سيئون.. وقفة احتجاجية تطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرار الأممي الخاص بقحطان    رسميًا.. محمد صلاح يعلن موقفه النهائي من الرحيل عن ليفربول    في اليوم 227 لحرب الإبادة على غزة.. 35562 شهيدا و 79652 جريحا واستهداف ممنهج للمدارس ومراكز الإيواء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    غاتوزو يقترب من تدريب التعاون السعودي    ترتيبات حوثية بصنعاء بعد إعلان مصرع الرئيس الإيراني وتعميم من "الجهات العليا"    أول تعليق أمريكي بشأن علاقة واشنطن بإسقاط مروحية الرئيس الإيراني    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    بن مبارك بعد مئة يوم... فشل أم إفشال!!    الجوانب الانسانية المتفاقمة تتطلّب قرارات استثنائية    لماذا صراخ دكان آل عفاش من التقارب الجنوبي العربي التهامي    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    هجوم حوثي مباغت ومقتل عدد من ''قوات درع الوطن'' عقب وصول تعزيزات ضخمة جنوبي اليمن    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا توقفت المعارك في صرواح؟!
أقسم اللواء الشدادي ألا يعود إلا بعد تحريرها فاستشهد وهو يدافع عن الدين والأرض..
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 08 - 2017

بعد قرابة العام من جمود التحرك العسكري، ومراوحة المعارك مكانها دون تقدم يذكر عادت المعارك في صرواح مجدداً يوم الخميس العاشر من أغسطس والجيش الوطني يكسر هجوماً للمليشيا.
وشنت مقاتلات التحالف العربي غارتان جويتان استهدفت مواقع للمليشيا الإنقلابية في صرواح غرب مدينة مأرب.
وأفادت مصادر ميدانية أن مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش الوطني والمليشيا الانقلابية في جبهة القلب وتبة المطار في مديرية صرواح بمحافظة مأرب.
وذكر موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت» عن مصادر ميدانية أن المواجهات اندلعت بعد محاولة فاشلة قامت بها المليشيا الانقلابية بالهجوم على مواقع الجيش الوطني في جبهة القلب وتبة المطار.
وأضافت المصادر أن قوات اللواء 81مشاه في الجيش الوطني تمكنت من كسر الهجوم الذي قامت به المليشيا، وأجبرتهم على الفرار بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. في السياق ذاته وصلت تعزيزات كبيرة من أفراد الجيش الوطني إلى المواقع الأمامية في جبهة صرواح.
وفي الثامن ومن أغسطس اعترضت منظومة الدفاع الجوي (باتوريوت ) التابعة للتحالف العربي صاروخا بالستيا في سماء مأرب أطلقته مليشيات الحوثي والمخلوع باتجاه مدينة مأرب.
وتطلق المليشيات الصواريخ البالستية بين الحين والآخر باتجاه مدينة ويتم اعتراضه في سماء المدينة. ويقترب عدد الصواريخ البالستية التي اعترضتها منظومة (باتوريوت )التابعة للتحالف من 100صاروخ منذ أواخر العام 2015م.
ومساء الثالث من أغسطس قصفت مدفعية الجيش الوطني تجمعات للمليشيات بصرواح. وقال مصدر ميداني لمركز سبأ الإعلامي إن مدفعية الجيش استهدفت تجمعا للمليشيات بصرواح غرب مأرب. وأضاف المصدر أنه تم رصد تلك التجمعات وتم استهدافها ,مؤكدا سقوط قتلى وجرحى.
وفي الثلاثين من يوليو قال مصدر ميداني أن الجيش الوطني أحبط محاولة هجوم للمليشيات بجبهة صرواح. وأضاف أن عناصر المليشيات شنت هجوما على مواقع للجيش الوطني بصرواح وجرى التصدي له وفرار عناصر المليشيات مخلفة قتلى وجرحى. وأشار إلى أن الاشتباكات استمر لقرابة 15 دقيقة ولم تصمد المليشيات وفرت بعد تكبدها خسائر فجراً. وكانت غارة استهدفت تجمعا وآليات للمليشيات مساء التاسع والعشرين بجبهة صرواح موقعة قتلى وجرحى وتدمير آلية عسكرية.
