شهدت عدد من المديريات والمدن بمحافظة حضرموت- جنوب شرق اليمن أمس الجمعة- أعمال عنف وفوضى تزامنت مع انطلاق الهبة الشعبية التي دعا لها حلف قبائل حضرموت على خلفية مقتل الشيخ بن حبريش في اشتباكات مع أفراد نقطة أمنية بمدينة سيئون. وأفادت المعلومات الواردة من المحافظة بأن عناصر الحراك أقدمت على إحراق ونهب عدد من المحال التجارية والبسطات التابعة لأبناء المحافظات الشمالية في كل من مدينتي المكلا وسيئون. وقالت مصادر محلية إن العشرات من المسلحين أحرقوا عدداً من البسطات التابعة للباعة الشماليين في الشرج بالمكلا, كما قاموا باقتحام وإحراق مركز شرطة باعبود بمنطقة الشرج وقاموا بإحراق الأثاث وثم إضرام النار في القسم بالكامل، كما تجمهر العشرات من انصار الحراك جوار ادارة أمن المكلا وخرج اليهم مدير الأمن وسألهم ماذا يريدون، فحين رد عليه المتظاهرون أنهم يريدون رفع علم الجنوب على مبنى الادارة وحرصا من على عدم حدوث مواجهة معهم سمح لهم برفع العلم . ونقلت معلومات صحفية عن مصادر محلية وأمنية أنه تم نهب 20 بسطة في الشارعين الثالث والرابع من شرج المكلا تتبع أبناء المحافظات الشمالية، حيث تم نهب اثنين محلات احدهما لشخص يدعى ثابت العتمي وآخر لشخص من جبل حبشي في منطقة الشرج. ولفتت المصادر إلى احرق سوق العمودي للقات مع مطعم و لوكنده وبقالة والاعتداء على مالك البقالة واللوكندة والمطعم ما أدى إلى إصابته وتم إسعافه للمستشفى، لافتة إلى أن مواجهات بين أحد بائعي القات ومسلحين حدثت بعد اقتحام سوق العمودي عصر أمس ومحاولة نهب القات، ما دفع بائع القات لإطلاق الرصاص فقتل شخصاً وجرح اثنين آخرين.. وتحدثت مصادر أخرى أن اطلاق نار في سوق كورنيش العمودي بحي العمال أدى إلى مقتل الشاب عمر علي بازنبور طالب في المستوى الرابع بكلية الحقوق جامعة عدن، فيما أصيب إلى جانبه ثلاثة أخرين وهم: علاء علوي شائف السعدي وحمدي علي باحاج وسعيد عمر باداس. ويقع السوق والمحلات في خط الستين قريب من السوق التجاري المكلا مول وفقا للمصادر. وحسب المصادر فقد خلت الشوارع التجارية في الشرج من المواطنين، باستثناء عصابات النهب حسب المصادر. وفي سيئون فقد تم حرق مغسلة لأحد أبناء المحافظات الشمالية ، وحرق فرن لاحد أبناء حضرموت. وفي الغضون أفادت مصادر محلية" أخبار اليوم" بأن عناصر الحراك استولت على إدارة أمن سيئون بالتواطؤ مع قيادات أمنية في سيئون. ووفقاً للمصادر فان قبائل حضرموت سارعت عقب الاستيلاء على مبنى إدارة الأمن بإخراج عناصر الحراك منها وتسليم مبنى الإدارة لقوات من الجيش. وقالت المصادر للصحيفة إن مديرية دوعن سقطت أمس الجمعة بأيدي عناصر الحراك بعد أن كانت تلك العناصر قد استولت على مركز شرطة في المديرية أمس الأول الخميس. وأشارت المصادر إلى أن المديرية سقطت بتواطؤ قيادات أمنية, منوهة إلى أن مدير أمن دوعن أعطى كل الجنود في إدارة الأمن إجازات, الأمر الذي أدى إلى سقوط إدارة الأمن والمديرية بأيدي مسلحي الحراك. وخرجت بعد ظهر امس الجمعة حشود جماهيرية جابت شوارع مدينة المكلا ومدن ومناطق محافظة حضرموت، إيذاناً ببدء الهبّة الشعبية الذي كان قد أعلنها مؤتمر تحالف قبائل حضرموت المنعقد في 10ديسمبر في وادي نحب لبحث تداعيات اغتيال الشيخ سعد بن حمد بن حبريش مقدم بيت العليي ورئيس مجلس تحالف قبائل حضرموت ، ومرافقيه برصاص أفراد من الأمن في نقطة عند مدخل مدينة سيئون مؤخراً . وفيما خلت المدينة من أي مظاهر عسكرية إلا فيما ندر، شهدت المكلا حالة شلل شبه تام في حركة السيارات والأسواق التجارية كما شهدت المدينة ونواحي حضرموت ومحافظات الجنوب انقطاع خدمات الاتصالات بكافة أنواعها وخدمة الأنترنت منذ فجر الجمعة ولم تعد إلا في المساء مما خلق استياءً لدى الناس ورجال الأعمال. وفي الغضون تمكن عدد من انصار الحراك الجنوبي من اسقاط موقع بن عيفان العسكري بمديرية القطن بالمحافظة دون أي مقاومة تذكر من أفراد الموقع. ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن الموقع يحوي معدات عسكرية ثقيلة، مشيرة إلى تمكن العشرات من أنصار الحراك من السيطرة على الموقع بسهولة. وصدر مساء امس بيان عن الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية للقوى الثورية التحررية والمدنية في حضرموت، وقال البيان: لقد دشنت الهبة الشعبية أعمالها بإسقاط مراكز الأمن والنقاط الأمنية ورفع علم الجنوب عليها، في كل من المكلا وسيئون والشحر وغيل بن يمين والقطن وغيل باوزير والديس الشرقية والريدة وقصيعر ودوعن ووادي عمد ورخية وجزيرة سقطرى، كما سيطر أبناء القبائل على معظم النقاط العسكرية في مناطق شركات وحقول النفط. واعربت عن ادانتها لبعض الاختراقات والممارسات الخارجة على الضوابط والتوجيهات، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة أن يلتزم الجميع التزاماً صارماً بعدم المساس بمصالح المواطنين والمقيمين في حضرموت وعدم التعدّي على الممتلكات العامة والخاصة، وتكثيف الجهود ضمن الحراسات الشعبية في الأحياء والتجمعات السكنية والتجارية، وهو ما سبق للهيئة التنسيقية أن أكدت عليه في توجيهاتها وإرشاداتها ضمن بلاغها الأول. وأدانت الهيئة التنسيقية محاولات ضرب الهبة الشعبية من خلال قطع الاتصالات والانترنت منذ فجر الجمعة عن مناطق حضرموت خاصة والجنوب عامة، مستدركاً: لكن ذلك لم يحل دون اندفاع الجماهير المؤمنة بقضيتها العادلة في هبة شعبية شاملة لم يسبق لها مثيل، وأذهلت قوى المحتل وأعوانه. وأهابت الهيئة التنسيقية بالجماهير إلى الحفاظ على ما حققته الهبة في يومها الأول، ورفع درجة الانضباط، والمساهمة الفاعلة في الدفع بالهبة الشعبية لتحقيق كامل أهدافها بروح تضامنية عالياً. من جهته قال الشيخ عمر سعد بن حبريش نجل الشيخ الفقيد سعد بن حبريش العليي شيخ مشايخ قبائل الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت- إن أعمال الفوضى التي تشهدها مدن حضرموت قد يكون له ارتباطات بأطراف أخرى تريد تأجيج الوضع في الشارع الحضرمي مستغلة بذلك المطالب الحقوقية التي طالبت بها قبائل حضرموت. واعتبر بن حبريش في تصريح خاص ل«الخبر» ما يحدث في مدن حضرموت من أعمال تخريبية لا تعبر عن مطالبهم الحقوقية المتفق بشأنها مع اللجنة الرئاسية، مضيفا أن ما يحدث ليس لهم أي علاقة به، معبراً عن إدانته وقبائل حضرموت لما يحصل في الشارع الحضرمي والذي تستغله اطراف لها أبعاد أخرى أما مطالبهم فهي حقوقية. وأفاد بان مطالبهم ليس لها أي دلالات سياسية أو مناطقية ولا ينشدون ما يروج له الأخرون من أخبار عن الانفصال وغيره، مؤكدا قبولهم بما تم الاتفاق عليه مع اللجنة الرئاسية. وطالب بن حبريش الدولة بسرعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه كي تقطع الطريق أمام الأطراف الأخرى التي تريد استغلال الحدث لتنفيذ مطالبهم. وأشار إلى أن السبب الذي قد يولد الكثير من المشاكل في الشارع الحضرمي هو تأخر الدولة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على الواقع والمتمثل في المطالب الحقوقية المشروعة . وابدى الشيخ عمر بن حبريش استغرابه لتأخر الدولة في تنفيذ ما تم الموافقة عليه من قبل اللجنة الرئاسية، مؤكدا وقوفهم مع قوات الأمن وتحت أوامر الدولة ضد تخريب أو إحراق للممتلكات الخاصة أو العامة.. إلى ذلك نفى مصدر مسئول في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن سيطرة بعض القبائل على نقاط عسكرية في منطقة المسيلة بمديرية غيل بن يمين . وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) أن هذه الافتراءات والأخبار التي تبثها عدد من وسائل الإعلام غير صحيحة وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت . ودعا المصدر كافة الوسائل الإعلامية إلى توخي المصداقية والالتزام بالمهنية وعدم نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة التي لا تخدم الصالح العام والأمن والاستقرار في المحافظة. مشيدا بحرص أبناء محافظة حضرموت في الحفاظ على الملكية الخاصة والعامة وعدم الانجرار و راء هذه الإشاعات التي تؤجج الشارع.. مؤكدا أن أبناء محافظة حضرموت أكبر من أن يقومون بمثل هذه التصرفات والأعمال التي ليست من شيمهم وأخلاقهم ولا من توجهاتهم الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق مبدأ العدالة عبر نبذ العنف والتطرف.