أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن انتشار الكوليرا في اليمن أدى إلى وفاة 115 شخصاً، فيما يعاني 8500 من المرض، في وقت تكافح المستشفيات للتعامل مع تدفق المرضى. وقال مدير عمليات المنظمة الإغاثية، دومينيك ستلهارت، "نواجه حالياً خطر انتشار جدي للكوليرا". وأوضح أن الأرقام، التي تم جمعها من وزارة الصحة اليمنية تفيد بأن الكوليرا أودت بحياة 115 شخصاً. وذكر ستلهارت أنه تم الإعلان عن أكثر من 8500 شخص يشتبه إصابتهم بالمرض خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، مقارنة ب2300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي. وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، الدولة الأفقر في شبه الجزيرة العربية. وتشهد اليمن حرباً مدمرة بين الحكومة المدعومة من السعودية ومتمردين مدعومين من قبل إيران، فيما لم يعد يعمل سوى أقل من نصف المنشآت الصحية بعد مرور عامين على النزاع. ويتسبب وباء الكوليرا شديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه او الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته. وأوضح ستلهارت أن عدد المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات. وأشار إلى أن هناك "أكثر من أربعة مصابين بالكوليرا يرقدون في سرير واحد هناك أشخاص في الحدائق وبعضهم حتى في سياراتهم مع مصل وريدي معلق من النافذة". وتصنف منظمة الصحة العالمية اليمن على أنها إحدى أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم إلى جانب سوريا وجنوب السودان ونيجيريا والعراق. وحذرت الأممالمتحدة من أن 17 مليونا، أي ما يعادل ثلثي السكان، يواجهون خطر المجاعة في اليمن. إلى ذلك أعلن سلطات الانقلاب، يوم أمس الأحد، العاصمة اليمنيةصنعاء، تحت حالة الطوارئ الصحية مع انتشار مرض الكوليرا في أوساط المواطنين. وأطلق أمين عام محلي أمانة العاصمة، أمين محمد جمعان، المعين من قبل مليشيا الانقلاب، في بيان له أمس، نداء استغاثة لكافة المنظمات الإنسانية والدولية، مناشدا إياهم سرعة إسناد الجهد المحلي في مواجهة وباء الكوليرا والعمل على تلبية الاحتياجات الصحية الوقائية والدوائية اللازمة للحد مِن انتشار هذا الوباء القاتل وتوفير الأمصال المناسبة لإنقاذ أرواح المصابين. وقال جمعان إنها حالة طوارئ "صحية مؤقتة"، داعيا "لتوحيد الغايات من اجل مصلحة وطنية واحدة ومن أجل كبح جماح الموت" ووقف ما أسماه "العدوان الوبائي المهدد لصحة المجتمع".