ومساء الثامن والعشرين من يوليو قصفت مدفعية الجيش الوطني مواقع وتجمعات للمليشيات بجبهة صرواح. وقال مصدر ميداني ل"مركز سبأ الإعلامي "أن مدفعية الجيش استهدفت تجمعات للمليشيات على أطراف سوق صرواح.
وأكد سقوط قتلى وجرحى من المليشيات. كما أشار المصدر إلى أن المدفعية استهدفت مواقع متفرقة للمليشيات عقب وصول تعزيزات إليها.
وفي الثاني من يوليو استهدفت غارة لطيران التحالف العربي تعزيزات عسكرية للمليشيات بجبهة صرواح. وقال مصدر عسكري لمركز سبا الإعلامي أن الغارة دمرت اثنين أطقم عسكرية محملة بعناصر وذخائر للمليشيات الانقلابية ومقتل تلك العناصر بمنطقة "الروابي " شمال غرب صرواح. وأشار إلى أن التعزيزات كانت في طريقها للمليشيات باتجاه الملتقى شمال غرب صرواح بمحافظة مأرب.
وفي الأول من يوليو أحرقت غارات لطيران التحالف العربي معدات عسكرية تابعة للمليشيات بجبهة صرواح. وقال مصدر ميداني أن الطيران استهدف عدد من مواقع المليشيات واحرق طقما عسكريا، ومضاد للطيران وأسلحة متوسطة بينها 2عيارات 12/7 كانت تستخدمها المليشيات في استهداف مواقع الجيش الوطني في المواقع بين هيلان وجبل مرثد.
وأشار المصدر إلى أن الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني تواصل عملية نزع الألغام التي زرعتها المليشيات الانقلابية في المناطق التي حررها الجيش شمال غرب صرواح.
وفي السابع والعشرين من ينوي استمرت المعارك العنيفة بجبل مرثد الاستراتيجي شمال غرب مأرب. وقال مصدر ميداني أن المعارك مستمرة في جبل مرثد الاستراتيجي الذي المطل على مركز مديرية صرواح. وأضاف أن الجيش الوطني وصل إلى قمة جبل مرثد وتحرير أجزاء منه، فيما ظلت الاشتباكات مستمرة لاستكمال عملية التحرير بإسناد جوي لطيران التحالف العربي. وأكد ان خسائر المليشيات كبيرة خلال المواجهات. وتكمن أهمية جبل مرثد أنه يطل على مركز مديرية صرواح غربي مأرب. يذكر أن مساحة جبل مرثد تزيد عن سبعة كيلو متر.
وفي الرابع والعشرين من مايو كانت المعارك قد تجددت في صرواح ومصرع 12 وأسر 4 من الانقلابيين
بمعارك ضد القوات الحكومية والمقاومة الشعبية في مديرية صرواح غرب مارب (شرق العاصمة صنعاء).
وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية إن المعارك تجددت بين الطرفين في الوقت الذي شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، ثلاث غارات على مواقع الحوثيين في المديرية.
وأوضح إن الحوثيين وقوات صالح شنوا هجوماً على موقعين للقوات الحكومية جنوب مركز مديرية صرواح.
وأضاف إن القوات الحكومية والمقاومة صدت الهجوم، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، بينما استهدفت غارتين مواقع الجماعة المسلحة، وغارة استهدفت تعزيزات الحوثيين في مدخل المديرية الغربي، كانت قادمة من العاصمة صنعاء.
بوابة النصر الجديدة نحو صنعاء التي أهملتها الشرعية
باستعادة معظم مناطق مديرية "صرواح" غربي مأرب، وسط اليمن، كانت القوات الحكومية اليمنية فتحت بوابة جديدة نحو تحرير العاصمة صنعاء من قبضة مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح..
