مبابي يتهم باريس سان جيرمان بالتعامل معه بطريقة "غير أخلاقية"    وفاة واحد من ابرز الجيولوجيين اليمنيين    عبده شرف الشامخ بفكره وعلمه ومبادئه    اللجنة الوطنية تشدد على الوقف الفوري لجرائم التعذيب وتدعو لمحاسبة مرتكبيها    في سابقة غير معهودة .. شرطة دار سعد بعدن تقتحم مسجد في المنصورة وتعتقل امام مسجد    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يهنئ القيادة الثورية والسياسية بالعام الهجري الجديد    السيد القائد يبارك لإيران انتصارها العظيم ويهنئ الأمة بالعام الهجري الجديد    مقتل 29 تلميذا في افريقيا الوسطى    اليمن وثمن اللاحرب واللاسلم .. خذو العبرة من حرب ال12 يوم..!!    الخامنئي: انتصرت الجمهورية الإسلامية في هذه الحرب ووجهت صفعة قوية لأمريكا    اعتراف صهيوني : اليمنيون هم القوة الوحيدة القادرة على الصمود ومواصلة الحرب    الارصاد يتوقع استمرار هطول الامطار الرعدية على المرتفعات    محكمة تُديّن اتحاد القدم بالاحتيال    الإفلاس.. شبح حطم أندية ليون وبارما وبوردو    صفقة جديدة تثير الجدل في ليفربول.. ومخاوف من التأثير على دور محمد صلاح    راتب ميسي يفوق سقف 21 فريقا بالدوري الأمريكي20 مليونا و446 ألفا و667 دولار    واتساب WhatsApp يحصل على 8 ميزات جديدة هذا الأسبوع على أندرويد و iOS.. إليكم قائمة الميزات    باقزقوز لسلطة صنعاء: تحصين الجبهة الداخلية بانصاف المظلومين ومحاسبة الفاسدين    الإنتر ينهي مغامرة ريفر بليت    الدولار يسجل مستويات متدنية وسط مخاوف أمريكية    شرطة تعز تلقي القبض على متهم بارتكاب جريمة قتل في مديرية مقبنة    استبصار وقراءة في سردية احمد سيف حاشد الجزء الثاني (فضاء لايتسع لطائر)    زينة: «ورد وشوكلاته» يكشف مشاكل الشخصيات    كازاخستان.. اكتشاف قطع أثرية تعود لعصر قبيلة الساكا    من الماء الدافئ إلى دعامة الركبة.. دراسة: علاجات بسيطة تتفوق على تقنيات متقدمة في تخفيف آلام الركبة    بفاعلية الحقن ودون ألم.. دراسة : الإنسولين المستنشق آمن وفعّال للأطفال المصابين بالسكري    طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة    تسجيل هزات أرضية من المياه المجاورة لليمن    من يومياتي في امريكا .. مرافق بدرجة رجل أعمال    من الدول الجديدة في اتفاقية ابراهام؟    المقاومة الجنوبية ترفض توزير "مطيع دماج" وتعتبره تهديدا لأمن الجنوب    من يدير حرب الخدمات وتجويع المواطنين في عدن؟    كيف نطالب بتحسين الأوضاع    استئناف نقل النفط الخام من عقلة شبوة لكهرباء الرئيس    رشاد العليمي..تاريخ من الغدر والخيانة: زملاءه أعدموا وهو أصبح وزير    - *القيادات الإيرانية "تعود من الموت".. وإسرائيل تتخبّط وسط اختراقات أمنية وخلايا تتبع لطهران*    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    برشلونة يعود إلى ملعب كامب نو 10 أغسطس المقبل    مصر تمنح 6 مناطق لشركات عالمية للتنقيب عن الغاز    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    عينيك تستحق الاهتمام .. 4 نصائح للوقاية من إجهاد العين في زمن الشاشات والإضاءة الزرقاء    جرعة سعرية ثالثة على البنزين في عدن    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    افتتاح مشاريع زراعية وسمكية بأمانة العاصمة بتكلفة 659 مليون ريال    تشيلسي يغتال حلم الترجي بثلاثية قاسية    الشاعر المفلحي.. رافعات الشيادر روحن فوق جيل الديس    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    تاريخ المنطقة خلال سبعة عقود تم تلخيصه في عامين    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    هلال الإمارات يوزع طرود غذائية على الأسر الأشد فقرا بشبوة    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    الشعر الذي لا ينزف .. قراءة في كتاب (صورة الدم في شعر أمل دنقل) ل"منير فوزي"    الحديدة و سحرة فرعون    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هدايا أوباما للشعب اليمني.. " درونز" الموت
نشر في أخبار اليوم يوم 03 - 04 - 2014


ملف خاص/ وليد عبد الواسع- محيي الدين الأصبحي
في رداع.. خشامر.. الشحر.. المصنعة.. المعجلة.. عزان.. جعار.. وصاب.. وخولان.. وغيرها من مناطق يمنية تظل دائرة المآسي والآلام الناجمة عن استمرار هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار في اتساع..
