تقدم بشكوى فاختطفوه.. مليشيا الحوثي في إب تختطف مواطنا ووالده رغم تعرضه لاعتداء    «كاك بنك» يشارك في المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2025 بالقاهرة    محطات الوقود بإب تغلق أبوابها أمام المواطنين تمهيدا لافتعال أزمة جديدة    بيان مهم عن عملية كبرى في عمق الكيان    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    للمرة الرابعة ..اليمن يستهدف عمق الكيان مجددا    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    النائب العليمي يبارك لرئيس الحكومة الجديد ويؤكد وقوف مجلس القيادة إلى جانبه    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    التركيبة الخاطئة للرئاسي    أين أنت يا أردوغان..؟؟    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    حكومة بن بريك غير شرعية لمخالفة تكليفها المادة 130 من الدستور    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    اعتبرني مرتزق    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    الحقيقة لا غير    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد عامين من الانقلاب
"أخبار اليوم" ترصد بالأرقام كيف حولت المليشيا اليمن إلى قبو مظلم ومخيف
نشر في أخبار اليوم يوم 22 - 03 - 2017

خلال عامين من سلطتها الانقلابية مارست مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح جرائم وانتهاكات متعددة بحق الشعب اليمني، وصنوفاً من الويل التي تفننت المليشيا ببشاعة ممارساتها، كما تكشفها تقارير محلية ودولية وتوثق لكثير منها..
لقد تجاوزوا كل ما لا يتقبله العقل، وهم يمارسون استغلالهم للشعب اليمني ولكرامته وحقوقه، قتلاً وتعذيباً واختطافاً وإخفاءً قسرياً، وخنقاً للحريات، وتجويعاً، وغيرها ممارسات تصنفها المنظمات الحقوقية في خانة انتهاكات وجرائم للقوانين الإنسانية الدولية.
ويرى مراقبون أن حالة الخوف التي انتابت مليشيا الانقلاب ودفعتها به لتكثيف ممارستها سببها معرفتها أن اليمنيين من المواطنين والقبائل غير المقتنعين بسياستها، وأنهم في انتظار لحظة تحرير صنعاء والمحافظات الأخرى للخروج من حكمها.
مسيرة الموت الحوثية
في تقرير حديث لها، كشفت وزارة حقوق الإنسان اليمنية عن إجمالي حالات القتل والإصابة جراء الحرب في اليمن والتي وصلت إلى 37888 مدنيا منها 10811 حالة قتل بينهم 649 امرأة و1002 طفل و9160 رجل خلال الفترة 1 يناير 2015 وحتى يناير 2017 جراء الانقلاب الذي قادته ميليشيا الحوثي وصالح في اليمن. وأشار التقرير الذي أطلقته الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان ضمن دورته 34 المنعقدة بجنيف أن الإصابات بين المدنيين بلغت27077 حالة إصابة بينهم 3875 امرأة و3334 طفلا و19868 رجلا.
وقال نائب وزير حقوق الإنسان- الدكتور/ محمد عسكر في المؤتمر الخاص بإطلاق التقرير الأولي عن حالة حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من 1يناير 2015 إلى 31 يناير 2017، أن اغلب الضحايا سقطوا خلال العام 2015 حيث بلغوا 29084 بنسبة 77%، بينما وصل عدد الضحايا في عام 2016 إلى 8508 وبلغ عدد الضحايا خلال الشهر الأول في 2017م نحو 296 ضحية.
وأوضح التقرير أن ميليشيا الحوثي وصالح قامت بزرع الألغام في المناطق السكنية والقرى والمزارع والطرق العامة، وبلغ عدد ضحاياها أكثر من 673 حالة منها315 حالة قتل و358 حالة إصابة. ونوه عسكر أن هناك كثير من النساء والأطفال يقعون ضحايا تلك الألغام مسببة القتل والإعاقة الدائمة.