وتكمن أهمية مديرية "صرواح"، في أنها آخر معاقل المتمردين الحوثيين غربي محافظة مأرب، وفقاً لمراقبين، يوضحون أنه بتحريرها تكون القوات الحكومية قد تجاوزت المحافظة، باتجاه "خولان" أولى مديريات العاصمة صنعاء، المحاذية لمأرب من جهة الشرق..
ووفقاً للمعطيات على الأرض، فإن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، الموالية للحكومة، تواجه مقاومة شرسة من "الحوثيين" الذين يتمترسون في جبال وعرة بمديرية "نهم"، (محافظة صنعاء)..
الأمر الذي حدا بها لاستحداث جبهة قتالية جديدة في "صرواح" للتخفيف على جنودها في "نهم"، واستنزاف مقاتلي "الحوثيين" على عدة جبهات.
وتكمن أهمية مديرية "صرواح"، في أنها آخر معاقل "الحوثيين" غربي محافظة مأرب، وبتحريرها تكون القوات الحكومية قد تجاوزت المحافظة، باتجاه "خولان" أولى مديريات العاصمة صنعاء، المحاذية لمأرب من جهة الشرق.
كما أن "صرواح" كانت معقلاً مهماً ل"الحوثيين" بعد تهجير سكانها وتحويلها لمنطقة عسكرية، ومستودعاً لإمداد المقاتلين في مناطق "هيلان" و"المشجح" (غربي مأرب)، وبالتالي من يسيطر عليها يستطيع التحكم بخطوط إمداد "الحوثيين"، وفقا للمصادر.
وقبيل مغادرة مناطق واسعة في "صرواح"، لجأ "الحوثيون" إلى زراعتها بمئات الألغام، الأمر الذي حد من التقدم بوتيرة أسرع للقوات الحكومية ، غير أن فرقا متخصصة أزالت وفككت العديد من هذه الألغام خلال الأيام الماضية.
ومطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الجيش اليمني بدء عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "نصر2" لتحرير "صرواح"، بمساندة من قوات "التحالف العربي."
واستطاعت القوات الحكومية، السيطرة على العديد من المواقع في "صرواح" بينها المطار العسكري للمدينة وسلسلة جبال "أتياس"، وهي مواقع مهمة كان "الحوثيون" يتمركزون فيها.
وتولي القيادات العسكرية اليمنية جبهة "صرواح" اهتمام كبيرا، فتشهد المنطقة زيارات مكثفة من تلك القيادات إضافة إلى أن وحدات عسكرية حديثة التدريب التحقت بها، حد تقرير نشرته "الأناضول".
وبدأت حينها ترتفع وتيرة مخاوف "الحوثيين" من الجبهة الجديدة التي تشهد قتالا أشد ضراوة من حيث القوة والتخطيط من جبهات سابقة، حيث تمكنت القوات الحكومية من استعادة عدة مناطق مهمة في صرواح خلال ساعات قليلة فقط.
توقف المعارك مع رحيل بطل الجمهورية الثانية
بعد استشهاد اللواء عبد الرب الشدادي- قائد المنطقة العسكري الثالثة في السابع من أكتوبر العام 2016م، توقفت المعارك في مديرية صرواح تحديداً ومحافظة مأرب على وجه العموم.
اللواء عبد الرب الشدادي قائد المنطقة العسكري الثالثة، الرجل الذي رأى النجاة في التمسك بشرفه العسكري حين كان يراه الجميع انتحاراً.
عينه الرئيس هادي مؤخراً قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة، وعرف بمواقفه الحازمة، والقوية تجاه أي تجاوزات سواء من قبل الجنود أو المواطنين.
وعندما سيطر الانقلابيين (الحوثي والمخلوع صالح) على صنعاء وبدئوا باجتياح المحافظات كان "الشدادي" قائد المنطقة العسكرية الوحيد الذي لم ينحن لرياح القتلة.
