الفاو: أسعار الغذاء العالمية تسجل أعلى مستوى خلال يوليو منذ أكثر منذ عامين    مليونية صنعاء.. جاهزون لمواجهة كل مؤامرات الأعداء    إعلاميون ونشطاء يحيون أربعينية فقيد الوطن "الحميري" ويستعرضون مأثره    "الجهاد": قرار الكابينت باحتلال كامل غزة فصل جديد من فصول الإبادة    القبض على 5 متورطين في أعمال شغب بزنجبار    الأمم المتحدة تعلن وصول سوء التغذية الحاد بين الأطفال بغزة لأعلى مستوى    بعد الهلال.. شروق ترتدي قميص النصر    رباعية نصراوية تكتسح ريو آفي    200 كاتب بريطاني يطالبون بمقاطعة إسرائيل    الأرصاد يتوقع أمطار رعدية واضطراب في البحر خلال الساعات المقبلة    أبين.. مقتل وإصابة 5 جنود بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بمودية    الشهيد علي حسن المعلم    المكتب الاعلامي للفريق السامعي يوضح حول شائعات مغادرته صنعاء    الذهب يسجل مستويات قياسية مدعومًا بالرسوم الجمركية الأمريكية    الإدارة الأمريكية تُضاعف مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي وكراكاس تصف القرار ب"المثير للشفقة"    صحيفة روسية تكشف من هو الشيباني    اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل المرتزقة في عدن    بايرن ميونخ يكتسح توتنهام الإنجليزي برباعية نظيفة    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    فياريال الإسباني يعلن ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    ما سر قرار ريال مدريد مقاطعة حفل الكرة الذهبية 2025؟    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    كنت هناك.. وكما كان اليوم، لبنان في عين العاصفة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    أربع مباريات مرتقبة في الأسبوع الثاني من بطولة بيسان    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس هادي في الثقافة والمدرسة الحوثية مغتصبٌ للسلطة والولاية فهم لم يرشحوه كرئيس توافقي ولم تتوفر فيه شروط الولاية بزعمهم
الشيخ آدم الجماعي الباحث في الفكر الإسلامي والجماعات الإسلامية لصحيفة" أخبار اليوم":-
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 06 - 2014

يشير الشيخ آدم الجماعي- الباحث في الفكر الإسلامي والجماعات الإسلامية- في ثنايا الحوار التالي إلى أن توصيف الرئيس هادي في الفكر الحوثي والمدرسة الحوثية مغتصب للسلطة والولاية فالحوثيون لم يرشحوه كرئيس توافقي أصلا ولم تتوفر فيه شروط الولاية والتي من أهمها أن يكون قرشياً هاشمياً علوياً فاطمياً.
ويضيف الباحث الجماعي أن الولاية قد سحبها عبد الملك الحوثي بكل الصلاحيات والمهام وهذا ما يتناقض مع دعواه بالمدنية ويكشف أن منصب الرئيس ضمن أجندتهم القادمة ولعل المسألة ربما تكون مسألة وقت..
تفاصيل أخرى ومحاور عديدة ناقشناها مع ضيفنا اليوم تابعونا:
*بعد ضغوط مورست على الرئيس جرى تغيير محافظ عمران.. هل تتوقع تنتهي حجج الحوثي وينسحبوا من عمران ويسلموا سلاحهم؟
نحن أمام سياسة غريبة!! فالحوثيون يا أخي لم يتقدموا بمطالب مدنية حتى يتعامل معهم الرئيس بحلول كهذه، وأبناء عمران لم يكن مطلبهم تغيير المحافظ! إنما مطلبهم رفع الحصار الحوثي عن عمران وإعادة المهجرين والنازحين، وبسط الدولة لنفوذ هيئاتها المحلية.. فماذا نتوقع من قرار كهذا؟!. إلا أن شهية الحوثي ستنفتح أكثر للمزيد من التوسع والأطماع. ويحتمل أن قرار تغيير المحافظ لم يدخل في الاتفاق لأنه قرار مدروس سلفاً. أما تسليم الحوثيين للسلاح فهذا ملفٌ غامض وله حساباته السياسية منذ دخل الحوثي شريكاً في الحوار الوطني!.

