سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبعوث أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: يمكن للأزمة الإنسانية أن تؤثّر على المكاسب السياسية التي حققها اليمن قال إن الأوضاع الإنسانية ماتزال خطيرة وإن 38% فقط توفر من خطة الاستجابة الإنسانية..
قال مبعوث الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الكويت الدكتور/ عبدالله المعتوق إن الأوضاع الإنسانية في اليمن ما تزال خطيرة وإن الملايين من السكان الضعفاء فيها يحتاجون إلى مساعدات طارئة وعاجلة للإنعاش المبكر, وإنه من غير الممكن أن تتحقق الاستدامة للمرحلة الانتقالية ما لم تُلبَ احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي لبحث مشكلة النزوح في اليمن وكيفية تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين. وأكد المعتوق, في مؤتمر صحفي عقده أمس لاختتام زيارته الخاصة لليمن والتي استغرقت ثلاثة أيام, أنه يمكن لهذه لأزمة أن تؤثّر على المكاسب السياسية التي حققتها اليمن ما لم يتم بذل الجهود المكثّفة لمعالجتها، وشدد على أهمية التزام الدول المانحة بالايفاء بتعهداتها المالية لليمن كي تتمكن من تجاوز الصعوبات التي تواجهها في مختلف الاتجاهات. وقال مبعوث أمين عام الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية: "لقد قمت بزيارة إلى مديرية حرض في محافظة حجة شمال البلاد لأطلع بنفسي عن كثب على المحنة التي يعانيها آلاف اليمنيين النازحين داخلياً وكذلك المهاجرين القادمين من منطقة القرن الأفريقي، فما يزال 300,000 شخص يمني تقريبا في حالة نزوح داخلي في المناطق الشمالية، في حين يستمر المهاجرون القادمون من منطقة القرن الأفريقي في الوصول للبحث عن فرص اقتصادية في منطقة الخليج وهم يتعرضون أثناء ذلك إلى العديد من أشكال سوء المعاملة, 25 الف منهم علقوا في حرض بعد أن تقطّعت بهم السبل عقب فشلهم في عبور الحدود إلى المملكة العربية السعودية.. لذلك فإن النازحين داخلياً والمهاجرين العالقين وكذلك المجتمعات المستضيفة, جميعهم في حاجة ماسة وطارئة إلى تحسين إمكانيات حصولهم على خدمات الرعاية الصحية، والغذاء، وخدمات التغذية الصحية، والإيواء، والمياه النظيفة، والمرافق الملائمة للصرف الصحي، والحماية". وأشار المعتوق إلى أن التحسّن في مستويات الاستقرار في المناطق الجنوبية ساعد على عودة أكثر من 160 الف نازح داخلياً من السكان إلى ديارهم الأصلية, غير أنهم ما يزالون في حاجة إلى الدعم لإعادة بناء حياتهم المعيشية. وأكد المعتوق أنه بحلول منتصف هذا العام، لم يتم توفير التمويل الكافي لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2013م, حيث يحتاج اليمن إلى 717 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وأن ما تم توفيره لا يتجاوز نسبة 38 في المائة فقط، حيث تبقى قطاعات في خدمات إنقاذ الأرواح مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والحماية تعاني من عجز في التمويل، إضافة إلى النقص الكبير في تمويل برامج الحياة المعيشية والإنعاش المبكر. وأردف:" أُثمّن عالياً مساهمات أصدقاء اليمن، بما في ذلك الجيران من منطقة الخليج لدعمهم السخي في التخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن، مع التأكيد على ضرورة توفير التمويل الكافي لكافة القطاعات المشمولة في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن". وتابع: " يساورني الكثير من القلق لافتقار نصف سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليون نسمة إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي الملائمة، وكذلك عجز 10 ملايين شخص في اليمن عن الحصول على الغذاء الكافي، وافتقار أكثر من 6 ملايين شخص إلى إمكانية الوصول لخدمات الرعاية الصحية, بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للأرواح للنساء والفتيات, حيث وصلت معدلات وفيات الأمهات إلى مستويات عالية, كما أن مليون طفل تقريباً يعانون من سوء التغذية الحاد, من بينهم 255 الف طفل مصابين بشدّة ويمكن أن يتعرضوا للموت إن لم يتلقوا مساعداتٍ فورية". وأضاف المعتوق أنه خلال الأشهر المقبلة قد يعود مئات الآلاف من العمال اليمنيين من المملكة العربية السعودية، وأن هناك احتمالاً أن يتسبب فقدان التحويلات المالية في وضع المزيد من الضغوط على كاهل الأسر اليمنية.. مطالباً كافة أصحاب المصلحة من الأطراف المعنية من المجتمع الدولي والإقليمي توفير الدعم للحكومة اليمنية والمجتمعات المحلية للتخفيف من الأثر المحتمل لعودة العمال اليمنيين، مشيراً إلى أن هذا الأمر يهدد التحسن المحقق مؤخراً في مستويات الأمن الغذائي. وأردف: "لقد شاهدت بنفسي معاناة السكان الذين نزحوا بعيداً عن ديارهم بسبب الصراع في اليمن, وإنني على ثقة بأن المجتمع الإنساني يسعى لإيجاد حلول طويلة الأجل ودائمة لأوضاع الفئات الضعيفة". وهدفت زيارة المعتوق لليمن إلى زيادة اهتمام المجتمع الدولي والأطراف الإنسانية الفاعلة بخطورة الأزمة الإنسانية الحادة التي تمرّ بها اليمن، كما هدفت أيضاً إلى تقييم التأثيرات الناجمة عن التطورات السياسية الحالية على الأوضاع الإنسانية في البلاد والتشجيع على دمج جهود الاستجابة الدولية والمشاركة من قبل المنظمات والحكومات الإقليمية في عمليات الاستجابة الإنسانية لليمن.