استيقظت الضالع يوم أمس على جريمة هزت وجدان ومشاعر المواطنين بقيام مسلحين من قرية الوعرة باقتحام سجن الاحتياط في إدارة البحث الجنائي واختطاف سجين متهم بقتل ناشط في الحراك الجنوبي في اشتباكات جرت بينهما مساء أمس الأول بجوار مبنى البريد وسط المدينة.. وأكدت مصادر محلية أن المسلحين اقتادوا السجين "بكيل عبدالله مثنى سيف" إلى مسقط رأس القتيل ونفذوا بحقة الإعدام دونما أي محاكمة بعد تعذيبه بطريقة وحشية انتقاماً لمقتل قرييهم. ووفقاً لمصادر تحدثت ل"أخبار اليوم" فإن الناشطين في الحراك الجنوبي "بكيل سيف" و"وليد عبد الله القماري" وكلاهما من أبناء قريتين متجاورتين (الوعرة والرباط) كانا قد تواعدا بتصفية كل منهما للآخر مساء أمس الأول وحددا المكان الذي يلتقيان فيه وهو ما جرى, حيث اشتبكا بأسلحتهما الرشاشة (كلاشنكوف) بصورة كثيفة سقط خلالها الأخير قتيلا برصاص الأول. ووفقاً للمصدر فقد قام المتهم بالقتل وعقب الحادثة بتسليم نفسه للأجهزة الأمنية بعد تدخل آخرين, حيث جرى إيداعه السجن، فيما جرى نقل جثة المجني عليه إلى ثلاجة مستشفى النصر العام، قبل أن يتفاجأ الناس بمجاميع مسلحة صباح أمس باقتحام إدارة الأمن واختطاف السجين من مكان احتجازه واقتياده إلى قرية "الوعرة" ليتم تصفيته جسدياً بذريعة تنفيذ القصاص لابنهم الذي كان قد سقط قتيلا برصاص المتهم. وفيما أثارت واقعة اقتحام إدارة أمن المحافظة وإعدام المتهم استياء واسعا في أوساط المواطنين معتبرين ذلك سابقة خطيرة لم تشهدها المحافظة.. أثارت الطريقة التي أدت إلى تسهيل عملية الاقتحام للسجن داخل إدارة الأمن من قبل المجاميع المسلحة وإخراج المتهم الكثير من التساؤلات حول دور رجال الأمن وحراسة المبنى؟؟. وتأتي هذه الواقعة عقب يوم واحد فقط من تسلم مدير أمن المحافظة الجديد مدير أمن تعز السابق العميد ""محمد صالح الشاعري" واجتماع اللجنة الأمنية بالمحافظة برئاسة المحافظ/ علي قاسم طالب للوقوف أمام الوضع الأمني بالمحافظة، وهو ما عده مراقبون أول تحد يواجه العميد الشاعري عقب ساعات من تسلمه لمهامه. كما أن هذه الواقعة تأتي في وقت تعلق محاكم ونيابات المحافظة أعمالها منذ بداية الأسبوع الجاري وذلك احتجاجا على حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة وما يصفونه بعدم توفير الحماية اللازمة للمساجين أثناء نقلهم من وإلى قاعة المحاكمة. وعلقت المحاكم والنيابات يأتي عقب تعرض أحد السجناء لمحاولة تصفية جسدية نهاية الأسبوع الفائت لحظة خروجه من قاعة المحكمة مباشرة وتعرضه لإصابات خطيرة يرقد بسببها حاليا في العناية المركزة بمستشفى الشرطة في العاصمة صنعاء. ويدعو أعضاء السلطة القضائية بالضالع وزير الداخلية بتوفير الحماية وإعادة النظر في الخطط الأمنية, وذلك حماية للقضاة لتسهيل أداء مهامهم وإنجاز القضايا المتراكمة ومحاكمة السجناء الذين مرت عليهم سنوات طويلة دون محاكمة.