وما تزال حالة الرعب والقلق التي تثيرها صفارات صواريخ الموت الأميركي القادم من السماء حاضرة على الدوام في مخيلة سكان فقدوا أحبتهم وعاشوا تحت سطوة طائرة الدرونز لحظات ومشاهد قتل بشعة خارج القانون لحرب قذرة تشغل حيزاً من آلام الناس وأحاديثهم تشنها الولايات المتحدة الأميركية تحت يافطة الحرب على الإرهاب دون تمييز بين مشتبه به وبريء وبتواطؤ من السلطات الرسمية اليمنية التي يؤكد صمت وإشادة وتبرير حكامها على كرمهم في بيع دماء شعبهم والمساومة عليها بينما يضنون على ضحاياهم بالأكفان ويشرعنون التفريط بسيادة البلد..
إن خلف العناوين الصحفية قصص مليئة بالوجع لذوي ضحايا قتلتهم صواريخ الدرونز لا تنتهي تفاصيل حكايات أحداثها بانتصار شخصية الدراما الرئيسية الذي عهدناه في القصص.. بل بنهاية واحدة هي الدموع والبكاء وتهدج الأصوات التي لا تدع لحكايات الألم أن تكتمل. وفي أحاديثم للمحرر في أخبار اليوم حكى أسر وذوي وأقارب ضحايا الطائرات الأميركية بدون طيار في اليمن عن تفاصيل مأساوية...
خلال العام الماضي 2014م وصل عدد الأشخاص الذين لقوا في اليمن 126 شخصاً جراء 39 ضربة جوية نفذتها طائرات أمريكية من دون طيار في مناطق متعددة من اليمن. وذلك بحسب إحصائية رصدتها صحيفة أخبار اليوم تفيد أن طائرات أمريكية من دون طيار نفذت 39 غارة على الأقل منذ مطلع العام الماضي استهدفت عناصر مفترضة من تنظيم القاعدة في مناطق متعددة من اليمن لقا فيها حوالي 126 شخصا منهم 27 مدنيا بينهم أطفال جراء تلك الضربات ، فيما جرح العشرات بالإضافة الى خسائر كبيرة في الممتلكات.
وقد سجل شهر يناير 9 غارات لطائرة أميركية بدون طيار أسفرت عن مصرع 21 شخصا من القاعدة بينهم ستة مدنيين, وتوزعت في كل من مديرية "سنحان" الواقعة على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء حوالي (15 كم) إلى الجهة الشرقية ، وأخرى في "الجوف" شمال صنعاء وضربتين في محافظة "مأرب" الواقعة إلى الشرق من صنعاء. فيما لم يسجل شهر فبراير أي ضربة أمريكية في اليمن.
