سلطت المسرحية الضوء على حالة الدوران حول الذات تعبيراً عن الهروب من الواقع المتشظي جراء حالة انهيار القيم الاجتماعية. الأسلوب الذي اتبعه المخرج أختر عبدالملك يؤكد على بصمته المعتادة في الترميز والمكاشفة، فقد جاءت الجمل المسرحية رغم بساطتها ولهجتها المحلية كثيفة المعنى لرصد الغربة والخواء والتفكير لمرجعيات مشوهها. وأكدت المسرحية على ضبابية الرؤية وحالة اللا يقين التي يعاني منها المجتمع ممثلاً بالزوج الذي وجد في محدوديته المكان (السجن) حريته بما يسقط الرؤية.. والهدف من العمل المسرحي الذي يأخذ من المتناقضات أو أسلوب التقريب بالتغريب وسيلة للتوضيح. رمزية المخرج عبدالملك مازالت تتبلور وتدخل في حوار غير مباشر مع الجمهور واستخدام اللهجة المحلية كمحاولة للارتقاء بالجمهور العام خارج إطار النخب الثقافية, باعتبار أن المسرح رسالة إلى المجتمع بكل فئاتها تحمل المتعة والفكرة بحوارية لممثلين متمكنين.. تميزت مسرحية المخرج أختر عبدالملك ب(السندوتشية ) السهلة الهضم، أن تشكيل ذائقة الجمهور هي إحدى المهام التي يمكن فهمها في صياغ هذا اللون من المسرح. يذكر أن المسرحية ضمن فعاليات البيت الألماني للتعاون والثقافة صنعاء، واختتمت العروض المسرحية (هو وهي) مساء يوم الخميس بمديرية خور مكسر وقدمت عروضها الأولى صباح يومي السبت والأحد على خشبة مسرح الأستاذ/ محمد أحمد الشميري في معهد جميل غانم للفنون الجميلة مديرية صيرة عدن.. العرض المسرحي بعنوان (هو وهي) مستوحاة من مسرحية (المدعو جوزبوردن) للكاتب الألماني فيليب لوله, أعدها للمسرح اليمني المؤلف المبدع/ ياسر عبدالباقي وأخرجها المتألق/ أختر عبدالملك قاسم, الممثلون النجوم هم: محمد ناجي بريك وعيدروس عبدون وفاطمة عبدالقوي, والوجوه الصاعدة رويدا وخديجة وعبدالله أختر.. شكر خاص للبيت الألماني لمحاولة استمرارية المسرح في عدن عبر المخرج أختر عبدالملك.