ذكرت مصادر إعلامية في سوريا أن المعارضة المسلحة أسقطت أمس الثلاثاء طائرة حربية تابعة لقوات النظام من طراز "ميغ 21" بوادي محمود في ريف السويداء الشرقي جنوبي البلاد، وقالت المعارضة إنها ألقت القبض على الطيار وهو بحالة جيدة، مشيرة إلى أن الطائرة أسقطت في مناطق سيطرتها. ونقلت وكالة رويترز عن سعد الحاج المتحدث باسم جيش "أسود الشرقية" أن المعارضة أسقطت طائرة النظام باستخدام مدافع مضادة للطائرات في وادي محمود بريف السويداء الشرقي، ويجاور هذا الريف الأردن في جبهة تمكن فيها الجيش السوري النظامي في الفترة الأخيرة مدعوما بمليشيات مسلحة من السيطرة على نقاط تفتيش ومواقع حدودية الخميس الماضي. من جانبه، قال متحدث باسم قوات "الشهيد أحمد العبدو" -لوكالة الأنباء الفرنسية- إن فصيله أسقط الطائرة واعتقل قائدها الذي أصيب بجروح ويتلقى العلاج الضروري، وأضاف فارس المنجد المتحدث باسم هذه القوات أنه ستتم معاملة قائد الطائرة وفق القانون الدولي. وأفادت شبكة شام -نقلا عن مصادر إعلامية من الجيش الحر- بأن مسلحي المعارضة استهدفوا الطائرة بمضادات من عيار 23 ملليمتر وتمكنوا من إصابتها أثناء تنفيذها غارات على أطراف مخيم الرويشد في البادية بالقرب من الحدود السورية الأردنية. ويشهد ريف السويداء الشرقي معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام والمليشيات التي تقدمت في المنطقة بدعم جوي مكثف، وسط تصد كبير لفصائل الجيش الحر على محاور عدة من البادية السورية منها محروثة والفكة بعمق البادية وفي ريف السويداء الشرقي عبر محور سد الزلف ومحيطها، والتي تقدمت إليها قوات الأسد بدعم جوي كبير. وكان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوبسوريا قد بدأ منتصف يوليو/تموز الماضي، ويشمل ريف السويداء الغربي وأجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة، وذلك بين الأطراف المتصارعة وهي: قوات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وبين فصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن الجبهة الجنوبية. وفي سياق أخر قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان غير الحكومية إنها سجلت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي خمس مرات، بعد الهجوم الذي استهدف مدينة "خان شيخون" بريف إدلب في أبريل/نيسان الماضي. وأضاف تقرير صادر عن الشبكة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها أنه جرى توثيق هذه الهجمات الكيميائية الجديدة التي شنها النظام السوري على مواقع للمعارضة في دمشق وريفها. وقالت الشبكة إن النظام السوري لم يتوقف عن استخدام الأسلحة الكيميائية بعد قصف الإدارة الأميركية مطار الشعيرات العسكري بريف حمص، وهو القاعدة التي أقلعت منها الطائرات التي شنت الهجوم على خان شيخون. ولاحظ التقرير أن النظام السوري بات ينفذ هجمات كيميائية صغيرة لا تخلف عددا كبيرا من الضحايا مخافة أن تلفت الهجمات الكبيرة أنظار العالم و"تحرج صنَّاع القرار وتدفعهم إلى التحرك ضده". وقالت الشبكة إن الهجمات الجديدة الموثقة استخدم النظام في معظمها قنابل يدوية محملة بغاز يُعتقد أنه غاز الكلور، خلال عملية التقدم العسكري على جبهات يسعى النظام لانتزاع السيطرة عليها من فصائل المعارضة المسلحة. وكان النظام السوري شن في 4 أبريل/نيسان الماضي هجوما كيميائيا على مدينة خان شيخون بريف إدلب أدى لمقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال، تبعه إدانات دولية واسعة، ورد أميركي بالهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية التي يستخدمها النظام بريف حمص. وبحسب التقرير، فقد بلغت حصيلة الهجمات الكيميائية منذ مارس/آذار 2011 حتى 31 يوليو/تموز 2017، أكثر من 207 هجمات أدت إلى مقتل 1420 شخصا، منهم 1356 مدنيا، من بينهم 186 طفلا و244 امرأة، و57 من مقاتلي المعارضة، و7 أسرى من قوات النظام بسجون المعارضة، في حين أصيب ما لا يقل عن 6672 شخصا.