الصين تكشف عن سلاح متطور لتعطيل شبكات الطاقة    مجلس إدارة الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة يصدر قرارات إستراتيجية لدفع عجلة التطوير القاري    انتقالي لحج: وحدة الصف الجنوبي خط أحمر وسنتصدى لكل محاولات التشظي    قوات الشهيد عمر القاسم تفجر عبوة ناسفة في ناقلة جند صهيونية    في لقائه مع الرهوي .. السامعي يشدد على أولويات الجوانب الاقتصادية والتنموية والخدمية وتحسين المعيشة    تراجع أسعار الذهب لأدنى مستوى في أكثر من شهر    القات والمخدرات سلاح الدمار الشامل اليمني لتدمير الجنوب.    الحديدة: صرف 70 مليون ريال مساعدات للنازحين    الارصاد: امطار رعدية على اجزاء من المرتفعات وأجواء حارة مغبرة على الصحاري والسواحل    - رئيس حكومةصنعاء يجتمع بوزير المالية والتربية لاجل معالجة مشاكل الدراسة اقرأ التفاصيل    مليشيا الحوثي تمنع مبادرات خيرية من دعم طلاب فقراء في صنعاء وريفها    الوافي: اعتقلني بحث عدن وصادر هاتفي واهانني أثناء متابعتي لقضية حقوق ب"آلاف" الدولارات لدى احدى المنظمات    ريال مدريد يعود لمحاولة ضم كاريراس.. وبنفيكا يكرر لعبة سيلفا    7 وفيات بالكوليرا في لودر بأبين وسط تحذيرات من كارثة صحية    لماذا لم يكن النووي سبب العدوان على ايران؟ وكيف نجح ترامب لولاية رأسية ثانية وما علاقة ذلك بالملف الايراني؟ وكيف جاء الكيان "يكحلها فعماها"؟    935 شهيدا بينهم 38 طفلًا و102 امرأة حصيلة نهائية للعدوان على ايران    تظاهرة للمعلمين في تعز تستنكر تجاهل مطالبهم الحقوقية وتطالب بسرعة صرف المرتبات    بيان توضيحي صادر عن إدارة أمن العاصمة عدن    الأمانة العامة للانتقالي تدشّن ورشة تدريبية في مهارات التواصل وإدارة الحوار الدعوي بالعاصمة عدن    حتى أنتَ يا قلمي    اللاهوت السياسي بين الغرب والمجتمعات الإسلامية: جدل الدين والسلطة    انتقالي العاصمة عدن يقدم الدعم اللازم لعلاج الكابتن علي نشطان    شركة النفط والغاز تنظم فالية بذكرى الهجرة النبوية    100 شاحنة تنقل أبراج نقل الطاقة الشمسية الإماراتية إلى عتق    بعد منع تناول القات منتصف الليل .. تعميم أمني بشأن قاعات الافراح بصنعاء    فوائد الخضروات الورقية على صحة القلب    شركات برمجيات هندية سهلت لإسرائيل اختراق إيران الكترونيا    اللاجئ رشاد العليمي: الارهابي الاول وسفاح الجنوب من اول ايام الوحدة المشؤومة    سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة    روسيا.. اكتشاف موقع صيادين قدماء عمره 20 ألف سنة    لا تنتظروا الورود من أعداء الجنوب.. شرعية تحوّلت إلى مظلة ترعى مئات الإرهابيين    الرصاص يتفقد سير العمل بمكتب التأمينات والمعاشات في محافظة البيضاء    أول بطولة كرة قدم للروبوتات البشرية "    الدفاع المدني يسيطر على حريق هائل في تعز القديمة ولا أضرار بشرية    البايرن يواجه سان جيرمان في ربع نهائي مونديال الأندية    جوارديولا: الهلال السعودي تنافسي ومنظم وقادر على الإيذاء    مسؤول في الدوري الأمريكي : ميسي باق حتى ديسمبر    7 وفيات بكحول مغشوشة في الاردن    - 7يوليو انفجار شعبي مرتقب يهز عدن!    بين شُحّ المياه وشُحّ المرتب: صرخة الموظف في تعز    - عشر أوجاع تفتك باليمنيين شمالا وجنوبا.. والمسؤولون لسان حالهم: بالعشر ما نبالي    وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يؤكد أهمية دعم الجمعيات التعاونية    نائب رئيس الوزراء المداني يطلع على مشاريع التطوير الإداري بوزارة الخدمة المدنية    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (2)    هل طوفان الأقصى ورطة؟    