*لمّا بدأ الجيش يوجه ضربةً قوية للحوثيين استثارت حفيظة الحوثي بخطابه الأخير، ولكن حصل اتفاق لإيقاف الجيش. فهل موافقة الحوثيين فرصة لإعادة ترتيب أوراقهم؟
كثير من الاحتمالات واردة وأولها هذا؛ لأن إيقاف الحروب يعني إعادة تأهيل القوة، واستحداث قوة موازية للاستعداد لأي ضربة قادمة محتملة. والضربة كانت مفاجئة وقوية، وبدا الحوثي بخطابه مرتبكاً ولم يستطع أن يتكلم بلغته الطقوسية كالعادة! فانقلب عليه سحره، وحاول أن ينتفخ أمام أتباعه بذلك الخطاب التحريضي والمثير.
وهناك احتمال أن الجيش يترك فرصة لإخراج ما تبقى لدى الحوثي من قوة على الأرض لتتلوها ضربات مماثلة! واحتمال آخر: أن يضعوا الحوثي أمام المجتمع الإقليمي بصورته الحقيقية كطرف متمرد على الاتفاقيات والقرارات بعد مخرجات الحوار الوطني الذي كان شريكاً فيه بوصاية دولية.
واحتمال أن يتذرعوا بالضربة العسكرية ليتوصلوا إلى الصلح على تغيير المحافظ أو سحب القشيبي.. وكل الاحتمالات واردة.. والحسابات السياسية تخبئ لنا الكثير والكثير من المفاجآت والغرائب.

*سخط الحوثي من كل شيء حتى من رئيس الجمهورية.. فماذا تفسر رضاه عن وزير الدفاع؟!
طبائع السخط والرضا في البيئة السياسية نسبية ووقتية! وهي تخضع لظروف نفسية لصاحبها أمام الطرف الأقوى. فالحوثي لو رضي عن وزير الدفاع فهو استعطاف للذراع الممدود في وجهه. وإن سخط عن الرئيس فهو مرهون أمام دولة وليس أمام علاقة شخصية عاطفية!.
ولكن الحوثي بمراهقته السياسية يظن أن السخط والرضا مع دولة كالسخط والرضا مع أتباعه المغرر بهم والمرهونين بين يديه بالتبعية!.
*حملة" سلام الله على عفاش" لاقت رواجاً شعبيا بين أنصار صالح, فهل هذا يعود لتدهور الوضع المعيشي؟ وما تعليقك؟!
أسئلة كهذه قد تجرنا وراءها إلى أي مستوى من التقييم، بالذات أنها لامست الحس الشعبي سلباً أو إيجاباً.. ولقيت رواجاً إعلامياً! وفعلاً ارتقت إلى المستوى السياسي لأنها ارتبطت بشخصية ذات إثارة سياسية! فالقصيدة قد مثلت شخصية سياسية أكثر من معالجتها لحالة شعبية.
ثانياً: الحس الشعبي في اليمن شفاف يستقبل كل ما يثير إحساسه سيما الأدب الساخر.. وله تاريخه الثقافي والسياسي والأدبي في التراث اليمني كما تكلم عنه البردوني في كتابه" الأدب الشعبي" حيث تناول نماذج شعرية ساخرة في الشأن السياسي بالذات كالشاعر "القارة" مثلاً.
وأما تعليقي عليها فأقول: هي مشاعر واقعية! لكن هي تعبر عن الطبع العربي الكامن في أعماقه الذي يحنُّ دوماً إلى الماضي ولا يتكيف مع المتغير، فالشاعر يعبر عنه بشعره، والسياسي يعبر عنه بتمجيد الرموز الماضية وشعاراتهم، والطائفية تعبر عن ماضيها ببعث الصور التاريخية الدامية على مستوى الأرض والعرق.. وهكذا.

*جريمة إطلاق سراح أكثر من 400 سجين من سجن عمران وبعضهم عليهم أحكام إعدام، لماذا تم السكوت على هذه الجريمة؟
أولاً: ارتباط هذه الجريمة بالحوثية تُعد تطوراً سيئاً يماثل أساليب ميليشيات الشيعة في العراق بعد سقوط بغداد.
وهي تمثل استعطافاً كبيراً للمسجونين لصالح الحوثيين.
ثانياً: هي تدل على ضعف السلطة الأمنية في عمران أمام هذه المسئولية الخطيرة.. ولا تحتاط فيما لو حصل هجوم على المسجونين للإضرار بهم، أو إطلاقهم بطريقة كهذه. بالذات عندما تكون عمران أمام مخاطر الاجتياح الحوثي.