وفي شهر مارس من العام الماضي لقى 4 من تنظيم القاعدة في ضربتين أمريكيين في "أبين" جنوب البلاد. وشهد شهر أبريل الماضي سقوط 7 من القاعدة أحدهم قيادي، بالإضافة إلى مدنيين في قصف شنته طائرة أمريكية من دون طيار في محافظة "ذمار" (100 كم) جنوب صنعاء وفي "شبوة" شرق البلاد. وفي شهر مايو الماضي وقعت ست غارات أميركية ، استهدفت إحدى تلك الغارات مركزا طبيا للتنظيم في "أبين" 480 كم جنوب صنعاء. قتل فيها 15 شخصاً من القاعدة
وفي شهر يونيو الماضي قتل 13 من القاعدة ومدني في أربع ضربات جوية أمريكية توزعت تلك الضربات في كل من "أبين" في الجنوب ومحافظة "الجوف" في الشمال اليمني. وفي شهر يوليو الماضي قتل 8 من التنظيم الإرهابي ومدني بثلاث ضربات أمريكية ،
شهد شهر أغسطس الماضي 8 غارات أميركية أسفرت عن سقوط 20 من تنظيم القاعدة بينهم قيادات وسقوط طفلين مدنيين. ثلاث من تلك الضربات وقعت في يوم 8 أغسطس الماضي ، وتوزعت الضربات بين "حضرموت" ومأرب و"شبوة" و"أبين". وشهد شهر سبتمبر الماضي غارة أمريكية اسفرت عن مقتل 4 من تنظيم القاعدة في منطقة حدودية بين "أبين" و"لحج" الواقعة إلى جنوب شرق اليمن.ولم يسجل أي إحصائيات عن قتلى أو غارات أمريكية خلال شهر أكتوبر الماضي في اليمن.
وفي شهر نوفمبر الماضي ، قتل 14 من تنظيم القاعدة في ثلاث غارات أمريكية في محافظة "حضرموت" شرق اليمن. وفي شهر ديسمبر الماضي لقى 15 من المدنيين جراء استهدف طائرة أمريكية بدون طيار موكب عرس في محافظة "البيضاء" (276 كم شرق صنعاء).
القاولي: حرب غير أخلاقية تُوسع دائرة المآسي
يؤكد مؤسس ورئيس المنظمة الوطنية لضحايا الطائرات بدون طيار/ محمد القاولي على أن الحرب غير الأخلاقية التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية عبر غارات الموت وصواريخ الدمار تنتهك كرامة الإنسان وتتعدى على حقه في الحياة ؛ وتجعل من المواطنين يفتقدون ثقتهم في القوانين واللوائح والأعراف الدولية التي يتغنى بها العالم ويروج لها عبر وسائل الإعلام ؛ لا سيما في ظل تواطؤ الحكومة اليمنية وتنصلها عن القيام بمهامها في حماية المواطنين ؛ ومواقفها المخيبة لآمال وتطلعات الشعب اليمني الذي أصبح خائفاً من تحول الساحة اليمنية إلى مسرح للعنف والعنف المضاد.
واعتبر جميع الناشطين في مجال حقوق الانسان وكل مواطن يمني هم شركاء في التعبير عن مناهضتهم لانتهاكات حقوق الانسان التي تمارسها طائرات الدرونز الأمريكية في اليمن. وقال القاولي بأن استمرار هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن، أدى إلى اتساع دائرة المآسي والآلام الناجمة عنها على امتداد خارطة الجمهورية اليمنية، بسبب سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء جراء الضربات، ناهيك عن حالة القلق والرعب التي تثيرها بين السكان في المناطق الواقعة تحت سطوة هذه الطائرات.
وأوضح القاولي بأن المنظمة الوطنية لضحايا الطائرات دون طيار ولدت من رحم المعاناة والهموم والأحزان وجمعت أهالي الضحايا من كل أنحاء الوطن الحبيب تحت سقف واحد وفي إطار واحد لتتوحد جهودهم ويعلو صوتهم وتصل مطالبهم إلى كل شعوب العالم. داعياً جميع أبناء اليمن عامة وأهالي الضحايا خاصة إلى الالتفاف حول هذه المنظمة وتوحيد الجهود لإيقاف هذه الجرائم البشعة التي تزداد يوماً بعد يوم، مؤكداً بأن المنظمة ستعمل مع كل الجهات العاملة في هذا المجال من أجل القصاص والحصول على العدالة ومحاكمة المتورطين في هذه الجرائم.
ناشطة بريطانية: حرب غير قانونية على المسلمين
انتقدت المديرة القانونية لمنظمة ريبريف كات كريغ، انتقدت الولايات المتحدة بشأن سياساتها في الحرب على الإرهاب وممارساتها غير القانونية. وقالت: نحن ندرك أن حكوماتنا فشلت في تحركاتها على الصعيد الخارجي في الحرب على "الإرهاب"، معتبرة بأنها حرب على المسلمين. وأضافت: إن حكوماتهم تتحدث عن سلطة القانون، بينما هي تمارس القتل خارج إطار القانون. وقالت: من خلال القصص والمعاناة التي شاهدناها وسمعناها استطعنا أن نقنع الكثير من أبناء مجتمعنا بخطأ سياسات حكوماتنا.