المرازيق.. جبهة البطولات والانتصارات    الحقيقة لاغير    بعد عامين من الإغلاق.. الحوثيون ينهبون ما تبقى من مقر شركة برودجي بصنعاء    الوزير بحيبح يؤكد أهمية التنسيق مع الشركاء لتوسيع التدخلات الصحية في اليمن    اتحاد كرة القدم يرشح نادي تضامن حضرموت للمشاركة في بطولة الخليج للأندية للموسم المقبل    عدم استكمال البنية التحتية لمجاري مدينة شبام التأريخية تعتبر ثلمة    فؤاد الحميري.. يمن لا تغيب عنه شمس الحرية    عدد الخطوات اليومية اللازمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؟    فؤاد الحميري السيل الهادر والشاعر الثائر    فوضى أئمة المساجد والمعاهد الدينية تؤسس لإقتتال جنوبي - جنوبي    عام على الرحيل... وعبق السيرة لا يزول في ذكرى عميد الادارة الشيخ طالب محمد مهدي السليماني    من يومياتي في أمريكا .. أطرش في زفة    ليس للمجرم حرمة ولو تعلق بأستار الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاصمة الفل والطرب تنفض غبار الوجع وتغسل خطايا الموت
نشر في أخبار اليوم يوم 19 - 05 - 2017

تبدو اليوم الدعوات المحفزة، سواء من قبل السلطات المحلية أو رجال الأعمال والمستثمرين، لرؤوس الأموال لإقامة المشاريع الاستثمارية الخاصة بهم في محافظة لحج، تبدو ملفتة بالنسبة لكثير مراقبين، يعتقدون أن لحج اليوم ليست كالأمس، وما تشهده من افتتاح العديد من المنشئات الصناعية ما هو إلا دليل قاطع على أن المحافظة بدأت في استعادة عافيتها، وباتت على أهبة الاستعداد لاستقبال المستثمرين.
فالمحافظة التي كانت بعد الحرب الأخيرة في حالة كارثية يرثى لها- كواقع مؤلم، انحسرت معه آمال أبناء عاصمة الفل والكاذي والغناء، في إصلاح أوضاعها في وقت قريب- لم تعد كذلك اليوم، بينما تشهد طفرة استثمارية بشكل غير مسبوق، من خلال إقامة وافتتاح وتدشين العمل في مصانع ومشاريع صناعية واستثمارية لرجال أعمال من داخل المحافظة وخارجها.
استعادة الأمل من تحت ركام الحرب
جرت أحداث هامة في لحج، تغيرت فيها ملامح المحافظة، وبدت كما لو أنها تغتسل من خطيئة، ارتكبتها أيادي آثمة بحق هذه المدينة، بتسهيل من قوى مأزومة، نفذت مشاريع العبث والدمار، وظلت محاولاتها لتدمي جراح عاصمة الفل والكاذي والطرب التي بدأت اليوم بالاندمال، والنهوض ونفض غبار السنوات الأليمة.
مع بدء الحرب العدوانية، التي شنتها مليشيات الانقلاب الحوثية وحليفهم علي عبد الله صالح، كانت لحج هي أول محافظة تتعرض لهجوم المليشيات، كونها الطريق الأقرب إلى عدن.
تعرضت للدمار المهول جراء تلك الحرب، والتخريب والنهب الذي كان مخططا أن تشهده لحج، بفعل إفراغها المقصود من الأجهزة الأمنية والعسكرية، قبل أيام من الحرب، وترك مرافقها للنهب والسلب، وافتعال إدخالها في الانفلات الأمني، أكثر مما كانت عليه منذ سنوات.
وخلال الحرب، تعرضت البنية التحتية في لحج، للدمار الكامل، حتى أصبحت محافظة منكوبة، والأكثر تضررا من بين مختلف المحافظات الجنوبية، التي شملتها تلك الحرب، إذ أن غالبية مرافقها باتت خارج عن الجاهزية، بفعل ما تعرضت له من دمار، وتحول بعضها إلى ركام.
وعقب الحرب، أضحت لحج في حالة كارثية يرثى لها، وأزداد سوءاً مع تواجد الجماعات الإرهابية، خاصة في مديريتي الحوطة وتبن، والتي قامت هي الأخرى، بإكمال ما تبقى من مباني لم تدمر بالحرب، فتم تفخيخها وتفجيرها ونسفها.
