدمتها وزارة الصحة وبعض الأجهزة الأمنية التي تلقي باللائمة على الطبيب وتحمله المسؤولية وحده ، دونما نظر في الحيثيات والتفاصيل مستشهدا من عبارات الاستهزاء والسخرية والاستنقاص التي قال أنه سمعها بنفسه من مسئولين ووزراء ينالون ويشككون بكفاءة ومقدرة الطبيب اليمني. ثم يذكر أنهم وأثناء كارثة السيول في حضرموت جهزوا سيارات إسعاف وبعض الأدوية والمستلزمات بتعاون من مستشفيات خاصة وشركات أهلية وعندما تواصلوا مع مدير المديرية هناك بأنه سينزلوا للمساهمة في الإغاثة والعون الطبي رد عليهم (عندنا تّشّبع)!، وأخر يسرد النكات الساخرة من الأطباء اليمنيين. وأضاف : ومن المعوقات عدم التشجيع الكافي للقطاع الطبي الخاص والعام في اليمن مع أن هناك دعوات دائمة للاستثمار في اليمن ، في الوقت الذي لا يوجد فيه حماية صحيحة من قبل الدولة للطبيب اليمني الذي يذهب ضحية أفكار وقناعات مسبقة ، وضحية للتصرفات القبلية الهمجية. وتابع قائلاً: أن الأحكام التي تصدر بحق الأطباء لا تستند إلى أي مرجعية طبية للفصل في المشاكل والنزاعات ولا يوجد مجلس طبي أعلى يتولّى حل النزاعات الطبية كما أنه لا يوجد قوانين تفرض هيبة الطبيب واحترامه ، ولا يوجد مرجعية للمحاكم تستند إليها عند الفصل في القضايا التي تحدث بين المرضى والأطباء. وأرجع ذلك إلى الثقافة السائدة عن الطب في اليمن ثقافة الشعوذة والخرافة والكاهنة دون تفريق مما أوقع الأطباء تحت ظلم هذه الثقافة وبراثنها. وخاطب الحاضرين بقوله نحن مهملون وفي أسفل طبقات المجتمع فلا يوجد إشهار لانجازات الأطباء في وسائل الإعلام الرسمية التي تنظر لهذه الإنجازات على أنها مواد ربحية دعائية إعلانية، ومن المعوقات التي تعترض القطاع الطبي في بلادنا - بحسب الثور- عدم محاولة إقناع المريض بكفاءة الطب اليمني من قبل الإعلام فيذهب إلى الخارج وهذا يكلف الدولة الكثير من العملة الصعبة ومما ساعد على هذا أن الطبيب اليمني نفسه عندما يصاب بمرض لا يتعالج في الداخل عند زملائه وإنما يذهب للخارج وذلك لعدم ثقته بهد مما ينعكس سلبا على أفراد المجتمع بشكل عام. وفي ختام حديثه أكد الثور أنه وفيما يخص قضية الدكتور درهم الراشدي التقى برئيس مجلس الشورى ورئيس الوزراء ، وقائد الحرس الخاص العقيد أحمد علي عبد الله صالح وقد لمس منهم تجاوبا وتعاطفاً كبيرين لكنه تمنى أن يتحول هذا التعاطف إلى تحرك فعلي على أرض الواقع ويكلل بالنجاح. من جانبه تحدث الدكتور/حسني الجوشعي -مدير مستشفى العلوم والتكنولوجيا -عن تفاصيل الحادث الذي ذهب ضحيته الدكتور درهم القدسي واصفاً إياه بالجريمة الشنعاء حيث قال أنه وفي يوم السبت 27/12/2008م توفيّ أحد المرضى وكان يبلغ من العمر 85 عاما ولم يكن الدكتور درهم القدسي طبيباً له ولا مشرفا على علاجه ، حيث أنه جاء إلى المستشفى وعنده مرض قلب ، وفشل كلوي ، وقد سبق له وأن دخل المستشفى ثلاث مرات قبل ذلك وكلن يُجرى له غسيل كلوي كما أنه سبق وأن أُجِرىَّ الغسيل في عدد من مستشفيات مصر والأردن وغيرها ، وبعد أن علم الدكتور درهم بوفاته قام بالاتصال بأهل المتوفى وأخبرهم بأنه مات ، فردوا عليه بأنه سيأتوا ويقتلونه فبلغ إدارة المستشفى وأستمر في عمله في العناية المركزة وبالفعل جاء بعد ذلك ثمانية أشخاص مسلحون واقتحموا المستشفى وكسروا باب العناية المركزة ودخل اثنان منهم أحدهم كتّف الدكتور وقام الثاني بطعنه عدة طعنات من الخلف والأمام. وأكد الجوشعي أن كل هذه الأحداث موثقة بالصوت والصورة وقد سُلّمت نسخة منها إلى الجهات المعنية وإلى وزير الداخلية ، ورزق الجوفي. وكشف أنه أُّجريّ للدكتور ثلاث عمليات. عملية أولى تبعتها ثانية بعد ست ساعات ونقل له أكثر من ثلاثين قربة دم بسبب النزف الكثير وقد حدث أن توقف القلب بعد العملية الأولى بسبب النزف الشديد ولكن بفضل الله وبفضل الأطباء الذين يتابعون حالة الدكتور عاد القلب للعمل ولا يزال في غيبوبة شديدة ويرقد في العناية المركزة. وطالب الجوشعي الجهات المعنية والأجهزة الأمنية ببذل قصارى جهدها للقبض على الجناة الرئيسيين الذين قال أنهم يتواجدون حاليا في منطقة دمت في الضالع، رافضا أي تفاهم أو حوار معهم ؟أومن يسعون للوساطة من قبلهم حتى يتم تسليم الجناة إلى الجهات المختصة مالم فسيكون هناك إضراب أكثر شمولية من الإضرابات السابقة إلى جانب عدة إجراءات. الدكتور/ رضا عبد الصمد الاغبري أوضح ل(أخبار اليوم) أنهم سيستمرون في الإعتصامات كل ثلاثاء حتى يتم القبض على الجناة وتأكيد ذلك مشيرا إلى أنهم يتدارسون مجموعة من الإجراءات والأنشطة التي سيتخذونها خلال الأيام القادمة إذا ظل الأمر على ما هو عليه لكنه أبدى تفاؤله بالاستجابة القولية التي أبداها المسؤولين ولمنه يطالب إن تتحول الأقوال إل أفعال والتعاطف إل إحقاق الحق وليس الغكتفاء بالكلام فقط بينما الجناة يسرحون ويمرحون وكأنهم ليسو جناة وقتلة. هذا وقد وزع أهالي المجني عليه بيانا أدانوا فيه ما تعرض له قريبهم الدكتور درهم وطالبوا الجهات المعنية بتعقب الجناة وتقديمهم للمحاكمة وطالبوا العناصر القبلية التي تحميهم بسرعة تسليمهم للأجهزة الأمنية وشكروا كل من تعاطف معهم وناصرهم ولازال في قضيتهم. حضر الندوة عدد من العاملين في القطاع الطبي وممثلو النقابات والمنظمات والإعلاميون والمهتمون وأقارب المجني عليه.