وتناول التقرير حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري خلال فترة التقرير والتي بلغت 16804 حالة منهم13938حالة اعتقال تعسفي، وبلغت حالات الإخفاء القسري2866 حالة. وقال نائب وزير حقوق الإنسان في هذا الصدد إن من تم إطلاق سراحه منهم يعاني من حالة نفسية وصحية سيئة، بينما بلغت حالات الإخفاء القسري2866 حالة اختفاء قسري، وكثيرا ما يتعرض المحتجزين والمخفيين قسرا للتعذيب وصلت حد الموت للعديد من الحالات بسبب التعذيب.
ووفق التقرير جندت ميليشيا الحوثي وصالح أكثر من عشرة آلاف طفل لم يبلغوا السن القانونية، كما قامت بتجنيد النساء والزج بهن في جبهات القتال. ودمرت الميليشيا بشكل ممنهج البنى التحتية، حيث وصل عدد الحالات إلى 29422 حالة انتهاك منها3557حالة انتهاك طالت ممتلكات عامة و25865 حالة انتهاك خاصة.
اغتيال الطفولة
أعلنت منظمة اليونيسف منتصف شهر مارس الجاري 2017، عن مقتل 1500 طفل يمني وإصابة 2400 بتشوهات منذ بدء الحرب. ومنذ بدء الحرب مطلع العام 2015م قتل حوالي 1،546 طفلاً يمنيا على الأقل، وأُصيب 2،450 آخرون بتشوهات، من بين هؤلاء 1022 فتى و478 فتاة، و46 طفلا لم يعرف جنسهم. كما تم إصابة 1801 من الفتيان و649 من الفتيات بتشوهات، بالإضافة إلى تجنيد 1572 قاصرا للقتال. فيما تم إحصاء 212 هجوما على مدارس و95 هجوما على مستشفيات خلال نفس الفترة.
واغتالت المليشيات الحوثية براءة الكثير من الصغار في اليمن حين اقتادتهم، وهم لا يزالون في سن مبكرة، إلى ساعة الحرب، بعدما غسلت عقولهم بأيديولوجية متطرفة ودربتهم عسكريا. ويشكل الزج بأطفال اليمن الصغار في معارك عبثية، لا ناقة ولا جمل لهم فيها، انتهاكا في الأعراف والمواثيق الدولية، وسط دعوات متزايدة لمنظمات حقوق الإنسان إلى الدخول على الخط وفضح التجاوزات. وتواصل ميليشيات الحوثي في اليمن تجنيد الأطفال قسراً والزجَّ بهم في جبهات القتال. وأكدت تقارير دولية أن ما لا يقل عن خمسة آلاف من مقاتلي الميليشيات هم من الأطفال الذين تم استدراجهم أو التغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال. وفي وقت سابق، قدرت مصادر حقوقية يمنية قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بتجنيد نحو 10 آلاف طفل خلال العام الماضي 2016.
كشفت ندوة عُقدت في الثالث عشر من مارس الجاري بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، أن عدد الأطفال اليمنيين الذين جندتهم مليشيا الحوثي بلغ أكثر من عشرة آلاف، وذكرت أن معظم الأطفال المجندين أُخذوا من المدارس، ومعظمهم دون علم عائلاتهم. وقال محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني إن أبرز الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الطفولة في اليمن تتمثل في تجنيد الأطفال، والزج بهم في جبهات القتال.
الاختطافات والتعذيب والاتجار بالمعتقلين
تحتجز معتقلات جماعة الحوثي في اليمن 13 ألف معتقل، وفق إحصائيات دولية حديثة، من بينهم أطفال وكهول ومرضى، فضلاً عن أن هذه القائمة تشمل 72 ممن لقوا حتفهم خلف القضبان بفعل التعذيب، من دون أن يحصل أي منهم على فرصة المحاكمة، أو المثول أمام دوائر القضاء المدنية والعسكرية.