*تعيين محافظ جديد في إب هل يلبي طموحات أبناء المحافظة؟ ولماذا تعاد الوجوه القديمة أو ما يسمى بإعادة إنتاج النظام السابق؟
أتوقع أن التغيير للمحافظ لم يكن نتيجة لمطلب محلي مقبول، ولا علاقة له بطموح أبناء المحافظة، والتغيير يجري في مسار الحلول بين الأطراف السياسية نفسها بعيداً عن المطالب المحلية.
والمحافظ الجديد اختير بتوافق سياسي، ولعلي استبعد التغيير بالنظام السابق والوجوه القديمة عندما يكون القرار مبنياً على التوافق ضمن قرارات وزارية وعسكرية.
ونتمنى أن يلقى هذا التغيير نتائج إيجابية ملموسة في كل المجالات، وأن تنقشع مظاهر المكايدات والمناكفات السياسية من الشارع الشعبي لتترك المجال أمام الشعب ليتنفس جواً من الفأل والأمل بكل تغيير, فالوضع لا يحتمل المزيد من التعقيد والنقد والاحتجاج.
*لماذا أكثر الاغتيالات موجهة للجنود وأصبح دم الجندي مهدوراً؟ وكيف يمكن إيقاف مسلسل هذه الجريمة؟
استهداف الجنود لا يصدر إلا من الاتجاهات التخريبية التي ترى أن الجندي لا يهادن في واجبه ووطنيته وخدمته! وترى أنه عامل قوة في بقاء النظام السياسي وحماية السكينة العامة. وهذه الاتجاهات تحاول أن تخترق السياج الأمني لإشغاله بنفسه حتى لا يتفرغ لواجبه.
والكارثة عندما تتهاون الأجهزة الأمنية في التحقيق وضبط الجناة، فلا بد من السيطرة على هذه الظاهرة بكل الوسائل، وتستحدث الوسائل التقنية لمواجهتها، لأن المستقبل الأمني يواجه تحديات كبيرة، فالاستعداد لمواجهتها أصبح ضرورة ملحة وذات أولوية.
*حكومة الوفاق فشلت في توفير أمسّ احتياجات الناس كالكهرباء والمشتقات النفطية.. إلى متى يستمر الفشل؟ ولماذا؟.
سيستمر الفشل عندما لا يعطون الأولوية لترتيب الخدمات الشعبية، ويظلون مشغولين بملفات المحاصصة بالمناصب، ويزيدون من حالة الانفصام السياسي داخل الحكومة نفسها.
*الخارجية الإيرانية تنفي تدخلها باليمن! من يصدق هذا؟
قد يصدقه الحوثيون ولاءً لخارجية إيران!. والأمور مكشوفة. وإنما هذه التصريحات استباقية بنفسية المذنب بأنه لم يقتل يوسف وإنما أكله الذئب!.
*البعض يقول إن القاعدة أخطر من الحوثية، وبدأت الدولة بمحاربتها بكل إمكاناتها.. ما رأيكم؟!
الجميع شركاء في الغلو الفكري الذي أدى إلى استباحة الدماء المحرمة، والخطورة تختلف بين الفئتين من جانبٍ لآخر، والمقارنة بين الخطرين لا تعفي أي طرف من الجناية في حق الشعب مهما كانت.
فالحوثية تنطلق من مركز نفوذ يمتلك كل المقومات الفيدرالية الطائفية القابلة للتوسع بالعنف.
والقاعدة تنطلق بكتل متحركة ومتنقلة لا أرض لها. وكل فئة تحتاج أن تواجهها الدولة بالطريقة التي تصلح لها.
فهناك من يرى أن الدولة أعطت الأولوية لمحاربة القاعدة لوجود التوافق الإقليمي على ذلك, بينما الحوثية لم يلتفت إليها الكيان الغربي.
وعلى الدولة أن تتعامل مع هذه الفئات المسلحة بمعايير قانونية واضحة, فتتحاور مع من يقبل الحوار، وتتعامل بالحزم مع من يتمادى في العناد.
ونتمنى أن يكون الحس بأولوية المخاطر موجوداً لدى الدولة بصورة واضحة وملموسة.
*في تصريح لك وصفت بعض وسائل الإعلام باستنساخ مشاكل الطائفية من العراق.. كيف ذلك؟
نعم الصحافة الصفراء غالباً ما تظهر مع الأزمات والمنعطفات الحرجة، وبعض وسائل الإعلام في اليمن تغذي التمدد الطائفي في اليمن وتشجعه على ممارساته الدموية! كنسخة طائفية تلعب دور طائفية العراق عبثاً وإفساداً في استعداء المخالفين لهم
وهذه الصحف هي أشبه باللافتة الحمراء التي يهيج وراءها الثور المتنمِّر.
