واصل الطيران الروسي والسوري غاراته على أرياف إدلب وحلب ودمشق وحمص مخلفا مزيدا من الضحايا، بينهم أطفال، بينما نقل جرحى إلى جنوبي تركيا في إثر اشتباكات بين الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية، كما تعرضت مدينة إعزاز لتفجير انتحاري استهدف مقرا للجيش الحر. وقالت مصادر إعلامية إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 17 -بينهم أطفال ونساء- في ثماني غارات استهدفت أحياء مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي فجر أمس الأحد. وأضافت أن القصف خلف دمارا كبيرا في الأبنية والممتلكات. كما استهدفت المقاتلات الروسية الأحياء السكنية في مدينة سراقب وقرى في جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجاء القصف الروسي بعد ساعات من سقوط طائرة حربية تابعة للنظام. وكان وسائل إعلامية قد ذكر أمس الأول أن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح جراء غارات شنها الطيران الروسي على الأحياء السكنية في بلدة الدانا التي تسيطر عليها المعارضة بريف إدلب. من جانب آخر، قالت مصادر إعلامية إن الطائرات الروسية شنت غارات جوية بقنابل عنقودية وأخرى فوسفورية على بلدة أم الكراميل في ريف حلب الجنوبي. وأضافت أن قصفا آخر للطيران الروسي استهدف الأحياء السكنية في مدن وبلدات عندان وحيان وقبتان الجبل في ريف حلب الغربي، مما أسفر عن أضرار ودمار لحق بالممتلكات. من جهة أخرى، أفادت بسقوط قتلى وجرحى في تفجير انتحاري استهدف مقرا للجيش الحر في إعزاز بريف حلب. كما وصل ثمانية جرحى سوريين إلى ولاية كيليس جنوبي تركيا -بينهم ثلاثة عناصر من الجيش السوري الحر- في إثر إصابتهم باشتباكات مع تنظيم الدولة في محيط مدينتي إعزاز والباب بريف محافظة حلب شمالي البلاد، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول. ونقلت الطواقم الطبية المصابين من المعبر الحدودي إلى مستشفى كيليس الحكومي، وذكرت مصادر طبية لوكالة الأناضول أن إصابات بعضهم حرجة. وفي ريف دمشق أفادت مصادر مطلعة بأن عدة مدنيين أصيبوا بجروح -بينهم أطفال ونساء- جراء قصف جوي لطائرات النظام استهدف منازل المدنيين في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية. وذكر أن قصفا آخر لطائرات النظام طال أيضا أطراف مدينة عربين وزملكا في الغوطة، مما أدى إلى أضرار لحقت بالأبنية وممتلكات الأهالي. أما في ريف حمص فقد أفاد بإصابة عدة مدنيين بجروح جراء غارات لطائرات النظام على بلدة الغجر. وفي سياق أخر فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أمس الأحد استئناف المرحلة الثالثة من حملة السيطرة على مدينة الرقة وريف دير الزور من يد تنظيم الدولة الإسلامية بعد "توقف اضطراري لسوء الأحوال الجوية" استمر لأسبوع. وبحسب بيان صادر عن "غرفة عمليات غضب الفرات"، فإن العمليات التي بدأت أمس الأحد تستهدف عزل مدينة الرقة عن دير الزور وإحكام السيطرة الكاملة على المناطق المحاذية لنهر الفرات وتطويق كامل المدينة ومحاصرة تنظيم الدولة فيها، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف البيان الصادر أمس الأحد أن الأسبوع الماضي كان فرصة لإعادة النظر في ترتيب قوات سوريا الديمقراطية، وإيصالها إلى "مستوى عال" يمكنها من التعامل مع الموقف. إلى ذلك فقد نزح 66 ألف شخص جراء المعارك الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب بشمال سوريا، بحسب ما كشف تقرير أصدره مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الأحد. ويتضمن هذا العدد “نحو 40 ألفا من مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة، إضافة إلى 26 ألفا من شرق الباب” في محافظة حلب، وفقا للتقرير. ومني الجهاديون بخسارة ميدانية بارزة قبل اكثر من اسبوع مع طردهم من مدينة الباب، أبرز معاقلهم في محافظة حلب، والتي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في حملة “درع الفرات” التي بدأت في آب/ أغسطس الماضي. وأفاد التقرير الأممي أن 39766 شخصا نزحوا من المدينة وفروا شمالا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى معارضة، لا يزالون غير قادرين على العودة بسبب انتشار القنابل والألغام التي زرعها الجهاديون قبل انسحابهم. من جانبها قالت وكالة الأنباء الألمانية إن القوات الروسية سيطرت على ثلاثة من حقول النفط والغاز شمال غرب مدينة تدمر السورية بعد انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية منها. ونقلت الوكالة أمس الأحد عن مصدر ميداني قوله إن قوات روسية سيطرت مع الفيلق الخامس التابع للنظام السوري على حقول جحار والمهر وجزل دون اشتباكات بعد انسحاب تنظيم الدولة منها. وذكر المصدر أن السيطرة على حقل جزل تمت بعد عملية إنزال نفذتها قوات خاصة روسية في هذا الحقل الذي يعد الأهم بين حقول هذه المنطقة. وعلى صعيد أخر قال رئيس وفد قوى الثورة السورية العسكري محمد علوش إن الوفد توصل لاتفاق تجديد للتهدئة مع الجانب الروسي من خلال الأممالمتحدة، يشمل أحياء دمشق الشرقية والغوطة الشرقية بريفها، ومحافظة درعا وحي الوعر في مدينة حمص (وسط البلاد). وأضاف علوش أن اتفاق تجديد التهدئة كان من المفترض أن يكون دخل حيز التنفيذ منذ الساعة 12 منتصف ليل أمس الأول، ومع ذلك لم يلتزم النظام به وواصلت طائراته غاراتها على مختلف المناطق المشمولة بالاتفاق.