أكدت مصادر إعلامية رافقت زيارة المبعوث الأممي جمال بن عمر والوفد المرافق له إلى محافظة صعدة، أن عبدالملك الحوثي طرح على ا بن عمر عدت اشتراطات من بينها إجراء استفتاء عام في كلاً من ( صعدة – حجة – عمران – الجوف – مأرب ) على استقلال هذه المحافظات كإقليم زيدي منفصل عن جسد الدولة اليمنية الوحدة خاصةً في ظل طرح القوى السياسية عن نظام فيدرالي جديد لليمن. وقالت صحيفة أخبار اليوم التي اوردت الخبر ان تلك المصادر لم تكشف عن " موقف ورد المبعوث الأممي على اشتراطات الحوثي إلا أنها أكدت في الوقت ذاته رفض بن عمر الالتقاء بممثلين عن منطقة دماج "طلاب دار الحديث" وممثلين عن النازحين المتضررين من عنف جماعة الحوثي المسلحة في صعدة وحجة. وأكد مراقبون سياسيون "أن زيارة المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى محافظة صعدة والالتقاء بزعيم الحركة عبدالملك الحوثي، لم تكن مخصصة لبحث التطورات السياسية في اليمن، وما يخص صعدة فحسب، وإنما حملت هذه الزيارة أكثر من ملف تم فتحها في اللقاء خاصة مشاركة الحوثيين في مؤتمر الحوار. وأشاروا الى أن الحوثيين سعو الى تعطيل مؤتمر الحوار الوطني وإفشال خروجه بأي قرارات تخصه، قضايا الحوار التسع، خاصة وأن الأمانة العامة لمؤتمر الحوار قد شكلت خلال الأيام القليلة الماضية قيام جماعة الحوثي عبر ممثليها في الحراك ومجموعة من أنصار الحراك الجنوبي بتعطيل جلسات الحوار والحول دون خروج الجلسة العام الثانية بأي قرارات، رغم أن معظم المشاركين في المؤتمر بتكويناتهم المختلفة قد اتفقوا على أن تتخذ العديد من القرارات بما يسهل عمل خرق الحوار. بوحسب صحيفة أخبار اليوم فإن قلق الرئاسة اليمنية وقواها السياسية المختلفة من استقواء جماعة الحوثي بالسلاح واستمرارهم في المشاركة في الحوار، واحد من الأمور التي نقلها المبعوث الأممي لدى زيارته أمس إلى صعدة، والذي أكد للحوثي بأن محاولة عناصر مسلحة تابعه له ، اقتحام مقر جهاز الأمن القومي، قبل نحو شهر تقريباً، أمر يبعث على القلق، لدى جميع الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. مؤكدين أن المبعوث الأممي قد أبلغ عبدالملك الحوثي أن بقاء الحوثيين في مربع الاستقواء بالسلاح على بقية التكوينات السياسية، ومحاولة البسط والسيطرة على مناطق خارج صعدة بقوة السلاح، أمر ترفضه جميع الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن من جهة ويهدد بفشلها من جهة ثانية. وعلى ذات الصعيد نقل موقع أنصار الله الناطق باسم حركة الحوثي ، خبراً حول اللقاء الذي جمع بن عمر بعبد الملك الحوثي، أشار فيه إلى أن عبدالملك الحوثي أكد لإبن عمر أن حكومة الوفاق بات مشلولة وعاجزة تماماً عن ابتكار أي حلول تعالج بها القضايا التي تهدد اليمن وأمنة فضلاً عن عجزها في تنفيذ أي توافق مجمع عليه المتحاورون داخل مؤتمر الحوار وأن الحوار الوطني بات ضرورة ملحة، كون النظام في اليمن- بحسب الحوثي- ليس في إطار دولة بقدر ما هو بأيدي جهات وأحزاب نافذة تقاسمت المصالح الثنائية بين الأطراف المستفيدة التي ترفض أي حلول وترفض تنفيذ النقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية وأكدت الحكومة أضحت جزءاً من المشكلة ومستحيل أن تكون جزءاً من الحل. كما نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة " أن المبعوث الأممي تمكن من إقناع قيادة حركة الحوثي المسلحة بتمرير تقرير لجنة التوافق في مؤتمر الحور الوطني التي يرأسها رئيس الجمهورية وأن لا يربطوا قرارات مؤتمر الحوار الوطني وموافقتهم عليها بتعامل رئاسة الجمهورية مع النقاط العشرين المقدمة من اللجنة الفنية للحوار وتعامل السلطات اليمنية مع قضية التحقيق في محاولة اقتحام عناصر الحوثي لمقر جهاز الأمن القومي. وأشارت المصادر إلى أن موافقة الحوثيين واقتناعهم بما طرحه جمال بن عمر خلال زيارته أمس يأتي في إطار صفقة يقودها بن عمر بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي من جهة وممثلين الحوار الجنوبي من جهة ثانية.. حيث توقعت المصادر أن تصدر خلال الأربعة والعشرين الساعة القادمة مجموعة من القرارات الجمهورية تتعلق بالنقاط العشرين سيما ما يخص الاعتذار لصعدة والجنوب عن حرب 94 والحروب الستة والتي شهدتها صعدة. من جانبها نفت مصادر محلية بمحافظة صعدة الأنباء التي تحدثت عن التقاء جمال بن عمر، بشخصيات سياسية وحزبية في المحافظة، مشيرة إلى أن جماعة الحوثي تمكنت من تضليل المبعوث الأممي حيث حشدت له في الاجتماع الذي شهده القصر الجمهوري بصعدة أمس، مجموعة من الأشخاص المنتمين إلى حركة الحوثي والمؤيدين لها مثل محمد أبو راجح الذي تم تعريفه بممثل مؤتمر الشعبي العام في الاجتماع، وأمير عزالدين المؤيد الذي تم التعريف به بممثل عن التنظيم الناصري، ومجد الدين المؤيد ممثلاً عن حزب الحق، مؤكدة بأنه تم حشدهم وجميعهم يمثلون طرفاً واحداً وهي حركة الحوثي المسلحة. وحملت المصادر جمال بن عمر المبعوث الأممي الخاص في اليمن والوفد المرافق له، والدول الراعية للمبادة مسؤولية عدم خلق توازن في المحافظة بين الجاني ممثلاً بحركة الحوثي والمجني عليه ممثلاً بالنازحين والمشردين والشخصيات الاجتماعية المهجرة من صعدة والسلطة المحلية أيضاً. معتبرين اكتفاء المبعوث الأممي اللقاء بعبد الملك الحوثي وممثلين عن حركة تمرد من شأنه أن يضعف قضية صعدة ويقوي الطرف المتمرد المتنفذ بالسلاح حتى اليوم.