تواصل صحيفة "أخبار اليوم" انطلاق من وإيمانها برسالتها التي دأبت عليها في كشف وفضح انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي، حيث تواصل في حلقتها "الثامنة" استعراض عدد من قصص المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرياً لدى جماعة الحوثي الانقلابية. تعذيب وحشي وظروف بالغة القسوة في السجون، انتشار الأمراض في السجون ومنها "الجرب" و"الإميبيا" و "كوليرا" وذرائع مختلفة للاعتقال وتلفيق تهم للمعتقلين إنها مغول اليمن جماعة الحوثي .. صوتنا أو الموت حيث مئات الآلاف من المواطنين أصبحوا يعيشون في وضع خاص ويخضعون لسلطات أخرى وهي سلطة جماعة الحوثيين المفروضة بقوة السلاح.. فهل يعلم اليمنيون شيئاً عن قوانين هذه الجماعة وممارستها التي تطبق على المواطنين هناك؟ وهل يعلمون عن سجون تمارس فيها أقسى أنواع التعذيب بعيداً عن أعين العالم وبعيداً عن أعين المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام. الكثير من الناس يعلمون عن الثمن الذي دفعته البلاد جراء سلسلة الحروب التي راح فيها الآلاف من الجنود والمواطنين جراء المواجهات مع الحوثيين.. وكذلك يسمعون عن مساعي الحوثيين للتوسع إلى المدن والمناطق المجاورة وعن الحروب مع القبائل والمخالفين.. هل في سجون الحوثيين مخفيون قسرياً ومعتقلون يتعرضون للتعذيب؟ الإجابة بنعم هنا تحتاج إلى قدرة وتمكن للنفاذ إلى السجون أو مقابلة من خرجوا منها وحتى لو وجدت هؤلاء فرجال القبائل لديهم قدرة مخيفة على احتمال الألم كقدرتهم على احتمال هذه الجغرافيا القاسية.. قد يعترف لك أنه كان معتقلاً، لكنك أن سألته عن التعذيب يرد بكبرياء إنه كان يسمع من يعذبون في الغرف الأخرى وهو في المعتقل، معتقداً أنه إن اعترف لك فسوف تنتقص من قدره لكنه إن اطمئن إليك يبوح لك بما لا تحتمل سماعة من وحشية التعامل داخل المعتقلات ولعل أكبر تهمة في المحافظة هي التمرد على الحق الإلهي لحماة الشعار في حكمك. موت تحت التعذيب في جريمة جديدة، لواحدة من جرائم، قتل المدنيين، تحت وطأة التعذيب، في سجون الحوثيين، في اليمن، توفي يوم الأيام السابقة، مدير إدارة التعليم، بمكتب التربية، بمحافظة صعدة، مجلي عبد الله فرحان، بعد تعرضه لعمليات تعذيب مستمرة، في سجون الميليشيات الانقلابية. وقالت مصادر محلية إن الحوثيين اختطفوا فرحان، بداية انطلاق عاصفة الحزم، وأخضعوه، لعمليات تعذيب وحشية، حتى أعلن عن وفاته مؤخراً. وأوضحت المصادر أن الحوثيين قاموا بتسليم مجلي إلى أسرته ميتاً، معللين أنه مات نتيجة إصابته بجلطة، لكن أقرباءه أكدوا أنه توفي تحت وقع تعذيب الحوثيين، له، لنحو عامين، وعادة ما يقوم الحوثيون بالتستر، على ضحايا تعذيبهم بالسجون، ويمارسون ضغوطاً على ذويهم، لعدم معرفة ملابسات وفاتهم. ضرب وكيّ بالنار أحد الصحفيين، حيث روى أنه تعرض للضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية حتى أغمي عليه أكثر من مرة، وأن قدمه وساقه اليمنى كسرتا من شدة الضرب والتعذيب، مشيراً إلى أنه شاهد- خلال فترة وجوده في السجن- عشرات المختطفين تعرضت أجسادهم للكيّ بالنار. وقال: أثناء جلسة استماع إن الحوثيين مارسوا بحقه شتى أشكال التعذيب النفسية والجسدية، غير أن أنواعاً من