وبلغ عدد المختطفين، وفق آخر إحصائية، أكثر من 13 ألف شخص من المدونة أسماؤهم فقط، تتراوح أعمارهم بين 15 و75 سنة، من بينهم أشخاص من ذوي الإعاقة، كما تم توثيق 72 حالة وفاة تحت التعذيب. وغيّب الموت 72 معتقلاً ممن زج بهم التمرد الحوثي في السجون، ومارس ضدهم جميع أصناف التعذيب، في الوقت الذي سجلت فيه حالات الاختطاف نموًا واضحًا في الفترة الأخيرة.
ووصلت الجرائم الحوثية إلى مرحلة أخرى، وهي استخدام المواطنين المعتقلين في مفاوضات تبادل الأسرى مع القوات اليمنية الشرعية، عبر وساطات يتم إلزام شيوخ القبائل بالمشاركة فيها، رغم أن المعتقلين لديهم لا علاقة لهم بالحرب، وليس لهم أي صلة بالأعمال العسكرية.
وأوضحت حبيبة راجح، الناشطة الحقوقية المهتمة بشؤون المختطفين، أن عمليات الاختطافات تتم بشكل يومي، مؤكدة أن عدد المختطفين بلغ وفق آخر إحصائية أكثر من 13 ألف شخص من المدونة أسماؤهم فقط، تتراوح أعمارهم بين 15 و75 سنة، من بينهم أشخاص من ذوي الإعاقة، كما تم توثيق 72 حالة وفاة تحت التعذيب. وبيّنت أن عدد حالات الاختطاف زاد في جميع المحافظات اليمنية، خصوصًا بين أبناء القبائل بعد التقدم الذي حققته الشرعية في الفترة الأخيرة في المخا وفرضة نهم مسنودة بقوات التحالف، موضحة أن اختطاف أبناء القبائل يأتي بزعم الميليشيات الانقلابية أنهم خلايا نائمة، وأن اختطافهم سيسهم في تعثر تقدم القوات الشرعية.
وأكدت راجح أن الحوثيين تجاوزوا كل ما لا يتقبله العقل، فهم يتبادلون المواطنين المختطفين مع الحوثيين الذين قبضت عليهم قوات الشرعية، بصفته نوعا من تبادل أسرى الحرب عن طريق وساطات شيوخ القبائل، وهم في الأصل مواطنون مختطفون وليسوا أسرى حرب. وشددت على أن ما يفعله الحوثي لتبادل المواطنين كأسرى حرب مع الشرعية، فيه استغلال للشعب اليمني ولكرامته ولحقوقه؛ وهو ما طال المطالبة به من المؤسسات والمنظمات الدولية لوضع حد لهذه المهزلة التي يمارسها الحوثي في حق الشعب اليمني الحر.
الحريات تحت القمع
الصحفيون والإعلاميون والمؤسسات الإعلامية والصحفية والمواقع الإلكترونية كان لهم نصيب من الانتهاكات التي مارستها مليشيا الانقلاب، فقد قتل وجرح واعتقل العشرات دون أن يكون لهم ناقة ولا جمل في الصراع والحرب التي مازالت مستمرة إلى نهاية العام 2016.
وهناك 16 إعلاميًا ضمن المعتقلين لدى جماعة الحوثي، بعضهم أمضى أكثر من عام ونصف العام في المعتقل، تعرضوا أثناءها لأسوأ حالات التعذيب الجسدي والنفسي، حتى أن الصحافي المختطف عبد الخالق عمران، بات مقعدًا ولا يستطيع الحركة، نتيجة التعذيب الذي تعرض له في معتقلات الحوثيين.
لقد أدى تحريض عبد الملك الحوثي زعيم ميليشيا الحوثي ضد الصحفيين والإعلاميين، إذ وصفهم بأنهم أخطر ممن يقاتلون في الميدان، إلى دفع أتباعه لممارسة القتل والاعتقال وتفجير منازل الصحفيين وارتكاب الانتهاكات ضد الصحفيين الذين لا يتبعون أوامره، حتى صار قمع الصحفيين أمرا معتادا.