الحميري: أميركا تستثمر في الإرهاب
يقول المتحدث باسم تنسيقية شباب الثورة وعضو مؤتمر الحوار الوطني/ فؤاد الحميري، أن قصة الحرب الأمريكية على الإرهاب هي حرب خارج المنظومة القانونية والاخلاقية الدولية
واعتبر الحميري سكوت الدولة أو رضاها سقوطاً قانونياً وأخلاقياً. وأكد أن أميركا تستثمر في مجال الإرهاب، موضحا أنها عندما توسع عمليات "الدرونز" فإنها توسع قائمة المناهضين لها، وأنها بامتهانها القتل وتجاوزها، لتطال المدنيين يزيد اليقين بأن أميركا تستثمر في الارهاب.
وقال: إن العنوان الأبرز للمأساة الانسانية التي تجمعنا اليوم هو مزعوم الحرب على الإرهاب.. وهو عنوان تجتمع فيه المأساة بالملهاة.. وقال: ولنا أن نصدق بأن هناك حرباً على الإرهاب؛ لأنه ليس لنا مصلحة في إنكارها.
وتساءل: ما قصة هذه الحرب وكيف وصلت إلى هذا البلد وكيف انتجت تلك المآسي؟!. وأضاف:" أميركا مضروبة, لهذا هي تضرب.. معادلة تنقصها العدالة, لكن المظلومية لا تشرعن الظلم.. والإرهاب هو الإرهاب".
دغيش: على الحكومة اليمنية إيقاف القتل المُنمّي للإرهاب
الدكتور عبد الباري دغيش ، عضو مجلس النواب والناشط الحقوقي علّق على ضربات الدرونز الامريكية بأنها قتل خارج نطاق القانون الوطني والدولي بشقيه الجنائي والإنساني ، وقَتْل بالشُّبهة موضحاً بأن هذه الوسيلة ليست صالحة لمكافحة الإرهاب وإنما تنمية للإرهاب .
وعن موقف الحكومة ومؤتمر الحوار الوطني أكد دغيش أن الجميع مطالبون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، وكل القرارات الأممية المتلاحقة تطالبنا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ،إذاً عليهم إيقاف مثل هذه الممارسات والرجوع إلى العدالة الانتقالية ليحدد وسائل أخرى للقضاء على الإرهاب .
وأكد دغيش أن كل الممارسات الحالية هي خارج قرارات مؤتمر الحوار الوطني فيما يخص هذه القضية ، مشيراً إلى أن مؤتمر الحوار الوطني أدان استخدام الطائرات الامريكية. كما أدان استخدام طائرات الدرونز الأمريكية والصواريخ الموجهة في استهداف الجماعات؛ لأن هذه الممارسة محفوفة بالمخاطر وضحاياها من المواطنين كُثر.
وقال: هذا من نشاهده من خلال الوثائق المسجلة للضحايا الأبرياء ، وواجبنا البحث عن أساليب أخرى في مكافحة الإرهاب لا استخدام الدرونز. نُدين الارهاب ونحارب الإرهاب لكن تحت سقف القانون ، فالغاية لا تبرر الوسيلة والاهداف النبيلة يجب تحقيقها بوسائل مشروعة ونبيلة..
برمان: اليمن حقل تجارب أميركي
في حديثه عن هجمات الطائرات بدون طيار في اليمن وتعارضها مع القوانين الدولية يشير عبدالرحمن برمان- محامٍ وناشط حقوقي ومدافع عن حقوق الضحايا إلى عدد من القضايا المتعلقة بهذه الضربات التي يصنّفها ضمن جرائم قتل خارج إطار القانون وانتهاك لسيادة الوطن.. نص الحوار
*كحقوقيين وقانونين ماذا تمثل ضربات الدرونز الأمريكية على المواطنين ؟
- تمثل جرائم قتل خارج القانون وانتهاكاً لسيادة الوطن وتشكل حالةً من الخوف والرعب لدى المواطنين الذين يتعرضون لهذه الضربات ، ربما كثير من الناشطين والاعلاميين ينظرون إلى هذه القضية من حجم القتلى والجرحى ، ولكن على العكس تترك الكثير, فعندما زرنا كثيراً من مناطق الضربات وجدنا حالات تبوّلٍ لا إرادي وخوف لدى الأطفال وكذلك حالات نفسية للنساء ، وأثناء زيارتي رداع سمعت أحدهم يتساءل: على من سيقع الدور؟ يعني الكل منتظر الموت من هذه الممارسات. قانوناً الوسيلة من أبشع وسائل القتل والإجرام ، حدثني أحد النشطاء الامريكيين أن أمريكا تستخدم طائراتها لتطويرها, فلم يجدوا مكاناً غير اليمن لتجريبها. اعتقد بأن محاربة القاعدة بهذه الطائرات ساعدتها على التوسع واستعطاف الناس فتوسع نطاق القاعدة ليشمل مناطق كثيرة من المحافظات .