التعذيب النفسي الذي تعرض له في المعتقل كان وقعها عليه أشد وأقوى من الجسدي، مبينًا أنه كان يشعر بالموت كل لحظة. التعذيب النفسي وأشار إلى أن الحوثيين كانوا ينقلونه خلال ساعات الليل بعيدًا خارج المعتقل، بعد تغطية عينيه وتقييده وإيهامه أنهم بصدد إعدامه، وكانوا يشهرون أسلحتهم ويضعون فوهات بنادقهم فوق رأسه، في حين يطلق آخرون النار في الهواء إمعاناً في إرهابه. وأضاف إن الحوثيين كانوا يقولون له: "أنت الآن في المكان الذي قتل فيه زميلاك قابل والعيزري، وستموت كما ماتا هنا تحت القصف"، في إشارة منهم إلى صحفيين آخرين اللذين عُثر على جثتيهما في وقت سابق بعد خمسة أيام من اختطافهما من قبل مليشيات الحوثي. الموت بالتعذيب وقال أحدهم إنه تعرض للضرب والتعذيب في رأسه حتى فقد شبكية العين، لافتًا إلى أنه تعرض للضرب في أسفل العمود الفقري، وأن آثار التعذيب ما زالت موجودة على جسده حتى اليوم. وفي السياق ذاته، أوضح أحدهم أن الحوثيين كانوا يضربونه بالهراوات والكابلات والعصي الكهربائية بعد تكبيله وتعليقه على أخشاب خاصة بالتعذيب، مشيرًا إلى أنهم عذبوه أثناء جلسات التحقيق معه ونزعوا أظفار الأيدي والأرجل. وتحدث مرافق لأحد المختطفين أنه شاهد أحد المختطفين فارق الحياة وكان يطلب من الحوثيين إعطاؤه شربة ماء، لكنه توفي وهو يصرخ: "أريد ماء، أسعفوني"، مشيرًا إلى أنه تم إسعافه إلى المستشفى الأهلي الحديث؛ لكنه توفي هناك وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده. جريمة أخرى وتشير تقارير مؤسسات حقوقية في اليمن إلى رصد مئات من حالة تعذيب داخل سجون مليشيا الحوثيين خلال الأعوام الماضية؛ منها 99 لتعذيب حتى الموت، بالإضافة إلى استخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية بوضعهم في ثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة تعد أهدافًا للقصف الجوي من مقاتلات التحالف العربي. جراحات أثناء التحقيق وأكد أحد الناشطين أن 14 ألف يمني تعرضوا لجريمة الاختطاف، وفق إحصائيات وزارة حقوق الإنسان، لا يزال نحو 3500 منهم خلف القضبان حتى اللحظة، في حين لا يزال نحو 500 في قائمة الإخفاء القسري منذ نحو عامين. إطلاق الرصاص على الأطراف، قال الناشط إن شهادات المختطفين المفرج عنهم جاءت مطابقة لما رصدناه من أساليب تعذيب داخل سجون الحوثيين، مع تأكيدهم أنهم خرجوا من المعتقل بعد دفع ذويهم مبالغ مالية؛ وهذه "جريمة أخرى بحد ذاتها ترقى إلى حد الاتجار بحريات الناس". وأضاف: من بين أساليب التعذيب التي تم رصدها إلى جانب الضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية والأدوات الحادة مثل السكاكين، هناك أشخاص تم إطلاق الرصاص على أقدامهم وأطرافهم أثناء جلسات التحقيق، ومعتقلون فتحت جراحاً في أجسادهم ثم تعذيبهم من خلالها". وتقوم جماعة الحوثي في اليمن باختطاف المئات من المواطنين بتهمة معارضتهم للانقلاب والزج بهم في سجون خاصة بدون محاكمة أو السماح لأهلهم بزيارتهم، وقد لقي عدد منهم حتفهم إثر عمليات التعذيب الوحشية التي تمارسها جماعة الحوثي ضد المختطفين وسط صمت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. حرمان من استخدام دورة المياه فيما يري أحد الناشطين تعرضه للتعذيب