وكان الشدادي يقود قوات الجيش الوطني خلال المعارك الدائرة في صرواح ضد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، وقتل وهو في النسق الأمامي لجبهة الجيش في مديرية صرواح غرب مأرب.
خاض الجمعة، إلى جانب جنوده كبرى المعارك بصرواح، فَقَدَ خلالها اثنين من كبار قادته هما "خالد مقري" و"مبخوت العرادة"، ليلتحق بهما بعد بضعة ساعات من استشهادهما.
ينقل "عبدالله القادري"، وهو صحفي رافق الشدادي في كثير من تنقلاته، أن الرجل منذ انطلاق العملية العسكرية "نصر2" لم يعد إلى المدينة أو إلى منزله..
وهو ما أضطر الوفد الحكومي وعلى رأسه نائب الرئيس اليمني "علي محسن صالح"، إلى زيارته في جبهات القتال بصرواح.
بحسب القادري في شهادته ل"يمن مونيتور"، أن الرجل كان لا ينام إلا ساعة أو ساعتين بالليل، لينطلق كل صباح لتفقد وحداته العسكرية المرابطة في المعركة وترتيب صفوفها ووضع الخطط العسكرية.
"يعتبر الشدادي هو الدينمو المحرك للمعركة، يتنقل من موقع إلى موقع، من المقدمة إلى الدعم اللوجستي، إلى المدفعية، إلى تموين": يقول القادري.
ويضيف "يوم عيد الأضحى زاره نائب الرئيس "علي محسن صالح "، وقيادات المقاومة لاقناعه بالعودة إلى مواقع متأخرة قليلاً للراحة، لكنه رفض رفضاً قاطعاً، وقضى عيده بين الكتائب والصفوف الأمامية هناك.
مساء الجمعة السابع من أكتوبر، أصابت قذيفة هاون أطلقها الحوثيون موقعاً متقدماً للجيش يرابط فيه القائد الشدادي، ما أدى إلى استشهاده وبعض رفاقه..
لينشر، بعدها بلحظات، مركز القوات المسلحة اليمنية على "تويتر" بيان النعي كالتالي: الجيش الوطني ينعي استشهاد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبد الرب الشدادي أثناء قيادته لمعارك التحرير في جبهة صرواح غرب مأرب.
برحيل اللواء عبد الرب الشدادي، يكون الجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" قد خسر واحداً من قياداته الميدانيين، الذين حافظوا على شرفهم العسكري وانحازوا للشعب في أحلك الظروف.
قائد من خامة الكبار قضى موعده مع حلمه باكراً بالنصر أو الشهادة وأنجز وعده.. فكان رجلاً في وطن ووطن في رجل واقفاً في وجه الانقلاب ويشعل روح المناسبات الوطنية في عز الظلام..
القصة الكاملة أنه أمضى حياته كاملة مناضلاً بالبزة العسكرية والموقف، ومؤخراً فضل أن يرحل بها.. بعد أن صنع رجالاً ليكملوا الانتصار للجمهورية ضد الانقلاب..
في ذات التاريخ الذي استشهد مفجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ضد الكهنوت الإمامي/ علي عبد المغني، وبالقرب من ضريحه رحل حارس الثورة اللواء/ عبد الرب الشدادي، مدافعاً عن الجمهورية في.. الثامن من أكتوبر 2016م..
في مارس/ آذار 2011، تولى عبد الرب الشدادي، القائد العسكري المنحدر من مديرية العبدية غربي مأرب قيادة إحدى الكتائب العسكرية التي أوكلت لها مهمة حماية الحزام الأمني حول ساحة التغيير بصنعاء..
لم يكن يدري ما الذي سيحدث له حين خالف الأوامر في مارس 2011.. وقاد بنفسه الكتيبتين التي أمر علي صالح بتحركهما من معسكر 72 حرس جمهوري لاستلام الحزام الأمني حول ساحة التغيير بصنعاء..