وازدادت حالة لحج انهياراً، مع الغياب الحكومي، وأجهزتها التنفيذية، والأمنية، التي لو كانت وجدت لتم مواجهة تلك الجماعات، والتخفيف من وطأتها وعبثها، إضافة إلى غياب عمل المنظمات، التي كانت تنظر إلى لحج، محافظة غير آمنة، ووكر الإرهاب.
ومن هذا الواقع المؤلم، انحسرت آمال أبناء محافظة لحج، في إصلاح أوضاعها في وقت قريب، وباتوا يتألمون لما حل بمحافظتهم، من واقع مزري، لا يسر عدو، مطالبين بإنقاذهم ومحافظتهم، مما حل بها من كارثة الحرب، وما تلاها من فراغ كامل للأمن والدور الحكومي، والتدهور في الخدمات، وغياب أي دور للمنظمات العربية والدولية.
مع صدور قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، بتعيين، الدكتور ناصر الخبجي، محافظا للمحافظة، عاد الأمل إلى لحج، كما يفيد كثير مواطنين، للتخلص من وضعها المزري، والدخول في مرحلة جديدة.
رغم التحديات الكبيرة، التي اعتقد كثيرون، انه من الصعب استعادة الحياة واستتباب الأمن فيها، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وإعادة المرافق الحكومية للعمل، جراء الدمار الكبير الذي طالها.
منذ البداية، وضعت قيادة السلطة المحلية المعينة حديثاً خطة متكاملة، تم نقاشها مع العديد من الشخصيات الوطنية، والفاعلة في المحافظة.
وتشمل الخطة الجانب الأمني، والإداري، وبناء الثقة واستعادتها لدى أبناء المحافظة، والحفاظ على مستوى عمل الخدمات بحدها المرجو، وإعادة عمل المرافق الحكومية المهمة، وتطمين المنظمات الدولية، لتساعد في عملية النهوض، بالتزامن مع تفعيل الدور المجتمعي في المحافظة.
بهدوء عملي، وسلاسة الخطوات الثابتة، بعيدا عن الأضواء والضجة الإعلامية، سجلت محافظة لحج، خلال عام 2016 بكل ثقة، تحولات جوهرية، كنموذج فريد بين مختلف المحافظات، رغم أنها المحافظة الأكثر تضررا من الحرب، ودمارا وانهيارا في البنية التحتية، هكذا تتحدث بعض التقارير الصحفية.
وفي ظل الغياب الحكومي الكامل، وتدهور كافة الخدمات الأساسية، وتحول الحوطة وتبن، إلى مدينتي رعب وخوف، فيما بقية مديريات المحافظة، كانت بانتظار مصيرها المجهول، بدأت الخطوات، تسير بكل هدوء، نحو إعادة الحياة لمحافظة لحج، بدءاً بتطبيق الخطة المرسومة، في مختلف الجوانب.
وركزت الخطة العملية، على إنعاش الروح المعنوية لدى أبناء الحوطة عاصمة لحج، وكذا أبناء تبن، وبقية المديريات، من خلال التواصل المستمر مع القوى الفاعلة والمجتمعية، والشخصيات الاجتماعية المخلصة للمحافظة، والتي تشعر بمعاناة المحافظة، وسوء أحوالها، ولم تجد من يسندها للعمل على إخراج لحج من مأزقها، حتى تنفست الصعداء.
خطط إنعاش القطاع الخاص والتنمية
كان الاهتمام وإنعاش القطاع الخاص، وإعادة المؤسسات والمصانع للعمل، من أبرز الخطوات التي أدت لنجاح الخطط المرسومة، إلى جانب تقييم ودراسة تفعيل موارد المحافظة، والمبادرة بإعادة الإعمار، وترميم عدد من المرافق الحكومية.
فبعد أن استقرت الأوضاع الأمنية في لحج، وباتت على أحسن حال، وعادت المرافق للعمل، بدأت قيادة السلطة المحلية، نحو خطوة أخرى وهامة، وهي إعادة إنعاش الاستثمار، وإعادة تشغيل المنشئات والمصانع.
