تشهد العاصمة المؤقتة للبلاد عدن انقطاعات متكررة ومتواصلة للتيار الكهربائي، عادت من جديد، بالرغم من دخول المولدات الكهربائية الإسعافية للخدمة أواخر يوليو المنصرم، بيد أنها لم تضف الكثير. كان أهالي عدن يأملون في أن تسهم المولدات الإسعافية في تخفيض جرعة الانقطاع والمقدرة ب"3" ساعات، إلا أنها ظلت ثابتة.. يشكو سكان محليون بالمحافظة من عودة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، تصل أحايين إلى أكثر من 12 ساعة في اليوم الواحد، في مختلف مديريات محافظة عدن جنوبي اليمن. وفيما يعرب عدد من مواطني عدن عن استيائهم لتدهور التيار الكهربائي، يؤكدون، في أحاديث خاصة ل"أخبار اليوم"، أن المعاناة مازالت مستمرة وأن كل ما قدمته الإمارات والسلطة المحلية في مهب الريح.. حيث يعمل التيار الكهربائي ل 3 ساعات مقابل 3 ساعات من الانقطاع لتصل ساعات الانقطاع خلال اليوم الواحد إلى 12 ساعة. وفي مناطق يعمل التيار لساعتين مقابل 4 ساعات من الانقطاع، في حين تشهد حارات انقطاع مستمر ومتواصل لساعات كبيرة، تصل أحايين إلى ليوم أو يومين، حد شكوى سكان محليين. وتعد خدمة الكهرباء في المحافظة -الساحلية- عدن ضرورية وأساسية للعيش، نظرا لارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة.. حيث تصل درجة الحرارة ل38°، فيما تصل الرطوبة لأكثر من 90°، وذلك لتشغيل أجهزة التكييف والتبريد. وعود خيالية زار وفد من كهرباء عدن نظيره في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر من العام الماضي وذلك طلبا للدعم في جانب الطاقة الكهربائية.. وقد تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة حينها ببناء محطتي كهرباء حيث تولد المحطة الأولى قرابة 400 ميجا في حين تولد المحطة الأخرى والتي وصفت بالإستراتيجية قرابة 1000. إلا أن هذه الوعود تلاشت مع مرور الأيام, ولم يصدر عن الجانبين سواء اليمني ممثلا بوزير الكهرباء عبدالله الأكوع أو حتى الجانب الإماراتي أي توضيحات بهذا الخصوص. جرعة ثقيلة يقول المواطن اسكندر عبده: لم نرى أي تغيير في ساعات الانطفاء بعد دخول الطاقة الإسعافية، عدا زيادة ساعة واحدة في ساعات عمل الكهرباء، لتكون المعادلة 3 منقطعة و 3 أو 4 من العمل. ويضيف في حديثه ل"أخبار اليوم": أن وضع المنظومة المتهالك لا يخفى على أحد، وقد قامت دولة الإمارات بدعم هذا القطاع، إلا أن المواطن لم يلمس أي تغيير. ويرى اسكندر أن إقالة مسؤولي الكهرباء وتغييرهم غير كاف لإصلاح المؤسسة، بل يجب تفعيل مبدأ الثواب والعقاب ومحاسبة الفاسدين، لا إقالتهم وتركهم يذهبون لمنازلهم، حد تأكيده. ويشير إلى أن الرقابة المشددة على قاطرات الديزل والمازوت الداخلة لمحطات الكهرباء، وكذا معرفة ما تم استهلاكه خلال اليوم الواحد، سيسهم في ردع الفاسدين الذين يقومون ببيع المشتقات النفطية المخصصة للكهرباء في السوق السوداء. ويلفت إلى أن الجرعة القائمة، وهي 3 ساعات من الانقطاع، ثقيلة ومتعبة للمواطنين.. ويضيف:" نرجو من إدارة الكهرباء وقيادة السلطة المحلية أن تنظر في هذا الأمر". مصدر ضجيج مع تدهور منظومة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، وتزايد ساعات الانقطاع لتصل إلى 12 ساعة خلال اليوم الواحد في أحسن الأحوال.. أصبحت المولدات الكهربائية بالنسبة للمحلات التجارية ضرورية لاستمرار عملها. إلى ذلك فقد أصبحت أسواق عدن مصدرا للضجيج مع انتشار المولدات الكهربائية، والتي يحرص ملاك المحلات التجارية على اقتنائها، لكي يستمر عمل محلاتهم، خصوصا محلات الحلاقة