دعا نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن/ علي محسن صالح، قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام إلى اليقظة والاصطفاف مع أبناء الشعب اليمني العظيم في محاربة الحوثيين، منوهاً إلى ممارساتهم ونقضهم للعهود والمواثيق وسجنهم لأحرار اليمن والكثير من قادة الجيش ومصادرتهم لمؤسسات ومقدراتِ الدولة، ونهبهم أسلحة ومعدات ومخزونات القوات المسلحة والمال العام والمعونات الإنسانية لصالح مشروعهم الطائفي. وفي الحفل الخطابي الذي أقيم في مدينة مأرب اليوم السبت بمناسبة الذكرى ال54 لثورة 14 أكتوبر، جدد الأحمر الدعوةَ لمن تبقى من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية برفض دعواتِ المليشيات الطائفية التي تعمل جاهدةً على إنشاء جيش طائفي على غرار الحرس الثوري الإيراني على أنقاض القوات المسلحة اليمنية، وفق تعبيره. وخلال الفعالية التي حضرها ضباط الجيش والأحزاب السياسية، أعرب نائب رئيس الجمهورية عن تقديره لمحافظة مأرب التي احتضنت كلّ اليمن، وكانت السباقة في مقاومة الكهنوت. وقال نائب رئيس الجمهورية "إن مأرب لم تكن إلا قلب الجمهورية وحصنها المنيع فلها كل الشكرِ وكل التحيةِ ولكل مدينةِ ومحافظةِ فتحت أبوابها وقلوب أبنائها لكل اليمنيين". وأكد أن "ثورة ال14 من أكتوبر تُعد أحد أعظم ثورات التحرر في التاريخِ الإنساني وجاءت تتويجاً لنضال الشعبِ اليمني العظيم في وجه الاستعمارِ البغيض، لتتكامل واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتتصل وحدة النضال اليمني الأصيل ضد الاستعمار البغيض والاستبداد الإمامي الظالم". وأضاف "تأتي هذه المناسبة العظيمة والشعب اليمني المناضل والمكافح وجيشه الوطني البطل ومقاومته الشعبية الباسلة يخوضون غمار حرب مقدسة ضد واحدة من أسوء عصابات التاريخ إجراميةً و ظلامية والمتمثلة في الحركة الحوثية المليشياوية الطائفية التي أرادت أن تعيد عجلةَ التاريخ إلى الوراء وجلبت على أبناء الشعب اليمني في المحافظات التي ترزح تحت سطوتها القمعية ثالوثَ الجهلِ والفقر والمرض". وأكد بأن "التاريخ سيسجل بأحرف من نور عطاءات الدماء الطاهرة الزكية التي انتصرت لحق الشعب اليمني في العزة والكرامة وستظلٌ هذه الدماء والمواقف حاضرةً في الذاكرة الجمعية لأبناء اليمن محفورة بأحرف من نور في سفر التاريخ المجيد للأمة وقضاياها المصيرية". وأشار إلى أن الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي من استهداف لمؤسسات الدولة ودور العبادة والمدارس وتغييبها للآلاف من أحرار اليمن مدنيين وعسكريين وممارستها للإرهاب بأبشع صوره وإقدامها على أسوأ مشروع ظلامي لتغيير الهوية اليمنية وللقضاء على منجزاتِ الثورة التي أعلت من الذات اليمنية وقضت على مشاريع التفتيت الطائفي. وأكد نائب رئيس الجمهورية حرص الشرعية على تحقيق السلام، وقال "سنظل ندعو للسلامِ الذي يحفظ لليمنيين كرامتهم". من جانبه، أكد محافظ مأرب اللواء/ سلطان العرادة، أن ثورة ال14 من أكتوبر تعد واحدة من أعظم ثورات التحرر العربي، حيث فجرها شعب أعزل من السلاح إلا من سلاح إيمانه بحقه في العيش بكرامة وعزة. وقال العرادة "استطاع راجح بن غالب لبوزة ورفاقه الأحرار بعتادهم المحدود وأسلحتهم التقليدية وإمكانياتهم المتواضعة إجبار الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل وجلاء آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967". وأضاف اللواء العرادة "لقد مثلت ثورة أكتوبر منعطفاً هاماً واستثنائياً في تاريخ اليمن المعاصر، قهرت المستعمر وانتصرت للإرادة الشعبية والأهداف العظيمة والقيم الإنسانية النبيلة، وستبقى ذكرى هذه الثورة حية في قلوب الأجيال يستلهمون منها المعاني السامية، وتمنحهم الثقة بقدرة الشعب على تحقيق التطلعات مهما كان حجم التحديات". وتابع العرادة قائلاً "ما كان للشعب اليمني أن يتحرر من أغلال الاستبداد والاستعمار لولا انتصار ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر على الإمامة والمحتل الأجنبي". وأشار إلى أن واحدية ثورتي سبتمبر وأكتوبر في الأهداف والنضال المشترك التي عمل من أجلها الثوار للتخلص من الاستعمار البغيض والحكم الإمامي المستبد واستبدالهما بمشروعهم الحضاري الذي نجحت فيما بعد ممارسات الإعاقة والتعطيل في الحيلولة دون تحقيقه ولو في الحد الأدنى من الطموح الوطني. وأكد محافظ مأرب على حتمية العمل جميعا لاستعادة فكر وجوهر ثورتي سبتمبر وأكتوبر وإعادة الاعتبار لنضالات رواد الحركة الوطنية الأوائل. وقد قدمت في الحفل العديد من الوصلات الغنائية المعبرة عن ثورة 14 أكتوبر وفقرات إنشادية.
