قام المبعوث الأممي جمال بن عمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن والوفد المرافق له صباح أمس الأحد بزيارة لمحافظة صعده استغرقت عدة ساعات التقى خلالها بقائد جماعة الحوثي المسلحة عبدالملك الحوثي و بعدد من مسؤولي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. حيث قال بن عمر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في القصر الجمهوري قبل مغادرته إنه ناقش مع عبدالملك الحوثي خلال لقاءه به على انفراد مستوى تقدم العملية السياسية في اليمن وما وصلت إليه, بالإضافة إلى التحديات الراهنة التي تواجهها العملية السياسية وكذا الجوانب الأمنية والاقتصادية على مستوى اليمن وعدد من الجوانب المتعلقة بالوضع في محافظة صعدة. وأضاف أن العملية السياسية لن تتم إلا بمشاركة وتفاعل جميع الأطراف خصوصا في مؤتمر الحوار متمنياً ان ينتهي المؤتمر بمخرجات بناء أُسس صياغة الدستور الجديد والذي قال إنه سيكون بمثابة العقد الاجتماعي الجديد لجميع اليمنيين الذي سيضمن حق المواطنة المتساوية للجميع. وكان بن عمر قد التقى أيضاً بعدد من الشخصيات العسكرية والأمنية بالمحافظة واشخاص أخرين حشدهم الحوثي باسم السلطة المحلية والأحزاب السياسية.. حيث غاب عن الاجتماع ممثلين عن النازحين والمتضررين من هيمنة وسيطرة الحوثيين على صعدة وكذا ممثلين عن أبناء دماج وكتاف وعدد من التكوينات القبلية والأحزاب السياسية بصعدة. وخلال اللقاء أشار الأخ جمال بن عمر إلى أن اليمن يعتبر نموذجاً تميز عن بقية البلدان الأخرى والفضل يرجع لليمنين الذين خرجوا للمطالبة بالتغيير السلمي وكذلك القيادة السياسية التي جنحة للحلول السلمية ..مؤكدا انه سيطرح احتياجات محافظة صعده على الدول الصديقة المانحة للمساهمة في عملية اعمار المحافظة وانشاء صندوق يختص بإعمار صعده.. لافتاً الى ان اليمنيين قدموا نموذجاً مميزاً للعالم وهو التزامهم بالطرق السلمية, إضافة إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بني على الشفافية والوضوح. ومن جانبه أكد مراقبون سياسيون، أن زيارة المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى محافظة صعدة والالتقاء بزعيم الحركة عبدالملك الحوثي، لم تكن مخصصة لبحث التطورات السياسية في اليمن، وما يخص صعدة فحسب، وإنما حملت هذه الزيارة أكثر من ملف فتحها بن عمر مع عبدالملك الحوثي وفي مقدمتها محاولة الحوثيين وعبر مشاركتهم في مؤتمر الحوار، بالإضافة إلى تيار شخصية أخرى، تعطيل مؤتمر الحوار الوطني وإفشال خروجه بأي قرارات تخصه، قضايا الحوار التسع، خاصة وأن الأمانة العامة لمؤتمر الحوار قد شكلت خلال الأيام القليلة الماضية قيام جماعة الحوثي عبر ممثليها في الحراك ومجموعة من أنصار الحراك الجنوبي بتعطيل جلسات الحوار والحول دون خروج الجلسة العام الثانية بأي قرارات، رغم أن معظم المشاركين في المؤتمر بتكويناتهم المختلفة قد اتفقوا على أن تتخذ العديد من القرارات بما يسهل عمل خرق الحوار. وذلك المراقبون أن قلق الرئاسة اليمنية وقواها السياسية المختلفة من استقواء جماعة الحوثي بالسلاح واستمرارهم في المشاركة في الحوار، واحد من الأمور التي نقلها المبعوث الأممي لدى زيارته أمس إلى صعدة، والذي أكد للحوثي بأن محاولة عناصر مسلحة من حركة الحوثي، اقتحام مقر جهاز الأمن القومي، قبل نحو شهر تقريباً، أمر يبعث على القلق، لدى جميع الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. مؤكدين أن المبعوث الأممي قد أبلغ عبدالملك الحوثي أن بقاء الحوثيين في مربع الاستقواء بالسلاح على بقية التكوينات السياسية، ومحاولة البسط والسيطرة على مناطق خارج صعدة بقوة السلاح، أمر ترفضه جميع الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن من جهة ويهدد بفشلها من جهة ثانية. وعلى ذات الصعيد نقل موقع أنصار الله الناطق باسم حركة الحوثي المسلم، خبراً حول اللقاء الذي جمع بن عمر بعبد الملك الحوثي، أشار فيه إلى أن عبدالملك الحوثي أكد لإبن عمر أن حكومة الوفاق بات مشلولة وعاجزة تماماً عن ابتكار أي حلول تعالج بها القضايا التي تهدد اليمن وأمنة فضلاً عن عجزها في تنفيذ أي توافق مجمع عليه المتحاورون داخل مؤتمر الحوار وأن الحوار الوطني بات ضرورة ملحة، كون النظام في اليمن- بحسب الحوثي- ليس في إطار دولة بقدر ما هو بأيدي جهات وأحزاب نافذة تقاسمت المصالح الثنائية بين الأطراف المستفيدة التي ترفض أي حلول وترفض تنفيذ النقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية وأكدت الحكومة أضحت جزءاً من المشكلة ومستحيل أن تكون جزءاً من الحل. إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" أن المبعوث الأممي تمكن من إقناع قيادة حركة الحوثي المسلحة بتمرير تقرير لجنة التوافق في مؤتمر الحور الوطني التي يرأسها رئيس الجمهورية وأن لا يربطوا قرارات مؤتمر الحوار الوطني وموافقتهم عليها بتعامل رئاسة الجمهورية مع النقاط العشرين المقدمة من اللجنة الفنية للحوار وتعامل السلطات اليمنية مع قضية التحقيق في محاولة اقتحام عناصر الحوثي لمقر جهاز الأمن القومي. وأشارت المصادر إلى أن موافقة الحوثيين واقتناعهم بما طرحه جمال بن عمر خلال زيارته أمس يأتي في إطار صفقة يقودها بن عمر بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي من جهة وممثلين الحوار الجنوبي من جهة ثانية.. حيث توقعت المصادر أن تصدر خلال الأربعة والعشرين الساعة القادمة مجموعة من القرارات الجمهورية تتعلق بالنقاط العشرين سيما ما يخص الاعتذار لصعدة والجنوب عن حرب 94 والحروب الستة والتي شهدتها صعدة. وعلى الصعيد ذاته أكدت مصادر إعلامية رافقت زيارة المبعوث الأممي والوفد المرافق له إلى محافظة صعدة، أكدت أن عبدالملك الحوثي طرح على جمال بن عمر عدت اشتراطات من بينها إجراء استفتاء عام في كلاً من ( صعدة – حجة – عمران – الجوف – مأرب ) لإستفتاء أبنائها على استقلال هذه المحافظات كإقليم زيدي منفصل عن جسد الدولة اليمنية الوحدة خاصةً في ظل طرح القوى السياسية عن نظام فيدرالي جديد لليمن. المصادر ذاتها لم تبلغ الصحيفة عن موقف ورد عن المبعوث الأممي على اشتراطات الحوثي إلا أنه أكدت في الوقت ذاته رفض بن عمر الالتقاء بممثلين عن منطقة دماج "طلاب دار الحديث" وممثلين عن النازحين المتضررين من عنف جماعة الحوثي المسلحة في صعدة وحجة. من جانبها نفت مصادر محلية بمحافظة صعدة الأنباء التي تحدثت عن التقاء جمال بن عمر، بشخصيات سياسية وحزبية في المحافظة، مشيرة إلى أن جماعة الحوثي تمكنت من تضليل المبعوث الأممي حيث حشدت له في الاجتماع الذي شهده القصر الجمهوري بصعدة أمس، مجموعة من الأشخاص المنتمين إلى حركة الحوثي والمؤيدين لها مثل محمد أبو راجح الذي تم تعريفه بممثل مؤتمر الشعبي العام في الاجتماع، وأمير عزالدين المؤيد الذي تم التعريف به بممثل عن التنظيم الناصري، ومجد الدين المؤيد ممثلاً عن حزب الحق، مؤكدة بأنه تم حشدهم وجميعهم يمثلون طرفاً واحداً وهي حركة الحوثي المسلحة. وحملت المصادر جمال بن عمر المبعوث الأممي الخاص في اليمن والوفد المرافق له، والدول الراعية للمبادة مسؤولية عدم خلق توازن في المحافظة بين الجاني ممثلاً بحركة الحوثي والمجني عليه ممثلاً بالنازحين والمشردين والشخصيات الاجتماعية المهجرة من صعدة والسلطة المحلية أيضاً. معتبرين اكتفاء المبعوث الأممي اللقاء بعبد الملك الحوثي وممثلين عن حركة تمرد من شأنه أن يضعف قضية صعدة ويقوي الطرف المتمرد المتنفذ بالسلاح حتى اليوم.