في الضالع لا يمكن أن تبني خياراتك المستقبلية دون أن ترى أمامك عدم استقرار الوضع الأمني وانعكاسه على حركة المجتمع اليومية.. حينما تغيب الدولة وأجهزتها الأمنية يعود الناس إلى انتماءاتهم التقليدية ويلجؤون لحل مشكلاتهم بطرق سلبية قد لا تلتزم بالعادات والتقاليد وتهدد السلم الاجتماعي.. استقبلت محافظة الضالع العام2015م بمشكلات أمنية وفوضى خلَّفت قتلى وجرحى في ظل تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع لتحديد الجاني الحقيقي.. العام 2015م في الضالع يبدو الوضع مختلفاً تماماً عن الأعوام السابقة لعوامل عدة, منها الوضع المغاير الذي أسقط دولة المركز في صنعاء بيد جماعة مسلحة وانعكاسه على خيارات وآمال وحركة المجتمع الضالعي، أداءٌ ضعيف للسلطة المحلية، إضافة إلى جمود وتوقف العملية السياسية ودور الأحزاب السياسية في المحافظة.. واستمرار المشكلات المزمنة المتعلقة بالخدمات والتنمية. وتشهد بعض مديريات المحافظة نزاعات قبلية على خلفية أراضٍ والحفر العشوائي للمياه سبَّبت في سقوط قتلى وجرحى في غياب لدور الأجهزة المختصة. أحداث البداية شهدت محافظة الضالع جملة من الأحداث الأمنية المتفرقة سقط على إثرها قتلى وجرحى, ففي الثاني من يناير عصر الجمعة أُصيب المواطن هاشم محمد صالح كردوم من أبناء قرية الجرباء شرق الضالع أصيب بإصابات مباشرة إثر تعرُّض دراجته النارية لإطلاق نار قيل إنها من قوات الجيش والأمن المرابطة في جمرك المدينة القريب من معسكر الجيش. وفي يوم الأحد 4يناير لقي مواطن يُدعى فارس محمد أحمد ناصر " الحميد" من أهالي منطقة سناح مصرعه, وقال شهود عيان: "إﻥ ﻣﺴﻠﺤين ﻣﺠﻬﻮﻟين ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﻗﻤﺼﺎناً ﻗﺎﻣﻮا بمتابعة ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﻮﻕ ﺳﻨﺎﺡ ﻭ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺼﻔﻴﺘﻪ ﺛﻢ لاذو ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺭ ولاحقاً ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ إﺛﺮ ﺭﺻﺎﺻﺎت أُﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ". تأجيج الثارات في التاسع من يناير لقي الشاب حزام فهمي علي ناصر الثوير مصرعه بعد ظهر يوم الجمعة.. وتداولت وسائل إعلامية عن مقربين من أسرة القتيل أنه قُتل برصاص نقطة عسكرية تابعة للواء 33مدرع في نقطة الشنفرى شمال مدينة الضالع.. كما أقدم شيخ قبلي على قتل شخصين من أبناء(زبيد) يعملان في وادٍ قرب مدينة الضالع، هما محمد دواد قاسم، وجمعان عبد الله قاسم. وقالت مصادر محلية في محافظة الضالع: إن (الشيخ مثنى حياز) قتل عاملين اثنين في قرية " القراعي " التابعة لمديرية الضالع.. وأضافت المصادر: إن القتيلين هما من أهالي مديرية زبيد التابعة لمحافظة الحديدة ويعملان في الضالع. ولاحقاً نفى سكان محليون ما كانت قد تداولته عددٌ من وسائل الإعلام التي قالت إن دوافع الجريمة مناطقية وأنه أقدم على قتلهم انتقاماً لمقتل الشاب حزام فهمي برصاص مسلحين جوار نقطة محطة الشنفرى. وأشاروا إلى أن قتلهما كان عن طريق المزاح. في الحادي عشر من يناير قُتل المواطن عدلي محمد عبدالله من أبناء الضالع عندما اخترقت جسده رصاصُ صديقٍ له عن طريق الخطأ. نزاعات قبلية في الرابع عشر من يناير قُتِل ثلاثة أشخاص في منطقة القرن التابعة لعزلة الاعشور بمديرية قعطبة محافظة الضالع مساء الأربعاء. وقالت مصادر محلية: "إن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم إثر نزاع على حفر بئر ماء جوفية في قرية القرن عزلة الاعشور بمديرية قعطبة بين قبيلة آل الشرجي وآل العفيف. وأكدت المصادر أن اشتباكات بالرصاص الحي أدت إلى قتل ثلاثة أشخاص هم محمد مسعد الشرجي ،وفهد عبدالله عبدالقوي الشرجي وشخص ثالث من آل العفيف(سفيان) نجل أحمد سفيان. وأضافت: إن اشتباكات مسلحة نشبت بين أبناء الشرجي من منطقة شليل وأبناء آل سفيان من منطقة القرن، بمديرية قعطبة، على خلفية اختلاف الطرفين على مكان حفر بئر ماء. مصادر محلية أوضحت ل"أخبار اليوم" أن وساطات لمشايخ ووجاهات اجتماعية قبلية لأبناء العود توجهت إلى مكان الحادثة لإجراء اتصالات بين الطرفين لتلافي أي تطورات للأحداث. وأكدت المصادر أن المشايخ يجرون مشاورات للتوصل إلى اتفاق حل سيوقع عليه الطرفان. وفي السابع عشر من يناير قُتِل مواطنان اثنان وأُصيب ثلاثة آخرين بمدينة دمت.. وأفادت مصادر محلية ل" اخبار اليوم " أن اشتباكات راح ضحيتها الشاب عبدالله مسعود الحيدري و فضل علي الظاهري وإصابة آخرين في اشتباكات دارت على خلفية نزاع على أرض بين مسلحين قبليين نشبت بمنطقة دمت وتسببت في سقوط قتيلين وجرح آخرين. وأضافت المصادر بان مديرية دمت تشهد بين الحين والآخر خلافات و اشتباكات بين نافذين بسبب الأراضي والتي تمتاز بارتفاع أسعارها كونها منطقة سياحية وسط تقاعس وإهمال من الجهات الأمنية والقضائية. واعتبر مراقبون ما حدث في دمت من قتلٍ، أمر مؤسف ومحزن ينبغي على أبناء المديرية التنبُّه له واحتواء الوضع حتى لا يتفاقم أكثر . اغتيال وفي ال18من يناير امس الأول اغتيل الدكتور/ جمال مقيبل المُحاضِر في كلية التربية بالضالع وسط مدينة الضالع أثناء خروجه من منزله قرب دار الضيافة وسط مدنية الضالع. وقال شهود عيان : إن مسلَّحَين ملثمين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على جمال بن مقيبل عقب خروجه من منزله.
