أنهى تحكيم قبلي أمس الأول بمنطقة الحمراء مديرية الصومعة محافظة البيضاء قضية ثأر قديم بين قبيلتي آل حبش العوذلية وال الرقيي آل عزان امتدت دوافعه لأكثر من ثلاثين عاما وخلف قتيلين ومصاب وخسائر في الممتلكات . ومنذ الصباح الباكر من يوم أمس الأول توافد المئات من أبناء قبائل العواذل ظاهر وكور إلى نقطة تجمعهم بمنطقة الماذن مديرية مكيراس ومنها سار الجميع في موكب كبير صوب منطقة الحمراء التي تبعد عن مكيراس بحوالي 15 كيلو شمالا وعلى مقربة من القرية ترجل الجمع الغفير وساروا في صفوفا متوازية مرددين الزوامل والأهازيج الداعية إلى العفو وإصلاح ذات البين وسد باب الفتنة . وتلا الشيخ موسى سالم الرقيي منطوق الحكم الأولي الذي قضى باعتبار القتيل احمد عمر عبدالله الرقيي العزاني مقابل القتيل احمد عبدالله محمد الحبشي العوذلي والحكم بواحد وثلاثين مليون ريال مقابل إصابة حسين سالم محمد الرقيي كمنطوق أولي للحكم. وبعد أن تناول الجميع مأدبة الغداء التي أقيمت في شرف الحاضرين وحسب الأعراف والأسلاف القبلية تم مطالبة قبيلة آل الرقيي بخفض مبلغ الحكم وهو ما كان بعد أن تم إسقاط سبعة وعشرين مليوناً ونص تقديراً لتشريف الحكم والمسند والمشايخ الحاضرة من مختلف القبائل لتبقى (ثلاثة ملايين ونص من المبلغ المحكوم). وبعد وصول الحكم إلى صيغته الأخيرة تمت المصادقة عليه من قبل الأطراف وذلك من أمام السيد علي محمد دوش الجنيدي والشيخ عبدربه العامري والشيخ احمد سالم العسيلي والشيخ حسين عبدالله المرزوقي والشيخ ابراهيم محمد الفقير والشيخ فضل محمد البنانه والشيخ عبدالرحمن محسن العزاني والشيخ موسى محمد السعيدي ليقوم بعد ذلك الخصوم في مشهد رائع ملؤه المحبة والوئام والتسامح والأخذ بالأعناق. وبهذا التحكيم تكون قضية الثار الذي رسمت فصوله السنين ونحتت جراحه الأيام وعمق البعد مآسيه بين قبيلتي آل حبش العوذلية والرقيي آل عزان قد انتهت ودفنت كافة دواعيها وفتحت صفحة جديدة من الود والمحبة والإخاء.