*كيف تتعارض وسيلة ممارسة هذه الحرب مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان؟
- نعم! هذه القضايا تتعارض مع كل القوانين الدولية وحقوق الانسان و ميثاق الأمم المتحدة, فهم ينتهكون أهم حق من حقوق الإنسان وهو حق الانسان في الحياة .. ولا يجوز أن يأتي قرارٌ من أوباما يتعارض مع القوانين الإلهية وحتى قوانين الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث أكدت على حرمة انتهاك النفس البشرية.
*هل يُعتبر الرئيس أوباما مداناً بممارسة الجريمة وهل يستطيع ضحايا هذه الجرائم تقديمه للمحاكمة؟
-نعم يستطيعون , لكن الإشكالية أن أمريكا تسيطر على أكثر المنظمات الدولية والمؤسسات الدولية التي يمكن أن يتقاضى أمامها بل وتعطّل القوانين الدولية إذا كان يمثل ذلك ضرر عليهم.
*هل الجهات اليمنية الحكومة اليمنية والسلطات المحلية هي الأخرى مشاركة في ذلك؟
- نعم الحكومة اليمنية هي شريك في الجريمة سواءً مؤسسة الرئاسة ممثلة برئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء الذي يؤكد على عدم درايته بوجود هذه الضربات ، خاصةً وأنهم يشيدون بذلك, فلم نسمع في العالم بموافقة حكومة على قتل شعبها.
*ما هو دوركم إزاء هذه الجرائم؟
- نحن مستمرون في مواجهة هذه الضربات وفضحها وتوثيقها ،أعتقد أن أمريكا اليوم تقف في موقف محرج أمام العالم ، وتسعى إلى استبدال هذه الطائرات بوسائل أخرى ، ونحن نقف أمام كل الوسائل التي تنتهك حقوق الإنسان وسنظل في موقف المواجهة .. أيضاً الاستخبارات اليمنية تشرف على تحديد زمان ومكان الضربة وهي شريكة في الجريمة.
عاد حمزة من المدرسة لتناول وجبة الغداء.. كانت تملؤه الفرحة وهو يستعد للقاء معشوقته "كرة القدم" في ملعب قريته.. ولم يكن يعلم أن يومه سيتحول إلى كابوس وليلته بداية لفصول مأساة دائمة.. وفي لحظة كان الصبي يفكر بكيفية تمكنه إحراز هدف في مرمى أصدقائه ويسعى لإحرازه.. كانت هدية أوباما القادمة من السماء جاهزة لتكريمه.. وإذا به يقع هدفاً لصواريخ الدرونز على متن طائرة أميركية بدون طيار.
جائزة أوباما لهدّاف حي السلام الصغير..
"حمزة".. حياة سلبيتها صافرة ال"الهلفاير"
مساء الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول2012م خرج حمزة دحمان "16سنة" منطلقاً بفرحة الطفولي صوب ملعب القرية المكتظة بالسكان.. بينما أصدقائه ينتظرون قدومه للاستمتاع معاً بهويتهم المفضلة "كرة القدم" انطلقت المباراة وكان الأطفال يركضون خلف الكرة وكل منهم يحاول تسجيل هدف في الشباك.. وبينهم "حمزة" الذي كان يركض ويداعب بقدميه ورأسه الكرة بمهارة عالية..
