كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن هناك أرضية مشتركة بين الحوثيين وواشنطن في اليمن - بحسب كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية السيدة ابري ايلي- وتحت عنوان "الخبراء يرون علامات الاعتدال على الرغم من شعارات الحوثيين القاسية"، وضمن تحقيق صحفي استقصائي للصحفيين البارزين رود نوردلاند واريك سميت. وقالت الصحيفة في تقريرها: "من الوهلة الأولى لا يظهر الشعار الرسمي للحوثيين، الذين هم الآن القوة المهيمنة في اليمن، الكثير من الأمل لصناع السياسة الأمريكية. شعارهم يتضمن عبارة "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود". مشيرة في تقريرها إلى أن "الحوثيين يصرخون بهذا الشعار عندما يخرجون في مسيرات ويلصقونه على بنادقهم ويرسمونه على المباني وعلى نوافذ السيارات. هذه الكلمات ملونة باللون الأحمر ومحاطة من أعلى بعبارة "الله أكبر" وفي الاسفل "النصر للإسلام" باللون الأخضر، على خلفية بيضاء. أحيانا تظهر الكلمات الحمراء كأنها دم يتقطر". وتابعت النيويورك تايمز إنه وفقاً لكثير من الدبلوماسيين والمحليين الذين يراقبون الحوثيون عن كثب، فإنه على الرغم من كل ما يظهرونه من شعارات قاسية، إلا أن الحوثيين ربما يكونون معتدلين أكثر مما هو ظاهر. ويقول الدبلوماسيون والمحللون: إنه سيكون من السابق لأوانه وصفهم كحزب الله اليمن، على الرغم من تحالفهم مع إيران. ولفتت إلى العلاقة بين واشنطن والحوثيين قائلة في تقريرها: "وفي حين أصر مسؤولون في إدارة أوباما على أن عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن ضد القاعدة، التي تشمل هجمات الطائرات بدون طيار المسلحة، ستتواصل على الرغم من سيطرة الحوثيين، إلا أن هناك مؤشراتٍ على أن بعض البعثات ومهام التدريب ربما يتم تعليقها أو تخفيضها أو تغييرها على أساس كل حالة على حدة، نظراً للاضطرابات السياسية هناك". مشترطاً عدم الكشف عن اسمه بسبب الحساسية الدبلوماسية، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: "لا تزال هناك قدرة أمريكية على الأرض، نحن فقط في إطار التقييم". "نيويورك تايمز" نقلت عن كبير مسؤولي المخابرات في وزارة الدفاع الأميركية السيد مايكل فيكرز، تأكيده على الشراكة بين المخابرات المركزية الأميركية الCIA وجماعة الحوثي المسلحة في اليمن، وقالت في تقريرها: "يوم الأربعاء، قال مايكل فيكرز، كبير مسؤولي المخابرات في البنتاجون، إن هيمنة الحوثيين كانت تنمو على مدى الأشهر القليلة الماضية بعد توسيع سيطرتهم منذ سبتمبر الماضي، لكنه أضاف إنهم لا يتدخلون في مهام البعثات الأمريكية". وقال فيكرز: "الحوثيون مناهضون لتنظيم القاعدة، وكنا قادرين على مواصلة بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في الأشهر القليلة الماضية". وتابعت: "لكن هذا التفاؤل ملفت للنظر باعتبار أن إحدى النقاط الرئيسية في حملة الحوثيين هي معارضة استخدام الولاياتالمتحدة للطائرات بدون طيار ضد القاعدة في اليمن، وهي السياسة التي لقيت تعاوناً متحمساً من قبل الرئيس الموالي للولايات المتحدة، عبدربه منصور هادي، الذي استقال من منصبه يوم الخميس احتجاجاً على الضغوط التي يمارسها الحوثيون على حكومته". وأضافت النيويورك تايمز :"في مطلع عام 2014، أحكم المتمردون الحوثيون الشيعة السيطرة على محافظة صعدة في اليمن. وفي الأشهر الأخيرة، وسّعوا نفوذهم. وفي بعض المناطق أقاموا نقاط التفتيش. جنوباليمن كان دولة مستقلة حتى عام 1990. وهناك متمردون أغلقوا الميناء الرئيسي لليمن في عدن وأغلقوا الحدود بين الشمال والجنوب الأسبوع الماضي مما أثار مخاوف بشأن وقوع الانفصال". ولفتت النيويورك تايمز إلى التمويل الإيراني للحوثيين، وقالت: "هناك اعتقاد أيضاً أن الحوثيين يتلقون تمويلاً من إيران، وهو ما أثار قلق السعودية وقادها العام الماضي إلى قطع أربعة مليارات دولار لتمويل الحكومة اليمنية عندما أصبح الحوثيون جزءاً منها". وتابعت الصحيفة الأميركية في تقريرها: "ويهيمن على الحوثيين طائفة الزيود الشيعة، نفس المذهب في إيران. وذلك جعل الحوثيين خصوماً شديدين للقاعدة التي تعتبر كل المسلمين الشيعة مرتدين عن الإسلام، وهي نفس نطرة الكثير من السعوديين. وبحكم أن معظم اليمنيين هم من السنة، استطاعت القاعدة الاستفادة من تحرك الحوثيين لكسب المزيد من المؤيدين للقاعدة، الذين يشعرون بالقلق حول هيمنة الحوثيين". وأضافت الصحيفة الأميركية :"يقول تشارلز شميتز، وهو خبير في شؤون مجموعة الحوثيين والأستاذ في جامعة توسون: "الحوثيون ليسوا حزب الله"، في إشارة إلى الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران وتقاتل بنشاط نيابة عن الرئيس بشار الأسد في سوريا. ولفت تقرير نيويورك تايمز إلى ما كشفت عنه السيدة ابري لايلي، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية بخصوص العلاقة بين واشنطن والحوثي، وقالت الصحيفة الأميركية: "تقول ابري لإيلي، كبيرة المحليين في مجموعة الازمات الدولية في صنعاء: "من الناحية النظرية هناك قدرٌ كبيرٌ من الأرضية المشتركة بين الحوثيين والولاياتالمتحدة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن وتنظيم القاعدة. لكن حتى الآن ليس ذلك كافياً للتغلب على العقبات". وأضافت النيويورك تايمز: "الحوثيون لديهم حدود خاصة بهم، التي يمكن من خلالها إشراك الأمريكيين في ضوء موقفهم السياسي الذي يروجون له".