وبذلت سلطات المحافظة، جهودا كبيرة في هذا الجانب، واضعة نصب عينيها إعادة روح الاستثمار إلى لحج، تعزيزا لتطبيع الحياة، وتحقيقا للهدف الاقتصادي والسياسي والأمني في المحافظة، فتم إعادة عدد من المصانع للعمل، ويجري الاستعداد لإعادة العمل في أخرى.
وكثيراً ما أعلنت قيادات في السلطة المحلية، أن محافظة لحج، مفتوحة أمام المستثمرين الراغبين في الاستثمار، والذين سيلاقون كافة التسهيلات من قيادة المحافظة.
وفي ظل الواقع الصعب الذي تعيشه المحافظة، والبلد عموماً، إلا أن محافظة لحج باتت تخطو خطوات كبيرة، نحو الإنعاش الكامل، وذلك وفقاً لخطط إنعاش تنموية حالية وإستراتيجية، وضعتها قيادة المحافظة.
وتشكل الخطوات التي شهدتها محافظة لحج، عملية إنعاش أولية، وترتيب أوراق واستعادة وضع المحافظة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وذلك حتى تكون محافظة لحج، مستعدة، وتتمكن قيادتها من إطلاق عملية تنموية شاملة، مع تحسن ظروف الحكومة والرئاسة، وتقديم الدعم الكامل للمحافظة.
وبدأت سلطاتها المحلية، بعد انجاز عملية ترميم المباني والمرافق الحكومية، تركز على مصفوفة مشاريع هامة تحتاجها المحافظة، ولابد من إنجازها،
وتضمنت مصفوفة المشاريع هذه فتح أبواب المحافظة، وبشكل كامل، أمام المستثمرين، لإنشاء المشاريع الاستثمارية، ومنحهم كافة التسهيلات، بما يضمن الفائدة لأبناء المحافظة بالوظائف ومصدر دخل، ويحقق التكامل بين الاستثمار والدولة.
ودعت الهيئة العامة للاستثمار بالمحافظة، كل المستثمرين ورؤوس الأموال، إلى الاستثمار في محافظة لحج، باعتبارها العمق الاستراتيجي لعدن، وتشهد استقرار أمني لم تشهده خلال سنوات طويلة، مرحبة بكل الاستثمارات الجادة للتنفيذ، معلنة تقديم كل التسهيلات والدعم والمعلومات اللازمة لإقامة المشاريع الاستثمارية.
وأوضحت قيادة مكتب الهيئة أنه في المحافظة وبالتنسيق مع قيادة السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة وبالتحديد مكتب الأراضي سيقدم كل التسهيلات اللازمة للحصول على المشاريع الاستثمارية مثل الحصول على التصاريح اللازمة والأرض الذي يقام عليها المشروع، والقيام بالنيابة عن المستثمر في المتابعة وتذليل كل الصعوبات التي قد تعترض سير تنفيذ المشاريع، كون كل هذه التسهيلات تشجع وتحفز أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المحافظة.
وبينت أن محافظة لحج تتمتع بمميزات جذابة للاستثمار مثل توفر المساحات الشائعة لإقامة المشاريع وكذلك الموقع المتوسط للمحافظة.
حيث تتوسط عدد من المحافظات، وبالتالي سهولة توزيع إنتاج المشاريع على تلك المحافظات، بالإضافة إلى قربها من ميناء عدن الاستراتيجي الدولي حيث سهولة استيراد المواد الخام والآلات والمعدات وتصدير الإنتاج عبر ميناء عدن إلى جميع دول العالم.
وتُعرف لحج بمناخها شبه الاستوائي ووديانها الخصبة التي أعطتها وفرة زراعية، وجذبت إليها كثير من الاستثمارات في زراعة الخضروات والفواكه والحبوب والقطن، مما أدى بدوره إلى دعم الاقتصاد اليمني ومكن من التوسع في دعم الموارد الزراعية في اليمن.
وتتنوع الخصائص الطوبوغرافية للحج، إذ يقع بعضها على مستوى سطح البحر مثل وادي توبان ويرتفع البعض الآخر على هيئة جبال عالية تصل إلى 2500م فوق سطح البحر وهي جزء من جبال السروات.
وتعتبر لحج مركز لتجمع صناعي، حيث لديها عدد من المشاريع الزراعية والاستثمارية التي تمارس أعمالها بنشاط.