وفي لحظة ساخنة المواجهة وبينما هم في ذروة الاستمتاع الطفولي متناسين العالم ومتجاهلين الوقت الذي كان يقترب من السادسة والنصف مساءً.. فإذا بالأطفال يحبسون زفير أنفاسهم مستمعين إلى صافرة الموت بجوارهم لتحل الكارثة حيث دوّت أصوات ثلاثة انفجارات عنيفة متوالية تهز أرجاء مدينة الشجر بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، حيث يعيش "حمزة دحمان" مع أسرته بحارة المنطقة الغربية حي السلام..
حالة ذعر تخيم على سكان المدينة، يعقبها سكون مخيف، قبل أن يندفع الجميع بحثاً عن أسباب الانفجارات ليكتشفوا أنها ضربات لطائرات أميركية بدون طيار..
كانت بضعة صواريخ من نوع "هلفاير" يلمع بريقها في السماء مصحوبة بصوت انفجار فور انطلاقها من طائرة "درونز" تحوم في سماء المنطقة على علو منخفض، قبل أن تستقر في الجهة المقابلة من المعلب، حيث يلعب حمزة ورفاقه خلال أقل من لمح البصر.
مستهدفة أشخاص قيل أنهم مشتبهون بعلاقتهم بتنظيم القاعدة، دون أن تدع هذه الصواريخ التي مزقت أجسادهم غلى أشلاء تناثرت في أرجاء المكان مجالاً في التعرف على هويات الضحايا يركض حمزة تاركاً وراءه هول المأساة عائداً إلى المنزل يتلقاه أبواه وقد أصيب بانهيار عصبي حاد وقد استأثر الفزع حالتهم النفسية.. يسألونه: ما الذي حدث؟ ولماذا أنت بهذه الحالة؟ لكن حمزة بدأ عاجزاً عن الكلام، مكتفياً بالإشارة غلى عنقه وإلى السماء.. ثم يخر مغشياً عليه ويتم إسعافه إلى المستشفى.
مطلع فبراير من العام الماضي كان حمزة يتلقى العلاج في القاهرة العاصمة المصرية برفقة والده المعلم في مدرسة القرية، حسين سعيد بن دحمان.. بينما الأقارب والأصدقاء يترقبون عودة الصبي لاستئناف حياته ودراسته ومهاراته في لعب كرة القدم.. وأواخر ذات الشهر عاد حمزة من قارعة المُعز.. لكن حالته الصحية دون تحسن.. طريح الفراش ولا يقوي على الكلام أو الحركة..
يطلق والده زفرة طويلة قبل أن يشرع في شرح تفاصيل المأساة.. يتحدث عن معاناة ولده والحزن يعتصر بداخله، كما هي الدمعة حبيسة مقلتيه.. "لقد أصبح ابني عاجزاً عن الحركة طريح الفراش بعد أن كان حراً طليقاً" يقول حسين دحمان فتفضحه غصة حديثه المبحوح ونبرة صوته المتهدج (أصبح ابني أسير المعاناة دون ذنب سوى إنه طفل يمني ولد في دولة لا تعمل لمواطنيها أي اعتبار، بل يبدو المواطن في آخر سلم اهتماماتها"..
عشرون يوماً مكثها بن دحمان وابنه حمزة في القاهرة، عاد بعدها إلى اليمن مجبراً دون نتائج إيجابية.. فقد كان المبلغ الذي تمكن من توفيره على وشك النفاذ.. لقد بعت كل ما أملك في سبيل استعادة عافية طفلي ليعود إلى مدرسته. باعت زوجته ما تملك من مجوهرات واستلفت مبالغ مالية كبيرة وسافرت إلى القاهرة.. وبدورهم قاموا بعمل فحوصات ورنين مغناطيسي، وغيره.. وكانت النتائج تؤكد بأن ابني مصاب بالتهاب في الدماع ومعاق عن الحركة" قال الرجل بينما يرنو بوجع إلى ابنه الضحية.
يستحضر حسين دحمان سألف الأيام التي كان يعيشها حمزة بكامل قواه العضلية والبدنية تلميذاً بارعاً في الصف السادس وهدافاً محترفاً لكرة القدم..
يرمق ابنه طريح الفراش، ويزداد ألماً.. ويتذكر تجاهل السلطات اليمنية لمأساته ليزداد أكثر حسرة.. وحتى اللحظة لم تكلف الحكومة نفسها حتى مجرد السؤال عن الطفل حمزة أحد ضحايا ضربات طائرات الدرونز الأميركية في اليمن كجهة مسئولة عن ما حدث، كونها من سمحت للطيران الأميركي انتهاك سيادة البلد وارتكاب جرائم الإعلام بحق الأبرياء خارج القانون على هذا النحو..

