حتى لا يأتي العيد وهو بدون ملابس جديدة عجز والده عن شرائها له ليتباهى بها بين أقرانه ورفاقه الأطفال، لم يجد الطفل "عمار محمد"، من مدينة تعز، وسط اليمن، وسيلة سوى الانتحار.. فوالده الموظف الحكومي لم يتسلم مرتبه منذ عشرة أشهر، كغيره من موظفي مدينة تعز البالغ عددهم 67 ألف موظف في القطاع المدني يعانون من فقدان مصدر دخلهم الوحيد، نتيجة توقف مرتبات الموظفين المدنيين محافظة تعز.. وأقدم طفل يدعى عمار محمد على الانتحار شنقا قبيل العيد بمدينة تعز وسط اليمن. وقالت مصادر مقربة من أسرة الطفل أن الطفل عمار محمد أقدم على الانتحار شنقا عن طريق ربط قطعة قماش على عنقه في سطح منزله ليغادر الحياة. ورجح المصدر بحسب حديث أسرته إلى أن الطفل أقدم على الانتحار بسبب خوفه من الظهور أمام أقرانه الأطفال صبيحة يوم العيد بملابس رثة لعدم قدرة أسرته على شراء ملابس جديدة. ولفت المصدر إلى أن الأسرة تعاني بصمت من حالة فقر متقع بسبب انقطاع الرواتب منذ عشرة أشهر. وتعيش مئات الأسر في مدينة تعز أوضاعا مأساوية صعبة بسبب انقطاع الرواتب منذ مايقارب عام. عيد موجع وجع جديد يضاف إلى قائمة أوجاع المدينة المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، والتي لايقل جرمها عن تجاهل الحكومة الشرعية وتنكرها لهذه المدينة الصامدة في وجه الانقلاب، دافعة ضريبة موقفها هذا ثمناً باهظاً.. ومر عيد الأضحى المبارك، على أهالي مدينة تعز، خلال عامين من الحرب، وهم مثقلين بالهموم والأحزان والآهات، بسبب الحرب، التي وزعت أوجاعهم، بين فقير، ونازح، ومكلوم، مرّ تاركاً خلفه آهات ثكلى، وجرح مشرّد، ودمعة طفل. وهاهو اليوم يمر مجددا في نسخته الثالثة، حاملا معه هموما جديدة، ربما أبرزها هم أضحية العيد والتي تشكل حرب من نوع أخر، للمواطن محدود الدخل، إضافة إلى الموظفين المتوقفة رواتبهم منذ أكثر عشرة أشهر. أفراح مبتورة وعلى الرغم من الحالة المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب، وفي مقدمتها أزمة توقف رواتب الموظفين، منذ قرابة عشرة أشهر، إلا أن أسعار الأضاحي، هذا العام، مرتفعة بشكل كبير جدا، مقارنة مع الأعوام السابقة، ولم يشفع الوضع المأساوي هذا في تحفيز الأهالي للشراء. الدكتور الجامعي محمد السامعي يؤكد أن العيد هذا العام ليس كسابقه وان روحه مفقودة نتيجة الأوضاع التي تمر بها اليمن مضيفا أن مظاهر العيد لدى السكان المحليين في مدينته تعد تقتصر على التهاني والتبريكات التي يتبادلونها بينهم، خالية من أي أجواء الفرح كما كانت في سنوات ما قبل الحرب. عيد بلا متنفسات أم ريان تقول أن مدينة تعز تعيش أوضاعا صعبة بسبب الحرب وأكدت أن كل تلك المعطيات ساهمت في غياب مظاهر العيد، فلا متنزهات ولا حدائق حاضرة، وانحسرت الرحلات التي اعتادت العائلات التعزية على تنظيمها مع حلول الأعياد، بالإضافة إلى أن أطفال تعز باتوا محرومين من الاستمتاع واللهو بهذه الفرحة؛ بفعل الحرب والقصف العشوائي على الأحياء السكنية. لقد غيبت الحرب الكثير من طقوس العيد التي كان الجميع يحرص عليها في مثل هذا الوقت من كل عام، تماما كما غيبت حكومة