نفذ مسلحون قبليون, عصر أمس, في إحدى المناطق الريفية التابعة لمحافظة الضالع, عملية إعدام رمياً بالرصاص لشخص يدعى بكيل عبدالله مثنى سيف, قيل إنه متهم في قضية قتل أحد أقارب هؤلاء المسلحين. وقالت ل"الشارع" مصادر أمنية متطابقة في الضالع إن هؤلاء المسلحين نفذوا عملية الإعدام في حق السجين بكيل, بعد ساعات من قيامهم باختطافه من سجن إدارة أمن المحافظة. وأوضحت المصادر أن العشرات من المسلحين المنتمين الى منطقة "الوعرة" التي تقع بالقرب من عاصمة المحافظة, اقتحموا, في السابعة من صباح أمس, مبنى إدارة الأمن, واختطفوا السجين بكيل, الذي كان في سجن إدارة الأمن على ذمة اتهامه في قضية قتل حدثت قبل منتصف ليل أمس الأول, في منطقة "الوعرة". وأفادت المصادر بأن المسلحين القبليين اقتحموا بوابة إدارة الأمن الرئيسية, واتجهوا بعدها نحو سجن الإدارة, وقاموا بكسر إحدى نوافذ السجن, واقتحموه, وأخذوا "بكيل" المتهم بجريمة القتل, دون أن يجدوا أي مقاومة من قبل الجنود المكلفين بحراسة السجن. و ذكرت المصادر أن المسلحين أخذوا "بكيل" وذهبوا به دون أن تعترضهم أي قوة أمنية, ثم قاموا بإعدامه بعد ساعات من ذلك. وقال للصحيفة أحد جنود إدارة أمن الضالع إنه, عند اقتحام المسلحين للمبنى, لم يكن هناك سوى ثلاثة جنود في بوابة إدارة الأمن, وعدد آخر داخل الإدارة بدون أسلحة, وهم من المجندين الجدد. وأضاف: "قوتنا محدودة, ولا نملك أسلحة ولا أطقم داخل إدارة الأمن". وأوضح مصدر أمني آخر أن عددا من المسلحين اقتحموا الإدارة, وقاموا باختطاف بكيل عبدالله مثنى سيف, المنتمي الى منطقة تسمى "نشام" والمتهم في قضية قتل شخص يدعى وليد ناصر محمد ناصر, مشيراً الى أن المسلحين اتجهوا ب"بكيل" نحو المنطقة التي ينتمي إليها القتيل, وهناك نفذوا في حقه عملية الإعدام رمياً بالرصاص. وأضاف المصدر: "قام المسلحون باستجواب المتهم بكيل, لعدة ساعات حول قضية قتل وليد ناصر, وبعدها قاموا بإعدامه رمياً بالرصاص, بعد أن كانوا قد قاموا بالتواصل مع أهله وأقاربه, وبعد ذلك قاموا بدفنه بملابسه التي كانت عليه". من جانبه, أكد ل"الشارع" مدير إدارة البحث الجنائي في محافظة الضالع, العقيد عبد الخالق شايع, اقتحام المسلحين القبليين لإدارة الأمن, "واختطفوا السجين بكيل ثم لاذوا بالفرار باتجاه منطقة الوعرة, حيث أعدموه رمياً بالرصاص, ودفنوه, بعد العصر". ونفى العقيد شايع صحة ما تردد عن أن أحد مشائخ منطقة "الوعرة" سلمه المتهم بكيل مثنى سيف, وأفاد بأن أحد مشائخ المنطقة قام بتسليم "بكيل" الى إدارة الأمن وليس إليه. وفيما أوضح مدير البحث الجنائي أن المسلحين القبليين اقتحموا إدارة الأمن بعد قرابة 10 دقائق من تسليم بكيل مثنى؛ و قال: "كان المسلحون يراقبون هذا الشيخ الذي قام بتسليم بكيل إلى الإدارة وأخذوه منها بالقوة. بالنسبة لي لم أستلم بكيل, ولم أكن ساعتها متواجداً في إدارة الأمن, ولم يصلني بلاغ من إدارة العمليات بالواقعة". وأضاف: "النقيب ناظم أحمد ناصر, نائب مدير قسم شرطة الفاخر, وهو أيضاً ابن عم القتيل (وليد ناصر) كان على رأس المجموعة المسلحة التي اقتحمت مبنى إدارة الأمن, وقامت باختطاف بكيل, المتهم بقتل وليد, وكان هؤلاء المسلحون يستقلون طقم الشرطة التابع للنقيب ناظم أثناء عملية الاقتحام". وقال مدير البحث الجنائي: "لم يكتفوا فقط بعملية الاقتحام, بل قاموا بإعدام المتهم بالقتل بعد عصر (أمس) في منطقة الوعرة, في سابقة خطيرة ومخالفة للقانون والدين والشرع, انتقاماً لقريبهم, القتيل الأول, كما قيل". وأكد العقيد شايع أن الأجهزة الأمنية في الضالع عازمة على ملاحقة المتهمين وضبطهم وتقديمهم للمحاكمة جراء ما اقترفنه أيديهم من جرم في حق هذا الشخص الذي قاموا بإعدامه بطريقة بشعة". وفي حادثة أخرى, قُتل, أمس, في منطقة قعطبة, التابعة لمحافظة الضالع, شخص يدعى زهر العولقي, على خلفية ما قيل إنها خلافات شخصية نشبت بينه وبين شخص آخر, ما دفع بالأخير الى إطلاق النار على العولقي, وأرداه قتيلاً في الحال. وتأتي هذه الأحداث الأمنية بعد يوم من تسلم مدير الأمن الجديد, العميد الركن محمد الشاعري, لمهامه في محافظة الضالع خلفاً للمدير السابق العميد علي العمري. وجرت عملية الاستلام والتسليم بين كل من مدير الأمن السابق والجديد في إدارة أمن المحافظة, بحضور وكيل المحافظة لشؤون الأمن صادق الإدريسي, وقائد الأمن الخاص, وقائد النجدة, وبعض مدراء أمن المديريات في المحافظة. ورحب العمري بخلفه الشاعري, معبرا عن ارتياحه لتعيين مديراً لأمن المحافظة من أبنائها, كونه يعرف عن قرب المشاكل والهموم, التي يعانيها أبناء المحافظة ولديه القدرة الكافية في تجاوز هذه المشاكل وحلها, متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة. وكان الشاعري قد شغل منصب مدير أمن محافظة تعز, قبل أن يتم نقله بقرار من الحكومة ليتولى منصب مدير أمن الضالع.