تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها عموم المحافظات اليمنية في العديد من الكوارث, لكنها في محافظة حجة خلفت حالة إنسانية صعبة وعاجلة تمثلت في فقدان مئات العائلات من النازحين خيامهم في مخيم المزراق 1 و المزراق 3 بعد أن جرفتها السيول. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن تلك الخيام في مخيمات المزراق 1 و3 كانت تؤوى ما يقارب من 12ألف نازح، مؤكدة أنها استجابت بسرعة إلى هذه الحالة الإنسانية العاجلة من خلال مكتبها الميداني في حرض وبدأت في عملية استبدال وتركيب وتوزيع الخيام والمواد غير الغذائية للأسر المتضررة, و"تلتزم مفوضية اللاجئين بمساعدة النازحين أينما كانوا في الأراضي اليمنية وإيجاد حلول دائمة لهم".. ذلك ما أكده ممثل المفوضية السيد برونو جيدو. وأضاف جيدو:" أعتقد أن هذا أمر أساسي لتعزيز الاستقرار في البلاد، ولذلك فنحن نعمل مع الحكومة والشركاء في المجال الإنساني والجهات المانحة لتوفير الحماية والمأوى والمساعدة، فضلاً عن الدعوة لاحتياجات واهتمامات النازحين وتضمينها في خطة الحكومة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني والسياسات الوطنية". وبحسب بيان صادر عن المفوضية, تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه, فإن هناك 1750 خيمة, إلى جانب مواد أخرى غير الغذائية وتشمل المواد الإيوائية, قد قامت المفوضية بتوزيعها على الأسر المتضررة على الفور بالتعاون مع مكتبها الميداني في حرض وشركاءها التنفيذيين، فيما قام برنامج الغذاء العالمي بتوزيع الغذاء على المتضررين. وأكدت المفوضية أنه تم إيصال 13 شاحنة محملة ب 1700 خيمة تبلغ تكلفتها 45 الف دولار, بالإضافة إلى تجديد مخزون الطوارئ، إضافة إلى توزيع 3299 فرشة للنوم و 3868، إضافة إلى تجديد مخزون للطوارئ. وأظهرت نتائج التقييم الأولي لفريق المفوضية الميداني في حرض أن خمسة أشخاص, ثلاثة أطفال وشخصين بالغين, قد أصيبوا بسبب كوارث الأمطار والسيول, وأن عدداً كبيراً من الخيام في مخيمي المزراق الأول والثالث قد تضررت، فيما مخيمات قد انهارت تماماً- حسب البيان. الجدير ذكره أن مفوضية اللاجئين طلت دائماً متواجدة حيث الأزمات الإنسانية في أي من المحافظات اليمنية خلال السنوات الماضية, على الرغم من كل المخاوف والهواجس الأمنية غير المستقرة التي رافقت فترة الثورة الشعبية والأحداث التي شهدتها اليمن وظلت مكاتبها مفتوحة ولم تغلق أبداً. وساعدت المفوضية أكثر من 162ألف نازح للعودة إلى أبين منذ يوليو في العام الماضي عقب انتهاء الحرب بين القوات الحكومية وعناصر أنصار الشريعة، كما تعمل على إيجاد حلول دائمة لأكثر من 320 ألف نازح في المحافظات الشمالية خلفتهم حرب المتمردين الحوثيين مع الجيش في صعدة، ناهيك عن تقديمها المساعدات لأكثر من 240ألف لاجئاً في سياق الهجرة المختلطة.