شهدت مدينة زنجبار- عاصمة محافظة أبين- صباح أمس, مسيرة جماهيرية كبرى نظمتها المكونات الاجتماعية والمجالس الأهلية ومنظمات المجتمع المدني بمديرية زنجبار وخنفر وذلك احتجاجاً على تلاعب السلطة المحلية والحكومة بصرف مبالغ التعويضات للمتضررين من الحرب التي خاضتها قوات الجيش مع عناصر تنظيم القاعدة. وقالت مصادر محلية إن عصيانا مدنيا طوعيا تزامن مع المسيرة، حيث أغلقت المحلات وقطعت الطريق الدولي المؤدي إلى دولة سلطة عمان، ومنعت حركة مرور الشاحنات التابعة للشركات الحكومية والخاصة. وطالب المتظاهرون في المسيرة بإقالة الفاسدين, مرددين الهتافات المناوئة للسلطة المحلية كما طالب المحتجون بإقالة المحافظ/ جمال العاقل, الذي اتهموه بعدم التفاعل مع مطالبهم. ورفع المشاركون الرايات والأعلام الحمراء على روسهم ومنازلهم وسياراتهم ودراجاتهم النارية إيذانا بمرحلة التصعيد. كما هدد المتظاهرون بتصعيد المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات حتى تلبى كافة المطالب, داعين رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق للإسراع بصرف التعويضات للمتضررين من الأحداث, ومحاسبة المتورطين في التلاعب بمستحقات المتضررين وإحالتهم إلى الجهات المختصة حتى يكونوا عبرة لغيرهم. وطالبوا الحكومة بنقل مكتب صندوق الإعمار إلى عاصمة المحافظة (زنجبار) تخفيفًا لمشقة المواطنين, داعيين وزارة المالية إلى نشر كشوفات بأسماء المستفيدين مع مبالغهم والتي تم اعتمادها من الوزارة ونشرها في الصحف الرسمية والمواقع الإلكترونية وإنشاء موقع الكتروني رسمي خاص بصندوق الإعمار تطبيقًا لمبدئ الشفافية. كما طالبوا بإقالة الفاسدين من السلطة المحلية ومحاسبتهم وطرح آلية للتعيين بدلاً عنهم بشفافية وتطبيق مبدئ الكفاءة والنزاهة. نناشد رئيس الجمهورية والحكومة بإلزام البنك الأهلي بعدم الصرف من مستحقات الإعمار إلا للمستحقين ومن الكشوفات المعتمدة من المالية وتسليم البنك نسخة من الكشوفات. وطالب المشاركون بالمسيرة بمحاسبة المتورطين بتسليم المحافظة للعناصر المسلحة ونشر نتائج التحقيق للرأي العام. من جانبه قال الدكتور علي الجنيدي- وكيل أول محافظة أبين- انه من حق ابناء مدريتي زنجبار وجعار أن يطالبوا بالتعويضات المالية وذلك كونهم يعانون لما أصابهم خلال عملية النزوح. وأضاف الجنيدي ل"اخبار اليوم" إن محافظة أبين بحاجة إلى إصلاح منظومتها الإدارية والمالية والقضاء على الفساد الذي بات ينخر بالمحافظة وأشار إلى أن أبناء أبين أصبحوا مهزومين ومقهورين كونهم لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية من صندوق الأعمار, لافتا إلى أنه سبق وان حذر بأن صندوق الإعمار سيولد مشكلة كبيرة بين أبناء المحافظة, خاصة وأن الذين تولوا إدارة الصندوق سبق وأن ارتكبوا بالعديد من الخروقات المالية خلال فعاليات خليجي 20 حسب تعبيره. وأكد أن هناك خروقات وفجوة مالية في إدارة صندوق الإعمار وشدد على ضرورة إصلاح تلك الفجوة من أجل حصول كل متضرر على نصيبه من التعويض المالي المستحق, مؤكدا أن أبين أصبحت اليوم تفتقد إلى البنية التحتية وبحاجة إلى إصلاح حقيقي, خاصة في مجال الطرقات والكهرباء والصحة والمياه وقال إن نفسيات الناس أصبحت مهزومة ومقهورة جراء فقدان المحافظة للبنية التحتية.