فيقول: تعرضت للاحتجاز 16 ساعة ومعي سبعة من رفاقه بجامعة صنعاء، مؤكداً أن الحوثيين عمموا وسيلة تعذيب لا إنسانية للمعتقلين والمختطفين في سجون الجماعة بلا استثناء، تتمثل في (حرمان المعتقلين من استخدام دورة المياه). (الاعتداء بأعقاب البنادق أثناء الاقتياد إلى السجن). وسائل تعذيب يجيدها الحوثيون عند التعامل مع الطلاب المعتقلين، حسب ما رواه (أحدهم)، مشددًا على سيل من الضرب والعنف اللفظي والشتائم والاتهام بالعمالة لأميركا وإسرائيل، ووصفهم بالدواعش الإرهابيين. الاحتجاز بمواقع مجهولة الاحتجاز بمواقع غير معلومة كارثة متكررة يوميًّا ينفذها الحوثيين؛ فعبد الرحمن احتجز في الاعتقال الأول 16 ساعة في قسم شرطة تابع لوزارة الداخلية بوسط صنعاء، كما أُخذ في المرة الثانية إلى مكان غير معلوم؛ لكونه اقتيد إلى هناك وهو معصوب العينيين. كارثة أخرى يتحدث عنها أي المعتقلات: وهي أحد معتقلات الجماعة، وكان فيلا كبيرة فيها نحو 50 معتقلًا، قائلًا: (ثمة معتقلون في البدروم لم يروا الضوء منذ نحو 3 أشهر). تلفيق التهم تلفيق التهم أيضًا طريقة يجيدها الحوثيون لكل من يعترض على التهم التي يوجهونها للمعتقلين. وحسب أحدهم/ فإن أحد المحتجزين قبض عليه وهو يتناول ما قيل إنه سيجارة حشيش، ورغم إنكار الشخص قال لهم: "اجلدوني ثلاثمائة جلدة وطبقوا الشرع وأطلقوا سراحي" وهو ما رفضه الحوثيون. طالب الإعلام لفت إلى أن أقل شتيمة وجهت له كانت من قبيل (يا عيال الكلاب)، موضحًا أن المحققين الحوثيين كانوا يحاولون جاهدين استفزازه بالشتائم والاتهامات، وأنه كان حريصًا على الحفاظ على رباطة جأشه وعلى محاورتهم بالعقل والمنطق والشراكة في الوطن، على الرغم من أنه كان واضحاً "أنهم مؤمنون تمامًا بأننا مجرد عملاء ومخبرين لدى أميركا وإسرائيل". حرمانه من الزيارة ويتحدث آخر من صنعاء الذي اختطف هو الآخر من قبل ميليشيات الحوثي 3 مرات خلال المسيرات الطلابية، فأكد أنه في المرات الثلاث التي تعرض فيها للاعتقال، لم يسمح له بتلقي زيارات، أو استخدام الهاتف، أو السماح له باستخدام دورة المياه كوسيلة عقابية حوثية. وشدد على أن الحوثيين صادروا متعلقاتهم الشخصية، ونهبوا هواتفهم ورفضوا إعادتها، فضلًا عن أنهم احتجزوه في المرة الأولى هو وستة من زملائه في غرفة ضيقة جدًّا؛ متر × متر ونصف. الرش بالماء البارد في جو قارس آخر يقول: وكان يعمل مصوّرًا صحفيًّا، اختطف مرتين من منزله في صنعاء من قبل ميليشيات الحوثي، قال: "كنت أسمع أنات وصراخ المعتقلين، وأدعو الله ألا أكون التالي"، لافتًا إلى أنه (نام لثلاثة أيام من دون بطانية أو فراش على البلاط)، وأن أدوات التعذيب الحوثية تنوعت وكان منها مثلًا الرش بالماء البارد في ساعات الفجر الأولى. وشملت أدوات التعذيب أيضًا (وجبة طعام واحدة في اليوم، ودخول الحمام لمرة واحدة)، حسب الزكري، الذي يحدث له كل ذلك وهو معصوب العينين، مع وجود مسلح يرافقه رفض أن يسمح له بقضاء حاجته منفردًا! أكد أن المسلحين الحوثيين الذين نفذوا عملية اعتقاله كان معظمهم شبابًا صغير السن في العشرينيات وأصغر، في إشارة إلى عمليات التجنيد التي تقوم بها ميليشيات الحوثي في أوساط الشباب والأطفال، التي أدانتها كثير من منظمات حقوق الإنسان والأطفال.