اعتقد الحوثي وصالح أن من يسيطر على وسائل الإعلام يسيطر على كل شيء، وهو ما تم بالفعل إذ أضحت وسائل الإعلام بأيديهم، وأصبح الصوت الآخر مغيبا بسبب هذه السيطرة. وعقب إمساك ميليشيا الحوثي بمجمل الأوضاع في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات خلال العامين 2014 - 2015، عملت بالتعاون مع علي صالح على إسكات الأصوات المناوئة لها، فقامت بقتل وجرح واعتقال واختطاف الصحفيين والإعلاميين، واقتحمت كثيرا من القنوات التلفزيونية والإذاعية والمؤسسات الإعلامية وحجبت المواقع الإلكترونية، وسيطر الحوثيون وعلي صالح على وسائل الإعلام الرسمية، ما دفع الصحفيين والإعلاميين إلى مغادرة العاصمة صنعاء، وترك أعمالهم في وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية، كما غادر البعض الآخر إلى خارج البلد خوفا من الملاحقة والاعتقال.
وكان العام 2016 مليئا بالانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والإعلاميون، ووفقاً لتقرير حديث صادر عن منظمة صحفيات بلا قيود حول حالة الانتهاكات الصحفية العام 1016م، يمكن القول إنه عام أسود بكل المقاييس في حق الصحافة اليمنية منذ عقود. ورصد تقرير صحفيات بلا قيود المعنون ب"تحت القمع" تعرض الصحفيين والإعلاميين خلال العام 2016 ل208 حالات انتهاك، توزعت بين 51 حالة للتهديد، وشكل الاختطاف 35 حالة، وتعرض 27 صحفيا وإعلاميا لمحاولة قتل، وتعرض 15 صحفيا وإعلاميا لتعسف وظيفي، وتعرض 12 إعلاميا وصحفيا إلى التعذيب.
كما تعرض، بحسب التقرير، 12 موقعا إلكترونيا إلى الاعتداء، وتم اقتحام 10 مؤسسات إعلامية، وتم احتجاز 9 صحفيين وإعلاميين، وقتل أيضا 9 من الصحفيين والإعلاميين، وجرح 8، وتم الاعتداء على 8، واعتقل 5، ومنع من مزاولة العمل 4 صحفيين وإعلاميين، وتم ملاحقة ومحاصرة 4 صحفيين وإعلاميين، وتم التحريض على 3 صحفيين وإعلاميين، وقُدم إعلاميان للنيابة والقضاء، بسبب عملهما، وتعرضت مؤسستان إعلاميتان للحرق.
وأكد وزير حقوق الإنسان- الدكتور/ محمد عسكر أن حرية الرأي والتعبير انعدمت تماما في ظل سطوة ميليشيا الحوثي وصالح. واستند عسكر إلى تقرير نقابة الصحفيين الذي رصد 450 انتهاكا طال الإعلاميين والصحفيين، وشملت التعذيب والاعتقال والنهب واقتحام المقرات وغيرها، فيما بلغ عدد الصحفيين القتلى 19 حالة قتل، وبلغ عدد المختطفين في سجون الميليشيا 125 مختطفا. في حين كشفت منظمة سام عن وقوع 226 حالة انتهاك بحق الصحفيين والحريات، كما سجلت المنظمة 33 حالة انتهاك بحق المدافعين عن حقوق الإنسان من محامين وصحفيين، تنوعت ما بين الاختطاف والاعتقال لفترات طويلة والشروع بالقتل والضرب والشتم.