وتم اختيارها لإقامة تجمعات صناعية لأنها تمتلك ميزات أساسية مثل توفر العاملة الكافية والأراضي والبنى التحتية والموقع المناسب القريب من الموانئ والمطارات لتسهيل عمليات الشحن المحلي و الدولي. وتتميز لحج بجميع هذه المزايا ولهذا جذبت الكثير من الشركات العالمية للاستثمار.
وتقع لحج على بعد 337 كم شمال غرب العاصمة صنعاء و30 كم شرق عدن. ولهذا تعتبر لحج المدخل بين الجنوب والشمال ويقع بجوارها محافظات كثيفة السكان في الشمال، وتتمتع المدنية بموقع استراتيجي يصل إلى الأسواق المحلية والعالمي.
وبالإضافة إلى الكثافة السكانية في مناطق الجوار، فهي تقع بجوار مناطق غنية بالمعادن ذات الجودة العالية من المعادن الفلزية واللافلزية، والتي يتم استخدامها في الإنتاج الصناعي في لحج.
ونتيجة لما تمتع به لحج من تلك المزايا، فقد أصبحت تجمعاً صناعياً مميزاً، تركزت فيه استثمارات لشركات دولية معروفة.
"تُبن".. حيث تتجه أنظار المستثمرين
تشهد مديرية تبن حراك استثماري كبير غير مسبوق، نتيجة للاستقرار الأمني الكبير الذي تتمتع به المديرية. وتتجه أنظار المستثمرين إلى مديرية تبن لإقامة مثل هذه المصانع، بناء على محفزات تبدو أكثر أهمية من الاستقرار الأمني، وبل وعامل جذب، وهو توفر المياه في المديرية، التي تعد عنصراً أساسيا لاستمرار ونجاح مشروعاتهم.
وتحمل تصريحات وتحركات المسئولين في السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية رسالة للمستثمرين في الداخل والخارج بضرورة الاستثمار داخل المديرية.
وتتزايد دعوات المستثمرين، الذين أقاموا مشاريعهم في المديرية، وحققت نجاحاً ملموساً دون عراقيل أو عوائق، تتزايد يوما بعد يوم لنظرائهم رجال المال والأعمال للاستثمار وإقامة أعمالهم ومشاريعهم في مديرية تبن خصوصاً ومحافظة لحج عموما.
مشيرين إلى تميز المحافظة والمديرية بكثير من الفرص الاستثمارية وتسهيل لا نظير له في باقي محافظات الجمهورية.
وهي الدعوات التي ترسو في قناعاتها على واحدة من أهم مرتكزات ومقومات الاستثمار وهو الوضع الأمني، الذي يؤكد مستثمرون بأنه أصبح آمن ولا يوجد خوف على أموالهم، فضلاً عن التسهيلات التي قالوا أنهم وجدوها من قبل السلطات المحلية، وتبشر بخير لهذه المحافظة.
وتأتي دعوات المسئولين للاستثمار في مديرية تبن من اعتبارها مديرية تتمتع بالعديد من مميزات ومقومات العمل الاستثماري.
وخصوصاً بعد قيام عدد من المستثمرين بالعمل الاستثماري داخل المديرية عقب حرب مليشيات الحوثي وصالح الأخيرة على محافظات الجنوب العام 2015م.
وسبق لأحد المستثمرين القول، ودون مبالغة حد إفادته، بأن مديرية تبن بها من المقومات ما يؤهلها لأن تكون منطقة صناعية تنافس المنطقة الحرة في عدن.
وكشف مدير عام مديرية تبن/ محسن جعفر السقاف بأن المديرية خلال الأيام القادمة ستشهد افتتاح العديد من المصانع والشركات، ورفد السوق المحلية بمواد صناعية محلية، مع تشغيل العديد من الأيادي العاطلة عن العمل من حملة الشهادات.
وكانت المديرية شهدت أمس الأربعاء افتتاح واحدة من أهم المصانع الوطنية، التي من شأنها تحريك عجلة التنمية، وخلق فرص العمل، واستيعاب الأيادي العاملة المحلية العاطلة في المحافظة.
وأكد محافظ محافظة لحج- الدكتور/ ناصر الخبجي، خلال افتتاحه المصنع الوطني لصناعة شحوم السيارات والمعدات بمديرية تبن، أن مرحلة التعافي في الجانب الاستثماري بالمحافظة بدأت تتشكل تدريجيا يوما بعد يوم كنتيجة طبيعية، بعد بذل الجهود الجبارة وتثبيت الأمن بشكل لم تشهده المحافظة من سابق.