*يرى البعض أن سياسة الطائفية في التهجير وتفجير المساجد سياسة لها جذورها الفكرية والتاريخية.. كيف ذلك؟
الطائفية عندما تحمل في كيانها نفسية انتقامية موروثة، وتنشأ على ثقافة الحقد الدفين مع التاريخ وطبقات المجتمع ومكوناته.. فهي تعبر عن غضبها باستئصال كل ما يستثير حنقها بحالة جنونية!! والتاريخ نقل نماذج من أشكال الانتقام كهدم الشيعي "ابن يقطين" للسجن في بغداد على خمسمائة من المسجونين! وجرائم القرامطة في نجد واليمن والعبيديين في مصر والشام، والتاريخ اليمني حافل بحالات التشريد من عهد الإمام الهادي في بني عوير وكتاف وسحار.. وغيرها كما ذكر ذلك ابن عمه في كتاب سيرة الإمام الهادي.
وحتى الأمير صلاح أجلى علماء الشافعية وقتل فقهاءهم، وخرّب مدارسهم، والإمام عبد الله بن حمزة فعل من المنكرات الكثير والكثير وله في ذلك قصائد وأراجيز مطولة.
ومن مفكري الزيدية من كَتبَ مراجعات وينتقد هذه المظاهر كما في مجلة المسار حول حوارات المطرفية.
*هذه قد تكون ظواهر تاريخية شاذة؟!
صحيح ممكن يقال هذا.. لكن المشكلة أن هناك من يرى أن تصرفات الأئمة تُعد مستنداً شرعياً لديهم كونهم يفعلونها بموجب العدل والحق!!، ولعلك تطلع على هذا للأسف في بعض كتب متطرفي الشيعة الزيدية كالجارودية في أحكام من يسمونهم (المجبرة والمشبهة والنواصب)! ويعنون بهم مذاهب السنة. وحتى فرقة المطرفية وهي زيدية لمجرد أنها أجازت الإمامة في غير البطنين أباد الإمام عبد الله بن حمزة أربعة آلاف نفس بسبب هذه المخالفة وغيرها من الاجتهادات العقدية الطبائعية، وخرب بيوتهم ومساجدهم ومزارعهم. وآخر مطبوعات الجارودية لابن حريوه السماوي في كتابه (الغطمطم الزخار) صب فيه جام غضبه وحنقه على علماء اليمن كالجلال والأمير والشوكاني وحكم عليهم بالكفر والردة في خلافات بفروع مسائل الطهارة فضلاً عن الاعتقاد!! ودعا إلى قتل الإمام الشوكاني صلباً وأباح دمه، حتى أباح دم الإمام المهدي مع أنه زيدي لمجرد أنه يأوي الشوكاني ويسكت عن اجتهاداته!.
*وما المشكلة لديهم في تفجير المساجد بالذات؟
يحتمل أن المساجد هذه ذنبها أنها نشرت علوم السنة في مناطق زيدية ولم ترتفع منها العادات المذهبية بالأذان!، ويعدونه مسجداً للظالمين أنفسهم! ولعلك سمعت المقطع الموثق في تفجير مسجد كتاف عندما قال أحدهم: هذا مسجد دار نعمان اليهودي! أو دار الكفر. بهذا المنطق انكشف وجه تفجيرها.
*وهل ترى لديهم ما أوصلهم إلى هذه القناعة الفكرية؟
هم يرون أن هذا من إقامة عدل الله في مخالفي مذهبهم وإن كان هاشمياً علوياً فاطمياً! وتستغرب أنهم يستدلون بآيات الهلاك الكوني على الأمم، ويرون جواز قتل الأطفال والنساء جماعياً مستدلين بهذه الآيات، مثل قوله تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة", فيرون أن أحكام أئمتهم تعم المجتمع عندما يرون أنه قد غلبت فيهم الفتنة! وهذه الأحكام ناتجة عن نفسية موبوءة بالكراهية، ومتخمة بالموروث التاريخي الدموي القاتم. وأنا هنا أنزه ذرية آل البيت، والأسر الهاشمية والزيدية المعتدلة عن هذه الحالات الشاذة، ونرفع مقامهم أن يسقطوا في مثل هذه الصور الإجرامية.