انتهاك القوانين الإنسانية
وثق تقرير لمنظمة سام عن حالة حقوق الإنسان في اليمن من الفترة (يناير- ديسمبر2016)، وفيما يخص القتل خارج نطاق القانون 2950 قتيلا من المدنيين، بينهم 504 طفلا و182 امرأة، ولايزال المئات من الجرحى مهددين بالموت جراء إصاباتهم الخطيرة وعدم توافر الرعاية الطبية اللازمة جراء استمرار الاشتباكات المسلحة.
ووثقت المنظمة 6321 حالة إصابة وتشوه وإعاقة بينهم 1384 طفلا و438 امرأة. في حين يزيد إجمالي المعتقلين تعسفيا والمختفين قسراً عن 5170 حالة أغلبهم في ظروف خطرة. وأشار التقرير إلى سام سبعة وأربعين مواطنا يمنيا قتلوا تحت التعذيب أو بسببه خلال الفترة نفسها. وسجلت المنظمة جرائم الإعدام خارج القانون خلال عام 2016 ما يقارب من 45 جريمة قتل خارج القانون شملت 14 محافظة يمنية.
وكشفت المنظمة أن الألغام والمتفجرات تسببت ب 275 حالة قتل و394 إصابة، من بين القتلى 9 نساء و60 طفلاً، كما تسببت بإصابة العديد من المواطنين بإعاقات مختلفة، أغلبهم في محافظة تعز، تليها محافظات مأرب ولحج والبيضاء.
وفيما يتعلق بجانب الانتهاكات التي مورست ضد المرأة خلال العام 2016م فقد بلغ إجمالي عدد القتلى من النساء 182 امرأة، منها حالة اغتيال واحدة، فيما وصل عدد النساء اللاتي تعرضن للإصابة والتشوه 438 امرأة. والتهجير القسري وصل إلى 9899 واقعة تهجير، أجبر فيها السكان قسرا على ترك أرضهم ومنازلهم ومناطق أعمالهم.
ورصد التقرير 375 اعتداء على ممتلكات عامة شملت دور عبادة ومرافق تعليمية ومرافق صحية ومرافق خدمية ومعالم أثرية وطرق وجسور ومرافق أمنية ومقرات حكومية، أما المنازل والملكيات الخاصة، كما سجل التقرير 312 حالة اقتحام ونهب وتفتيش لمنازل وتضرر أكثر من 1579 منزل.
انهيار الاقتصاد
سيطرت الجماعة المسلحة على موارد الدولة كما أحكمت السيطرة على البنك المركزي اليمني. ووجهت الحكومة اليمنية اتهامات للحوثيين باستنزاف الاحتياطي الأجنبي للبلاد 4مليار دولار. وتلقى الحوثيون قرابة 981 مليار ريال يمني العام الماضي كإيرادات (حسب الحكومة اليمنية). ويسيطر الحوثيون على الاقتصاد الرسمي للدولة والاقتصاد الموازي ويجنون يومياً 3.5 مليون دولار يومياً كعائدات ربحية من بيع المشتقات النفطية، حسب تحقيقات صحفية.
وبحسب تقارير اقتصادية، ارتفع التضخم في اليمن إلى 43%، فيما بلغ عجز الموازنة العامة 7 مليارات دولار، في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني 2015 وأغسطس/آب 2016. وبدأ الريال اليمني بالانهيار أمام الدولار، عقب انقلاب 21 سبتمبر/أيلول 2014، وتجاوز سعر 215، مع بدء تبديد الحوثيين لأموال الدولة، واستنزاف الاحتياطي الأجنبي للبنك المركزي. ورغم استنزاف الانقلابيين لاحتياطي الدولة من النقد، إلا أنهم امتنعوا عن تسليم مرتبات موظفي الدولة، قبل أن تشرع الحكومة الشرعية بنقل البنك المركزي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن.