وشدد على أهمية مثل هذه المنشآت الصناعية، التي من شأنها تحريك عجلة التنمية، وخلق فرص العمل، واستيعاب الأيادي العاملة المحلية العاطلة في المحافظة، والتي زادت بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية جراء تدمير العديد من المنشئات العامة والخاصة بسبب الحرب الهمجية التي شنتها مليشيات الحوثي الانقلابية وحليفهم صالح على المحافظة، حد قوله.
وقال أنه أصبح بإمكان رؤوس المال الخاص أن تنشط بوتيرة متسارعة، مستغلة الظروف الجاذبة لرجال المال والإعمال.
موضحاً أن السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات تعمل على تسهيل وتذليل كل الصعوبات التي تعيق تنفيذ المشاريع الاستثمارية، وتتعامل بكل شفافية ووضوح، ووفقا للقوانين الاستثمارية المنظمة لدعم وتشجيع الاستثمار، وإعطاء الفرصة لكل من لديه النية للدخول في هذا المضمار دون تمييز أو انحياز لأحد، سواء ممن كانوا من أبناء المحافظة أو من أي محافظة أخرى.
ودعا محافظ لحج المستثمرين إلى التوجه نحو محافظة لحج واستثمار أموالهم في مختلف القطاعات، واعداً إياهم بأنه سيكون هناك استقبالا ودعما لا حدود له من السلطات المحلية بالمحافظة.
وأضاف: "مكاتب السلطات المحلية بمحافظة لحج مفتوحة للجميع، والعوامل المساعدة متوفرة، ولن نبخل على أحد، فالذي يهمنا هو إحداث نقلة نوعية في الجانب الاستثماري، وتحريك عجلة التنمية المبنية على أسس قوية تهدف إلى تحسين الأوضاع التنموية والخدمية والمعيشة في محافظة لحج".
ودعا محسن السقاف المستثمرين إلى المسارعة بعملية الاستثمار داخل المديرية، وخصوصا في الجانب الزراعي.
وأكد أن المديرية تشهد استقرار أمني كبير، وتعتبر حاضن للاستثمارات المتنوعة، وأن السلطة المحلية سوف تقدم كافة التسهيلات لعملية الاستثمار وخدمة المواطنين.
ونهاية شهر أبريل المنفرط جرى افتتاح مصنع بن دول للصناعات الحديدية بمنطقة الرباط مديرية تبن بمحافظة لحج، والبالغ تكلفته في مرحلته الأولى ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف دولار على مساحة تقدر ب10 فدانات أي أكثر من 42 ألف متر مربع، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 60 طن في اليوم.
وأكد وكيل محافظة لحج/ وضاح نصر عبيد الحالمي، حينها، على أهمية أن تستعيد العملية الاستثمارية عافيتها في محافظة لحج، من خلال توفر المقومات الأساسية المحفزة لجذب المستثمرين، والذي من شأنه أن يدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وإحداث نقلة نوعية في تلبية متطلبات السوق المحلية واستيعاب الأيادي العاطلة من أبناء المحافظة.
وأوضح أن الأساس في إقامة المشاريع الاستثمارية وإقبال رجال المال والأعمال يكمن في مدى توفر الاستقرار الأمني في أي منطقة كانت.
ودعا رؤوس الأموال إلى إقامة المشاريع الاستثمارية الخاصة بهم، مؤكدا الحالمي أن لحج باتت على أهبة الاستعداد لاستقبال المستثمرين.
وقال "لحج اليوم ليست كالأمس، والأمن فيها وصل إلى مستويات لم تعهده المحافظة من قبل، وما نراه من افتتاح العديد من المنشئات الصناعية ما هو إلا دليل قاطع أن محافظة لحج قد استعادت عافيتها وثبت الأمن فيها على أعلى مستوى".
وأبدى وكيل محافظة لحج استعداد السلطة المحلية لتذليل كل الصعوبات التي قد تعيق عملية الاستثمار.
وأضاف: " نحن مؤمنون بضرورة تعزيز الشراكة بين السلطات المحلية والمستثمرين وبما يحقق المصالح المشتركة المبنية على الثقة على طريق التنمية المستدامة التي نسعى إليها جميعا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.