خالف هذا الضابط الأوامر حينها لأنه كان يعلم أن علي صالح يريد استخدام الكتيبتين في فض الاعتصام، فرفض أمر وزير الدفاع الذي كلّف ضابط مضمون الولاء لصالح وتولّى قيادة الكتيبتين بنفسه.
في مجزرة كنتاكي التي حدثت في شهر سبتمبر 2011م أصيب اللواء عبد الرب الشدادي، وأسعف إلى المستشفى، لكنه لم يبقى هناك وسرعان ما عاد إلى موقعه لحماية الثوار..
كل رصاصة كان الشدادي يقترب معها في وجه الموت وجها لوجه.. كان ممن انحازوا لخيارات الشعب في وقت مبكر.. في فجر الربيع العربي اختار الثورة السلمية وانحاز للوطن ضد المارق صالح..
يقول:" ثورة 11 فبراير منعطف تاريخي عظيم، لكنها تعرضت للمؤامرة.. وعلي عبد الله صالح ومن معه خطط لإفشالها"..
يضيف:" فبعد أن سلم السلطة لعبد ربه منصور هادي، اجتمعوا وأقروا خطة إفشال الدولة، حتى يقولوا ماذا فعلت الثورة وماذا أتت به؟! سوى الفشل والخيبة"..
في واحدة من المفارقات التي تجسد إنسانية هذا القائد أن ضابطا في الأمن المركزي، الذي كان يعتدي على شباب الثورة بموجب أوامر يتلقاها من نظام صالح، تم القبض عليه من قبل جنود حماية الساحة..
طلب منهم الضابط أن يسلموه إلى الشدادي.. وحين أتوا به تفاجأ الشدادي أنه زميله ويعرفه جيداً.. فما كان منه إلا أن يعفي عنه، ويطلب منه العودة إلى بيته..
يقول الشدادي:" قلت له لا أريد منك إلا شيء واحد، أن تذهب إلى بيتك، لن نقتلك ولن نفعل بك شيئاً، نحن سلميين.."..
بالفعل استمع الضابط لنصيحة الشدادي وذهب إلى البيت.. يضيف الشدادي:" ولم يعد على الأمن المركزي حتى نهائياً"..
كان ضمن القيادات التي أعلنت ولاءها لثورة الشباب وعلى رأسهم "علي محسن صالح" أبرز رفاق الشدادي..
لكن الأخير عاد إلى مسقط رأسه "مأرب" بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، ليتولى في ال8 من أبريل/ نيسان قيادة المنطقة العسكرية الثالثة (مقرها مدينة مأرب)، وقائداً للواء 13 مشاه، وتم ترقيته وفقاً للقرار الجمهوري، إلى رتبة لواء.
يعتبر اللواء الركن عبدالرب الشدادي من أبرز القيادات العسكرية الرفيعة وأشجعها حيث ساهم بفعالية بالمعارك في تحرير مأرب.
قاد الشدادي المعارك في مأرب، وبحنكته وفقاً لشهادات مقربين منه، استطاع أن يصد أشرس الزحوفات العسكرية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق "صالح"، على المحافظة النفطية شرقي البلاد.
منذ السادس من سبتمبر/ أيلول الماضي، رابط الشدادي في منطقة صرواح، آخر معاقل الحوثيين غربي مأرب، حيث تدور معارك ضارية مذ ذاك.
رفض الرجل نصائح جنوده وقيادة الجيش، وحتى نائب الرئيس اليمني ورفيق دربه "علي محسن صالح" الذين حاولوا مراراً، وفقاً لمصادر "يمن مونيتور"، أن يقنعوا الرجل بالعودة إلى الصفوف المتأخرة حفاظاً على حياته، لكنه قرر خوض المعركة بنفسه.
وحسب المصادر، فقد "أقسم الشدادي ألا يعود إلى المدينة إلا بعد تحرير صرواح أو "الشهادة" في سبيل الدين والوطن"..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.