والخياطة والكافتيريات وكذا محلات إصلاح الجوالات. يقول محمد البطاطي ل"أخبار اليوم"، وهو أحد ملاك محلات بيع الجوالات: إن انقطاع الكهرباء يصيب السوق بالفتور، ويجعل المحلات مهجورة، مما يحتم علينا توفير بدائل لتوفير الطاقة الكهربائية. ويضيف البطاطي:" أن ملاك محلات بيع وإصلاح الجوالات يحرصون على اقتناء المولدات الكهربائية، كونها تجعلهم يستمرون في أعمالهم، رغم ارتفاع تكلفتها". أما الناشط الإعلامي معاذ العدني فيقول، في حديثه ل"أحبار اليوم": تعاني العاصمة المؤقتة عدن من تزايد الانقطاعات للتيار الكهربائي".. ويضيف:" ونتيجة لذلك لجأ كثير من المواطنين إلى استخدام المولدات الكهربائية الخاصة ذات الأحجام المختلفة والتي يستخدم لها البنزين أو الديزل". ويتابع: ورغم أضرارها الكثيرة، كالتلوث البيئي والضجيج، إلا أن أغلب المواطنين يجدونها الحل الأقوى والأجدى كبديل لكهرباء الدولة. ويؤكد أنه "يجب على الجهات الحكومية المعنية بصحة البيئة أن يقوموا بالرقابة على ملاك هذه المولدات، لتحقيق أكبر قدر من السلامة". كما يطالب بتوعية المستخدمين لها بالاستخدام الصحيح، وإجراء الفحوصات الدورية لها وشروط تخزين الوقود، وغير ذلك، مما يضمن الحفاظ على البيئة وعلى أرواح المواطنين. منظومة متهالكة تقول مصادر بكهرباء عدن ل"أخبار اليوم أن المحافظة بحاجة إلى 500 ميجا، إلا أن ما تنتجه المنظومة الحالية لا يتجاوز 200 ميجا، حيث يبلغ العجز قرابة 50%. وأوضحت أن ما تنتجه محطات الكهربائية في عدن من طاقة يتغير باستمرار، وذلك بسبب اعتماد المحافظة على محطة الحسوة الكهروحرارية "المتهالكة" كمصدر رئيسي للتوليد.. وأفادت المصادر بأن المحطة دائما ما تخرج عن الخدمة، نتيجة الأعطاب الفنية التي تصيب غلاياتها، إضافة إلى الإختلالات المتكررة في عملية تزويد محطات التوليد بالمشتقات النفطية. وتشير إلى أن المولدات الاسعافية، والتي دخلت الخدمة مؤخرا، كانت مجرد حل إسعافي ومؤقت أضاف القليل للمنظومة الكهربائية. وأكدت أن لا حل لمشكلة العجز في توليد الكهرباء، إلا ببناء محطات كهربائية جديدة تناسب احتياجات المحافظة، والتي تزداد بشكل مستمر، نتيجة التوسع العمراني والتزايد السكاني. بين شكوى وتعليل شكا عدد من المواطنين عودة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في مختلف مديريات محافظة عدن جنوبي اليمن. وأوضح أحمد الفشاشي- أحد أبناء مديرية الشيخ عثمان ل"أخبار اليوم"- أن التيار الكهربائي يشهد مجددا انقطاعات مستمرة ولفترات طويلة. وأضاف أحمد إن انقطاع التيار الكهربائي يصل حاليا إلى 16 ساعة في اليوم أي بمعدل ساعة تشغيل الكهرباء كل أربع ساعات. وأعرب عدد من مواطني محافظة عدن عن استيائهم لتدهور التيار الكهربائي، إذ يشير "بشير علي" إلى أن المعاناة مازالت مستمرة وأن كل ما قدمته الإمارات والسلطة المحلية في مهب الريح.. مؤكدا أن المرضى والأطفال وكبار السن يعانون يوميا من انقطاع الكهرباء بصورة متواصلة ولفترات طويلة تصل إلى أكثر من 5 ساعات مقابل ساعة واحدة أو ساعة ونص فقط. وأوضح مصدر في محطة الكهروحرارية أن سبب انقطاع التيار الكهربائي في اليومين الماضيين هو خروج المحطة الكهروحرارية من الخدمة نتيجة عدم توفر المازوت. وبين المصدر أن الجهات المختصة ستقوم حسب معلومات وردت للمصدر في معالجة مشكلة خروج الكهروحراية عن الخدمة في القريب العاجل. يشار إلى أن الحكومة ممثلة بالسلطة المحلية بمحافظة عدن قامت قبل شهرين بتركيب مولدات جديدة تصل قدرتها 50 ميجا والتي قدمتها الإمارات للحكومة كقرض.