الشرعية رواتب الموظفين، ليبتلع أهالي المدينة اليوم غصة في حلوقهم، تطرح سؤال عريض مفاده إلى متى؟. كابوس العيد للعام الثالث، استقبلت مدينة تعز، وسط اليمن، عيد الأضحى وهي تعاني تداعيات الحرب والحصار، وأطل على سكانها مثل كابوس وهم مطاردون بأزمات لا تهدأ، في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية.. ابتلع غالبية سكان المدينة غصة في حلوقهم، وأنستهم الحسرة على أوضاعهم الأيام والمناسبات لتمر دون اهتمام أو احتفاء بها.. عيد ثالث، بنكهة الرصاص وأصوات المدافع التي أزاحت مرح الأطفال ومشاكساتهم البريئة المزينة أجواء المناسبة بحضورها، مر على أبناء تعز، وسط غياب المعايدات والتهاني.. في تعز، الكثير من الأسر، لم تتمكن، بسبب الظروف المعيشية الصعبة والمتدهورة، من التحضير للعيد، لأنها بالكاد تقاتل من أجل الحصول على القوت الضروري. ولا تزال الحرب- التي تشنها مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مدينة تعز جنوبي اليمن- تسرق فرحة العيد من السكان للعام الثالث على التوالي. طقوس غائبة وجاء العيد هذا العام في ظل استمرار التصعيد العسكري والحصار الذي يشهده عدد من أحياء المدينة، وارتفاع معدلات الفقر الشديد بين المواطنين بسبب توقف صرف رواتب الموظفين. وفي حين غيبت الحرب وحصار الحوثيين للمدينة، بهجة الناس بالعيد وإحياء طقوسه المعتادة. سرقت المخاوف الأمنية فرحته من مدينة تعز جنوبي اليمن، إذ يستقبل أهلها عيد الأضحى للعام الثالث على التوالي بمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية. أتي عيد الأضحى المبارك هذا العام فاقداً للبهجة بعد انقطاع مرتبات الموظفين منذ أكثر من إحدى عشر شهراً، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة والتعقيد، جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عامين. وأثرت أزمة الرواتب في تعز على جميع نواحي الحياة خاصة مع قدوم مناسبة العيد، كون الموظف يحتاج إلى مستلزمات كبيرة، منها كسوة العيد وشراء الأغراض المنزلية والحلويات والعيديات للأقارب والالتزامات المنزلية الأخرى، إضافة إلى الديون التي باتت حملًا ثقيلًا على كاهل الموظف. ووقف موظفون حكوميون من تعز عاجزين أمام طلبات أبنائهم الصغار الذين أصروا على ارتداء ملابس جديدة في العيد. ويحمل موظفون الحكومة الشرعية المسئولية بأنها لم تفي بوعدها، كونها المسؤول الأول عن دفع المرتبات، وبالرغم من أن تعز تعتبر محافظة محررة، إلا أن رواتب الموظفين لم تصرف فيها أسوة بالمحافظات المحررة. عيد فقير أطل عيد الأضحى على التعزيين أشد بؤساً حزينا وخاليا من مظاهر الفرحة ودون مشاعر البهجة، وقد باتوا غارقين في الفقر ومطوقين باليأس والإحباط الشديد بسبب إطالة أمد الحرب والحصار على المدينة. واستقبلت مدينة تعز عيد الأضحى للعام الثالث وهي تعاني تداعيات الحرب، وأطل على سكانها مثل كابوس وهم مطاردون بأزمات لا تهدأ، يصارعون الفقر والجوع ويعانون من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتوقف مصادر الدخل، وفاقم ذلك كله توقف رواتب موظفي الدولة للشهر الحادي عشر.