طغى الحديث عن انتشار المليشيات المسلحة والانفلات الأمني في العاصمة وعدد من المحافظات على جلسة البرلمان أمس الأربعاء. وأجمع أعضاء المجلس من كافة الكُتل على ضرورة إنهاء المظاهر المسلحة في البلاد وأهمية تطبيق بنود اتفاق السلم والشراكة القاضية في ملحقها الأمني ببسط نفوذ الدولة واحتكارها لاستخدام السلاح من جهة، وانسحاب مليشيات الحوثي إلى خارج المدن من جهة أخرى. ومن أجل التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقية دعا أعضاء المجلس إلى الإسراع بتشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيداً عن فكرة المحاصصة سواءً كانت حزبية أو جهوية أو فئوية. وعلت أصوات مُطالبة في المجلس بضرورة اضطلاع المجلس بدوره الحقيقي باعتباره أعلى كيان تشريعي في البلاد في الوقوف بجدية إزاء حالة الفوضى التي تَعُم البلد.. وطالب الأعضاء المتحدثون "المجلس" بأن يرقى بدوره في هذه المرحلة الحاسمة من خلال اتخاذ خطوات فعلية وليس مجرد إصدار بيانات غير ذات قيمة. من جهة أخرى دعا عضو كتلة المؤتمر النائب عبد الله الخلاقي ممثل إحدى الدوائر الانتخابية في لحج المجلس إلى ضرورة تبنِّي المجلس قضية استفتاء أبناء الجنوب من أجل تحديد المصير، وتأتي هذه الدعوة وسط تصاعد الاحتجاجات في الجنوب المُطالبة بتوحيد القيادات الجنوبية وفك الارتباط عن الشمال، بالإضافة الى التصعيد الجديد الذي مارسه عددٌ من النواب الجنوبيين من خلال إشهار الكتلة النيابية الجنوبية. تجدر الإشارة إلى أن المجلس يعقد جلساته منذ ثلاثة أيام دون جدول أعمال.. ولتلافي هذا القصور الإجرائي كلف رئيس المجلس رؤساء الكتل النيابية ببلورة جدول أعمال جديد يحل محل الجدول الذي كانت هيئة الرئاسة طرحته ولم يتم التوافق عليه.