تحولت عاصمة الثقافة تعز إلى مدينة منكوبة, حيث لا يمر يوم إلا والقتل والمواجهات المسلحة والانفلات المخيف يعصف بأبنائها وكأن القتل اليومي أصبح فرضاً على هذه المحافظة المسالمة الحالمة.. رغم أنها قائدة الثورة وشرارة انطلاقها إلا أنها تعيش وضعاً كارثياً يضاعف من الظروف القاسية التي يعيشها السكان في ظل الغياب شبه الكامل للمحافظ وللسلطة المحلية؛ وكأن الأمر ليس إلا تنفيذ خطة العقاب ضد هذه المدينة, فشوارعها تشهد تكدساً لأطنان القمامة في الأحياء السكنية مما يضاعف من حالات الإصابة بحمى الضنك وانتشار الأمراض الوبائية الأخرى على نطاق واسع بين المواطنين, وحاراها ومديرياتها اصبحت مأوى للجماعات المسلحة الذين أُطلق معظمهم من السجون لتنفيذ مخطط العقاب الذي رسمه فلول النظام السابق. يقول عدد من الثوار في ساحة الحرية بتعز" رغم ما قدمنا من تضحيات لا توصف وصلت إلى قتل نسائنا وأطفالنا وهدم منازلنا ولكنا كنا نبتسم ونقدم الضحايا تلوى الضحايا أملاً في حياة أفضل بعد الثورة, لكن من أملنا فيها وجاءت على دمائنا وأشلائنا عاقبتنا حكومة الوفاق بمحافظ لم يأتِ إلى لممارسة العقاب على هذه المدينة رغم أنا كنا نؤمل فيه خيرا". وأضافوا" الفساد بتعز يعشعش فيها بشكل كبير جدا وفي تصاعد مستمر من أيام النظام السابق ولم يفعل المحافظ شوقي شيئا تجاه ذلك, بل حافظ على بقاء الفاسدين وقربهم منه وظل منشغلاً بالمكايدات السياسية والنظر إلى المشاريع الوهمية بغية الشهرة والبحث عن الأضواء, وبفضله ها هي تعز تغرق بالفوضى الأمنية والبيئة، والكارثة الصحية التي بدأت تطفو إلى السطح جراء انتشار حمى الضنك وأمراض أخرى تضاعفها تراكم أكوام القمامة في شوارع المدينة وطفح المجاري, وأصبحت أكوام القمامة المتعفنة المشهد الأبرز، الذي نشاهده في كل شارع وأحياء مدينة تعز بدلاً من المشاريع العملاقة ودبي الأخرى التي وعدنا بها شوقي المحافظ والتي بدورها تحولت إلى حاضن خصب للفيروسات والجراثيم الناقلة للأمراض الفتاكة».