نظمت الدائرة الثقافية بالأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بالتعاون مع القطاع الطلابي بالعاصمة صنعاء ندوة سياسية بمناسبة يوم القدس العالمي شارك فيها عدد من المثقفين والسياسيين والشباب والطلاب. وقال محمد مسعد الرداعي الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إن تنظيم هذه الفعالية يمثل أهمية بالغة في ظل التحديات والمخاطر التي تواجهها فلسطين باعتبارها قضية العرب المركزية بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص في ظل محاولات وأدها وتراجعها من أولوية الاهتمامات, فضلا عن استمرار اعمال التهويد المستمرة لمدينة القدس وطمس معالمها الإسلامية. وأشار الرداعي لمخاطر محاولات الزج بالعرب والمسلمين الى معارك جانبية فيما بينهم من خلال إذكاء النعرات القطرية والصراعات المذهبية, وتبديل الأولويات ليصبح العداء لبعض القوى والتيارات الإسلامية مقدما على العداء للكيان الصهيوني الغاصب لافتا إلى أن هذا التطور الخطير يمثل أكبر تهديد للقضية الفلسطينية ووحدة الصف العربي والإسلامي بل ومستقبل العرب والمسلمين. وحذر الرداعي من الانقسامات التي تشهدها بعض دول الربيع العربي ومخاطرها على مستقبل الثورات العربية واكتمال مشاريع التغيير، داعيا كافة قوى الثورة إلى مراجعة حساباتها وتقييم تجاربها والاتعاظ من عبر الماضي ودروسه, حتى لا يتحول الربيع العربي الى شتاء قارس . من جهته استعرض ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن/ أحمد عبدالرحمن بركة تاريخ مدينة القدس وأهميتها ومكانتها لدى العرب والمسلمين في مختلف العصور, منوها إلى أن الأوضاع المضطربة والتجاذبات التي تعيشها الأمة العربية تشكل أكبر خطر على القضية الفلسطينية في ظل استمرار الهجمة الشرسة لتهويد القدس وتشريد أبنائها والاستمرار في بناء المستوطنات والاعتداء على المسجد الأقصى وقبة الصخرة وغيرها من المعالم الإسلامية. وأشار إلى أن أي ثورة لا تكون بوصلتها القدس هي ثورة فاشلة, منوها إلى أن حكومات الربيع العربي لم تقدم شيئا بحجم الآمال المعقودة عليها رغم مضي ثلاث سنوات على انطلاقتها. ولفت إلى أهمية توحيد جهود قوى التغيير والمقاومة في مختلف الأقطار العربية والإسلامية نحو مواجهة الكيان الصهيوني والانتصار للقضية الفلسطينية كأولوية على كل القضايا. وأعرب عن أسفه للمؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية بمشاركة بعض أبنائها. وأوصت الندوة بتشكيل لجان شعبية في الساحات العربية والإسلامية لنصرة القدس والدفاع عنها, والدعوة لنبذ الصراعات الداخلية وعدم الانجرار للفتنة المذهبية والطائفية والتركيز على القواسم المشتركة التي تجمع شمل الأمة أكثر مما تمزقها. وأهاب المشاركون بقوى الثورة العربية الحفاظ على مكتسباتها ووحدتها وتماسكها وإرساء نموذج للشراكة الوطنية الحقيقية ورفض نهج الاستئثار والإقصاء وتفويت الفرصة على قوى الثورة المضادة في الداخل والخارج.