ثمة لحظات فارقة في حياة محمد أحمد بجاش بالتأكيد لم يكن يدركها.. يستحضرها اليوم ويتألم بينما يحكي عن مأساة عاشها في صباحات قاتمة من العام 2011م.. مُسترجعاً خيط ذكريات أليمة عن قصة وفاة طفلته وفاء ( 8 سنوات) التي قتلها صاروخ درونز أميركي أنهى حياتها إلى الأبد دون أن يترك لأبيها وأمها سوى صورها وكثير من الوجع.. يتذكر اليوم محمد بجاش لحظة كان يُلملم مُخ طفلته من الأرض ويحتضنها قبل أن تفارق الحياة ويجهش بالبكاء.
"وفاء".. القدر لا يغتال الإنسانية
كان ذلك في الساعة العاشرة صباحاً في سابع أيام عيد فطر مبارك الموافق السابع من سبتمبر العام 2011 في محافظة أبين عندما سرقت طائرة بدون طيار ابنته منه والتي كان قبل لحظات من الضربة القاتلة يداعبها... ابنته وفاء "قبل خمسة دقائق كنت أضم ابنتي بين يدي, ألاعبها وأتنفس ابتساماتها فجأة تنقطع هذه الحظة الجميلة من حياته وتودّعه وفاء قبل أن تكمل عامها الثامن.
والد الشهيدة وفاء محمد أحمد محمد بجاش يحكي القصة الكاملة ويقول: 7سبتمبر 2011م العاشرة صباحاً ,في سابع أيام عيد الفطر المبارك ذهبنا أنا وأطفالي حليمة وصابر بمن فيهم الشهيدة لشراء الخضروات فلم نسمع إلا بصاروخ مستشفى الرازي في المدينة.. هربنا خائفين باتجاه البيت لكن توجهنا إلى مدرسة الاوائل الاهلية في جعار, فهربنا من الموت الى الموت في البدروم, لكن الموت كان أسبق.
ويضيف:" شعرنا بالصاروخ أمام المدرسة. الشظايا المتطايرة أخذت رأس ابنتي البالغة من العمر ثمان سنوات ممّا تسبب في إخراج مخها عن رأسها كما وأُصيب ابني سامر المولود في 1996م ".
حاول بجاش أن يسعف ابنته وأخذها مع المخ الخارج من رأسها وابنه المصاب في ركبته والذي لا يقوى على المشي ، اتجهوا إلى مستشفى الرازي عندما كانت النار تشتعل فيه بسبب الصاروخ الاول الذي وقع عليها.
"نعم إنه موقف مأساوي ، حاولنا إسعافها إلى منطقة باتيس بواسطة سيارة الصحفي عصام علي محمد لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة في منتصف الطريق أما ولدي فتمت معالجته وتسفيره إلى عدن كما أصبت في كتفي" حكى بجاش الحادثة والدمع تنحدر على خديه دون أن يستطيع اخفاءها.
عندما سألناه عن التعويض قال والد الشهيدة من سبتمبر 2011م حتى اللحظة 2014م لا يوجد أي اعتذار ولم يأتِ أي مسؤول من الحكومة، كل طلبي أن يوقفوا الطيران, نحن بشر ، الرسول صلى ، لو تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من سفك دم مسلم ,ونحن كم أطفال وبشر راحوا ضحية ، أنا أناشد عبر الوسائل الاعلامية الحكومية ورئيس الجمهورية ومجلس النواب أن يقفوا وقفة جادة ضد الهجمات الامريكية هذه جريمة ، أطفالنا يعيشون في رعب ، هذه أمانة أحمّل الجميع .
اليوم لم يعد لوالد الطفلة وفاء ووالدتها سوى بقايا صور للذكريات وكثير من الوجع والألم يتذكره بجاش:" يا أخي مأساة... ألم...تخيّل قبل خمس دقائق وطفلتك تلعب بين يديك, يأتي القدر وفجأة فلذة كبدك يروح من بين يديك دون أن تستطيع أن تقدم شيئا له.. إنه القدر يأخذ حياتك من بين يديك دون مقدرتك على مجابهته.." قالها بجاش وهو ينفجر باكياً..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.