في ظل زيادة معدلات نمو السكان في اليمن بمعدل 5ر3 بالمائة سنويا، فإن الأمر يدعو إلى تنمية القطاع الزراعي بمعدلات أكبر من معدلات نمو السكان لتغطية الاحتياجات المتزايدة للسكان وتخفيض المستورد من الغذاء. تحت مظلة هذا التوجه انطلقت فعاليات المهرجان الزراعي الثاني في كلية الزرعة بجامعة صنعاء، ويعتبر الخبراء الهرجان حدثاً ترويجياً إرشادياً وتسويقياً وتعليمياً يشمل كل مكونات النشاط الزراعي في البلد. وأوضح خبراء اقتصاديون وزراعيون ل "الاقتصادي" أن أهمية هذا المهرجان يأتي في وقت حرج تمر به البلاد من أزمات اقتصادية وأمنية ومن خلال هذا الحدث الاقتصادي تكون الفرصة أكبر وذلك من خلال بلورة رؤى ومقترحات بناءة تطرح من قبل المزارعين والخبراء وكل المشاريع والدراسات الخاصة بهذا الشأن, مشيرين إلى أن أهمية هذا المهرجان يساعد كثيراً في عملية النهوض بالقطاع الزراعي في اليمن وتعزيز دوره كمصدر أساسي لتوفير الأمن الغذائي. الذبياني وهو نائب المدير التنفيذي للمهرجان صرح ل " الاقتصادي" أن المهرجان الذي يستمر لمدة 8 أيام سيتضمن مختلف الأنشطة والفعاليات وندوات ومحاضرات وبرامج متنوعة لمختصين ومتخصصين في المجال الزراعي الهادف وهذه الأنشطة والبرامج تهدف إلى إكساب المعنيين بالقطاع الزراعي بمهارات ومعارف . القائمون على المهرجان الزراعي الثاني كشفوا ل" الاقتصادي" أن المهرجان يحمل في طياته الكثير من الفعاليات الممكنة من إيجاد حلول ومعالجات للمعوقات والعراقيل التي تواجه الزراعة في اليمن مشيرين في الوقت نفسه أن اليمن الزراعي تمتلك أكثر من نصف العمالة في البلد وبما يقارب 54% من القوى العاملة موضحين بأن هذا القطاع يعد الأكثر والأبرز استيعاباً وتوفيراً لفرص العمل واحتواء القوى العاملة بتوفيره فرص عمل النسبة من العمالة الوطنية, ناهيك عن توفيره جزء كبير من احتياجات السكان الغذائية . زيادة السكان يؤدي إلى النمو الزراعي ويتضمن المهرجان سوقاً ترويجياً لبعض المنتجات الزراعية ومسابقات ثقافية وعلمية متنوعة وحملات توعوية وتوزيع نشرات تعريفية وإرشادية مختلفة عن أنشطة القطاع الزراعي في اليمن ، كما يحوي معرضا زراعيا متكاملا عن العديد من النشاطات الزراعية من خلال عرض المنتجات الزراعية الخاصة بالمؤسسات والشركات العاملة في هذا القطاع ، فضلا عن الترويج لأنشطة الجمعيات التعاونية الزراعية والخدمات المقدمة لصغار المزارعين . في حال فرصة ستنض الزراعة فيما صرح الدكتور مطهر خبير في مجال الزراعة والراي ل " الاقتصادي" أن ثمة دراسات واستراتيجيات كثيرة طرحناها لكن لا توجد أي اهتمام بها, مضيفاً نأمل أن يكون هذا المهرجان رافداً لتلك الدراسات والأفكار الزراعية التي ستسهم بشكل كبير في نهوض الزراعة في حال تبنيها بشكل صادق وجدي خاصة وأن الهرجان يضم الكثير من المنتجات الزراعية الهامة التي لا يدرك المجتمع أهميتها وكيف ستنعكس اقتصاديا على الاقتصاد القومي . سياسة وزراعة في الانطلاقة الأولى لمهرجان الزراعة الثاني في جامعة صنعاء كلية الزراعة أعلن رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة عن استيراد الحكومة ل"ستين ألف طن" لمواجهة شحة المشتقات النفطية سيما مادة الديزل.. كاشفاً بأن هناك جهات- فضل عدم ذكرها- أنها تسعى إلى افتعال الأزمات ودفع الناس إلى تخزين المشتقات النفطية على حساب الآخرين مما أثر على الإنتاج الزراعي خلال السنوات الثلاث الماضية . وأشار باسندوة إلى أن النفط والغاز ثروات ناضبة، بينما الزراعة والصناعة من المقومات التنموية والاقتصادية غير الناضبة في الوقت الذي تساهم فيه الزراعة بتوفير فرص العمل الواسعة والمتعددة . فيما حذر باسندوه من الأخطار الراهنة التي تهدد حاضر ومستقبل اليمن وفي المقدمة ما يتعلق بالنزاعات المسلحة والمماحكات السياسية . وأضاف " أن ما نشهده من اقتتال فيما بيننا يؤثر بشكل خطير على استقرارنا الاجتماعي والوطني، ودعا باسندوه جميع من يسيئون بتصرفاتهم غير المسؤولة إلى هذا الوطن بأن يتقوا الله في وطنهم وأن يساهموا بأدوار إيجابية لليمن . وعن ظاهرة السلاح انتقد ظاهرة حمل السلاح وخص المدن بما تحمله من آثار وأخطار على الوطن مشددا على أهمية التوسع في مشاريع الإنتاج الزراعي للخضروات والفواكه والحبوب والأخذ بأساليب الري الحديث للوصول إلى الإنتاج الوفير الذي يعزز الأمن الغذائي ، ويؤدي إلى الحضور الفاعل للمنتجات الزراعية اليمنية في الأسواق الخارجية .. وشدد على حماية المناطق الزراعية من التوسع العمراني الذي يستمر في زحفه على حساب الأراضي الزراعية، وبخصوص الاستثمار في اليمن قال باسندوه: هناك الكثير من المستثمرين يبدون رغبتهم الصادقة للاستثمار في اليمن بمختلف القطاعات وهم في انتظار تحقيق الاستقرار المطلوب واللازم لبدء استثماراتهم, داعيا إلى توفير البيئة المناسبة لهم . الوزير المختص وزير الزراعة المهندس فريد مجور اعتبر المهرجان الزراعي نموذجا عمليا لما يجب أن تكون عليه الشراكة بين جميع مكونات القطاع الزراعي, لافتاً إلى دور وزارة الزراعة في عملية الإعداد والتنظيم أو العرض وكذا التعليم الزراعي ممثلا بكلية الزراعة بجامعة صنعاء ودعا مجور إلى إبراز دور القطاع الخاص والتعاوني والمزارعين وتعاون أمانة العاصمة في هذا الجانب. الهدف العام المهرجان الزراعي الثاني يهدف إلى إيجاد وعي لدى المجتمع بالمنتجات الزراعية الوطنية وما تتميز به الأرض اليمنية من إنتاج لمختلف المحاصيل ذات الجودة العالية والإنتاجية الوفيرة، وكذا جمع العاملين بالقطاع الزراعي في اليمن ودفعهم للتفاعل الإيجابي نحو تعزيز تكامل الأدوار بما يسهم بشكل أفضل في تفعيل دور القطاع الزراعي في التنمية الشاملة على المستوى الوطني، ويستمر حتى 31 مايو الجاري بتنظيم من وزارة الزراعة والري وكلية الزراعة بجامعة صنعاء وبالتعاون مع أمانة العاصمة.