فهناك في التاريخ أئمة عدول وخلفاء راشدون ونفوس زكية طاهرة لم تمتد أيديهم إلى دماء الناس، ولم يطمعوا بأموالهم، ولم يمسوا الناس بسوء. وهؤلاء هم القدوة.
لكن عليهم أن يرفعوا عن أنفسهم هذه اللائمة، ولا ينتظرون منا الدفاع عنهم، وإن لم ندافع عنهم سمونا نواصب!. فهي مشكلتهم عندما يُخترق مقامهم بهذا الاستغلال السيء، والصفحة السوداء.
*هل ترى أن التاريخ اليمني شهد إيذاءً للزيدية أو الهاشمية مثلما حصل لغيرهم؟
أنا أتذكر أن من سلاطين بني رسول من كان يميل إلى المذهب الحنفي ويبني للحنفية المدارس والمساجد، وبنى مثل ذلك للشوافع، فراسله بعض علماء الزيدية في همدان وغيرها أن يخدم المذهب الزيدي مثل ما فعل للأحناف. فاستجاب وبنى لهم المساجد والمدارس. ولم يؤذوهم أبداً.
وكذا في تاريخ بني أيوب، وحتى الطاهريين كأسرة محسوبة على الأمويين لم يحصل في تاريخهم إيذاء للشيعة. وهذا من حقهم أن يتمتعوا بحرية الاجتهاد والمذهب! لكن ينبغي أن يمنحوه للآخرين.
وهناك ظاهرة تاريخية تستحق الالتفات إليها وهي ظاهر الهجرة من شمال اليمن إلى وسطه! ما دواعيها؟ بينما لا تجد هجرة عكسية لأبناء اليمن الأسفل إلى الشمال أو شمال الشمال! والسبب: أن بعض أئمة الزيدية كان يخرج على البعض الآخر، وتداول العنف والصراع فيها بالخروجات ودعاوى المهدية والإمامة، ووجود الظلم والقهر وفرض الجبايات..
هذه كلها لم تمنح الكثير من القبائل الضعيفة من الاستقرار في الشمال..
فانتقلوا إلى المناطق الآمنة والمستقرة مذهبياً وفكرياً، وأغلب الأسر في اليمن الأسفل حميرية غير موالية للأئمة، أو هاشميون معتدلون مذهبياً. وبالعكس لم يحصل نزوح إلى الشمال!
وهذه هي المعادلة التاريخية والاجتماعية الحقيقية التي تدل على تعايش المذاهب السنية مع الزيدية.

*كيف تفسر صمت سلفيي دماج عن حقوقهم بعد التهجير؟
ماذا تنتظر من مجموعة عاشت على ثقافة الزهد والتزهيد، ونشأت على طيب الكسب والعيش. واتسموا بالكفاف ولا يرجون فضلاً من أحد سوى الله تعالى.؟!!. أتوقع أنهم لم يصبروا على الإلحاح الممل في أبواب الدولة، والتفتوا إلى الأسباب المادية من حولهم ليبحثوا عن رزقهم بحياة جديدة! لكن ليست المشكلة صمت هؤلاء عن حقوقهم، وإنما لأن الدولة لم تعبأ بمصير خمسة عشر ألف نسمة ما زالوا يعانون المسغبة والحاجة والضروريات الحياتية. بل الجرحى والمعاقون ما زالوا يعانون معنوياً ومادياً، والأرامل والأيتام. وسيعوضهم الله ويوسع عليهم بإذنه تعالى.
*الرئيس هادي بالثقافة الحوثية هل هو ولي أمر شرعي؟!
بالتأكيد أنه مغتصب للسلطة والولاية في ثقافتهم! فهم لم يرشحوه كرئيس توافقي أصلاً، ولم تتوفر فيه التركيبة المطلوبة من شروط الولاية: أن يكون "قرشياً هاشمياً علوياً فاطمياً" وهذه هي التركيبة الجوهرية في الإمامة لديهم.
فالولاية قد سحبها عبد الملك الحوثي بكل الصلاحيات والمهام السياسية والعسكرية، لأنه أضاف شرط إشهار السيف في رقاب المخالفين!.
ولن يقبلوا قول من يرى جواز إمامين في عصر واحد.. لأن هذا فيما لو كانا متكافئين بالشروط!.
ونتمنى أن يكونوا فعلاً مدنيين كما زعموا ليخرجوا من عنق الزجاجة التاريخية ويعيشوا واقع اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.