تفاقم أزمة الغذاء
بلغت زيادة عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن بنسبة 20% خلال 9 أشهر من العام الجاري. وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن عدد اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي زاد بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الماضية. وفيما أشارت ريم ندا- المسؤولة الإعلامية بالبرنامج إلى 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي. قالت ماريتكسيل رينالو- ممثلة اليونيسف في اليمن إن نسبة سوء التغذية الشديد وصلت إلى أعلى معدلاتها في التاريخ الحديث لليمن.
وكانت العديد من المنظمات الدولية أطلقت تحذيرات من مجاعة حقيقية في اليمن، وكشفت عن أكثر من 19 مليون شخص من أصل 27 مليون غير قادرين على إطعام أنفسهم، ومهددين بالموت جوعا، وأطلقت خطة استجابة إنسانية بمبلغ 2.1 مليار دولار لمواجهة المجاعة في اليمن، وكشفت التقارير عن أكثر المحافظات المهددة بالمجاعة، وهي صعدة والحديدة، وتعز، وحجة، ومأرب وحضرموت.
وفي بيان صحفي مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الفاو، تعاني عشرون محافظة من أصل 22 في اليمن من مرحلة الطوارئ أو "الأزمة" من مراحل انعدام الأمن الغذائي. منبهاً بأن محافظتي تعز والحديدة، حيث يقطن ربع سكان اليمن تقريبا، تواجهان خطر الانزلاق إلى المجاعة إذا لم يتم تقديم دعم إنساني إضافي ودعم سبل العيش.
نزوح وتهجير قسري
في ظل استمرار المعارك الدائرة رحاها في البلد منذ عامين، بسبب انقلاب جماعة الحوثي على السلطة، نزحت الكثير من الأسر من جحيم الحرب تاركة ممتلكاتها للنجاة من الموت، لتواجه مصيرا أسوأ من الحرب نفسها. إنه شبح النزوح والمجاعة التي تهدد حياتهم، فبحسب تقارير حديثة بلغ عدد النازحين من مناطق الحرب مليوني شخص يعانون بصمت في ظل تجاهل المعنيين والمنظمات الدولية. كما عمدت مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح إلى التهجير القسري وتشريد آلاف الأسر في مناطق سيطرتها.
تدمير العملية التعليمية
يعيش التعليم في اليمن أسوأ أوضاعه بسبب ما فرضته الحرب الحوثية التي تخوضها في عدة جبهات، فأرقام صادمة تتحدث عما يقارب ثلاثة ملايين طفل محرومين من التعليم، بسبب إغلاق المدارس وتدميرها ونزوح طلابها، وتحويل المئات منها إلى ثكنات عسكرية أو أماكن لجوء. وفي حين قدر بأن 78% من الأطفال لن يكونوا قادرين على الدراسة. فالكثير من المدارس دمرت بفعل أسلحة القتال، وما بقي منها استخدم من طرف النازحين باعتباره مأوى، أو تحول إلى ثكنات عسكرية للمقاتلين.
ومنذ العام 2014 أدخل الحوثيون مفاهيم جديدة في المناهج اليمنية، إذ لم يكتف بخطب الحوثيين في طابور الصباح، فدأبت الجماعة على إنشاء منهج تعليمي يستند إلى تنظيرات مؤسس الجماعة "حسين بدرالدين الحوثي" التي عرفت باسم "الملازم"، ثم أصبحت المصدر الفكري الوحيد الذي يغذي عقول أنصار الجماعة الذين وصف بعضهم الحوثي ب"قرين القرآن".
وفي المحصلة كان الهدف هو تغير محتوى المنهاج اليمني ليصبح متوافقًا مع منطلقات الحوثيين الطائفية، فقد تطرق فيها للخلاف التاريخي الإسلامي بين علي بن أبي طالب وبين الصحابة، من وجهة نظر حوثية. يقول العديد من المراقبين أن من يلتحق الآن بالتعليم هو خاضع لمنهاج متوافق مع منطلقات الحوثيين، ومضطر لسماع خطباء من الحوثيين يحثون تارة على "الجهاد ضد قوى الاستكبار العالمي"، وتارة مجبرون على التبرع لدعم مايسمى "المجهود الحربي".
