أكدت الحكومة اليمنية أن عمليات الإعداد والتجهيز لتحرير محافظة الحديدة ومينائها الإستراتيجي تسير بوتيرة متسارعة. ويأتي ذلك في وقت ذكرت مصادر أن قوات التحالف العربي أبلغت الأممالمتحدة والوكالات التابعة لها العاملة في اليمن، أن ميناء الحديدة أصبحت منطقة حرب، وبالتالي عليهم الانتقال إلى موانئ يمنية أخرى لإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية لليمنيين في مختلف المناطق المتضررة من الحرب الراهنة في اليمن. وأوضحت المصادر أن التحركات العملية على الأرض تتجه جميعها في الوقت الراهن نحو عمليات واسعة لتحرير محافظة الحديدة، كمقدمة ضرورية لتضييق الخناق على المليليشيا الانقلابية الحوثية والتابعة للرئيس السابق علي صالح، التي تسيطر على محافظة الحديدة، وتتمركز في العاصمة صنعاء. وقال عبدالعزيز المفلحي- مستشار الرئيس هادي- إن تحرير الحديدة أصبح مسألة وقت٬ وهو الأمر الذي سيطبق الخناق على الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح ويحرمهما منفذاً للتموين والتمويل استخدم لفترة طويلة. وأضاف أن الميناء المخا الذي ظل يستخدم لأكثر من 33 عاماً في عمليات التهريب المنظمة من قبل النظام السابق٬ سيعاد تشغيله خلال فترة لن تتجاوز 3 أسابيع٬ على حد قوله. وأضاف -في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط- "نعرف وندرك أهمية ميناء المخا وبالذات لمحافظات تعز وإب والنطاق الأوسط في اليمن٬ ولذلك نعتقد أنه سيكون قوة دفع إيجابية لإيصال السلع الاستهلاكية والمواد الإغاثية للمواطنين في تلك المناطق٬ كما أن إعادة النشاط التجاري تحت ظل القانون والنظام خطوة رائعة في تحقيق التنمية في هذه المناطق". وتابع "أعتقد أن الميناء سيعاد فتحه بمجرد استكمال بعض الأمور الفنية والإدارية خلال فترة لن تتجاوز 3 أسابيع". من جهته أوضح قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) اللواء الركن/ سمير الحاج أن «معركة تحرير ميناء الحديدة عمليا تعتبر امتداداً لمعركة الرمح الذهبي، التي بدأت بتحرير ميناء المخا والمناطق الإستراتيجية المجاورة لها، قبل عدة أشهر". ونقلت صحيفة القدس العربي عن الحاج أن «التقدم العسكري من قبل قوات الجيش الوطني باتجاه منطقة الخوخة على ساحل البحر الأحمر التي تعتبر أولى مناطق محافظة الحديدة ما هو إلا إيذان ببدء معركة تحرير ميناء الحديدة، بعد أن استكملت الاستعدادات العسكرية لذلك". وكشف أن «معظم الجزر اليمنية المهمة، إن لم يكن جميعها، في البحر الأحمر، أصبحت تحت سيطرة قوات الحكومة الشرعية، مثل أرخبيل حنيش، وجزر الطير، القريبة من ميناء الحديدة، إضافة إلى الحصار العسكري الكامل لجزيرة كمران". وجاءت هذه التطورات العسكرية بعد أسابيع من الاستعدادات اللوجستية والعسكرية من قبل القوات الحكومية التابعة للرئيس/ عبدربه منصور هادي، والمدعومة بقوات التحالف العربي، جواً وبحراً، وذلك لإحكام السيطرة على محافظة الحديدة ومينائها الهام في البحر الأحمر. من جانبها سلمت مليشيا الانقلاب التابعة لصالح والحوثي بصنعاء، أمس الثلاثاء، الأممالمتحدة، رسالة احتجاجية على اعتزام التحالف العربي والقوات اليمنية تحرير ميناء الحديدة، غربي البلاد. جاء ذلك في رسالة من هشام شرف، وزير خارجية في حكومة الانقلاب سلمها للمنسق المقيم للأمم المتحدةبصنعاء جيمي ماكجولدرك، حسب وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الانقلابيين. وقالت الوكالة إن "شرف" سلم رسالة مشتركة عاجلة موجهة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن، تضمنت رفض إعلان التحالف محافظة الحديدة منطقة عسكرية، بما في ذلك مينائها البحري، الذي يُعد الشريان الرئيس لدخول المواد الغذائية والعلاجية لما يقارب 80 % من الشعب اليمني، وكذا منفذ دخول المساعدات الإنسانية للمنظمات الدولية الإنسانية العاملة،حسب الوكالة. وتحدثت الرسالة أن" أي استهداف للميناء سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، وقد تدخل اليمن في مجاعة وشيكة كنتيجة للحصار الخانق المفروض على الشعب". يأتي هذا في الوقت الذي تواردت فيه الأنباء مؤخرا، باعتزام التحالف العربي تحرير ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين منذ نهاية العام 2014. ويتهم التحالف الحوثيين وحلفائهم باستغلال الميناء في استقبال أسلحة مهربة، واستخدامه في تهديد الملاحة الدولية.