وتسببت الحرب التي تخاض في مختلف المحافظات اليمنية في حرمان أكثر من 2,5 مليون طفل يمني من التعليم، بل أن الذين لم يلتحقوا بالمدارس منذ مارس (آذار) العام 2015 وصل عددهم إلى 2.9 مليون طفل، حسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة. وفيما تبين الأرقام أن 1.8 مليون طفل تسربوا من المدارس في وقت سابق لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة. يشير التقرير إلى نحو 2.9 مليون طفل آخرين مهددين بالتسرب في حال لم يحصلوا على المساعدات، ما يعني أن 78 في المائة من الأطفال في عمر الدراسة لن يكونوا قادرين على الالتحاق بالمدارس هذا العام.
تقرير آخر، أعده مركز الدراسات والإعلام التربوي غير الحكومي يظهر أن: نحو مليون طفل تضررت مدارسهم البالغ عددها 1495 مدرسة، سواء كان التدمير كليًا أو جزئيًا، أو تحولت إلى مراكز للنازحين، أو اتخذتها الميليشيات ثكنات عسكرية. كما يشير التقرير إلى أن نسبة 30% من إجمالي الطلبة المقيدين بالتعليم العام في وضعية البقاء على قيد المدرسة، ولم يتلقوا أي تعليم يذكر رغم حصولهم على نتائج النجاح، في حين 40% من المعلمين وموظفي التعليم فقط هم من تمكنوا من أداء عملهم إما بشكل كلي أو متقطع، وأن الساعات الدراسية التي تلقاها الطلبة أقل من المتوسط العام على المستوى الوطني.
وفيما يتعلق بالأرقام الخاصة بالتعليم بوصفها مؤسسات، يُظهر التقرير أن نحو 70% من المدارس أُغلقت، أي نحو 3584 مدرسة، وعلى سبيل المثال تسببت الحرب في إغلاق 468 مدرسة في تعز وحدها من إجمالي المدارس البالغ عددها 1624، والنتيجة حرمان 250 ألف طالب من التعليم، من إجمالي 800 ألف طالب.
كارثة الوضع الصحي
تردت الخدمات الصحية، ووصلت معاناة النظام الصحي في اليمن إلى مستويات وصفت بالكارثية، وفق منظمات دولية معنية، من بينها منظمة الصحة العالمية التي أوضحت، في آخر بياناتها، أن أكثر من 14مليون نسمة يمني، لا يحصلون على أدنى مقومات الخدمات الصحية الأساسية، وهو ما ينذر لكارثة لا تحمد عقباها..
وقال مدير قسم عمليات الطوارئ بالمنظمة- الدكتور/ ريك برينان، إن النظام الصحي في اليمن يعاني بشدة ويعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي. وأوضح برينان أن أكثر من 14.8 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. مشيراً إلى أن أقل من 45٪ من المرافق الصحية تعمل في حين تضرر أو دمر 274 على الأقل من تلك المرافق جراء الصراع الجاري.
وفيما بين أن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يتقاضوا رواتبهم بانتظام منذ ستة أشهر، وهناك نقص حاد في الإمدادات الطبية على الرغم من الدعم المكثف من منظمة الصحة العالمية وأعضاء مجموعة الصحة، مما فاقم من أزمة توفير الرعاية الصحية المنقذة للحياة.
قال برينان:" بعيدا عن الإصابات المباشرة للصراع المسلح، يلقى عدد كبير من الشعب اليمني حتفه في صمت وإلى حد كبير لا يلتفت إليه، ولا يتم تسجيل الوفاة.. الفتيات والفتيان والنساء والرجال يموتون من سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض الكلى يموتون ببطء حيث لا يستطيعون الحصول على العلاج اللازم للبقاء على قيد الحياة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.