المحرر السياسي -البعث نت أعجب كثيرا عندما أقرأ بعض الانتقادات الحادة والشديدة اللهجة الموجهة من قبل بعض القيادات السياسية وحتى الشخصيات وغيرها للرئيس هادي , بحيث أن كل من يتضرر من التغيير أويفقد مصلحته الخاصة أوالحزبية أونفوذه القبلي او العسكري يتحول إلى ناقدا وناقما ومنظرا بليلة وضحاها في مختلف القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية , ولايترك صغيرة ولاكبيرة إلا وينتقدها , بل ويظهر فيها العيوب والهفوات ويسلط وسائله الاعلامية للخوض في هكذا مكايدات وحملات اعلامية انتقامية حاقدة ومضللة ليس لها صلة بالواقع .. وهكذا هوا الوضع في بلاد السعيدة وفي هذه المرحلة بالذات كل من هب ودب يحمل الرئيس هادي أي فشل أوهفوة قد تحدث هنا أوهناك ويعفي نفسه وحزبه من أي فشل وعلى هذا المنوال يسير كل شركاء أتفاق السلم والشراكة يخرجون أنفسهم مثل الشعرة من العجين من أي مسؤولية ويحضرون عند القسمة والتعيينات فقط . أنهم يمارسون التدليس في قضايا وطنهم وشعبهم دون خوف على الحاضر والمستقبل .. أقول كل الشركاء دون إستثناء لايقدمون نموذجا للشراكة الايجابية التي تعمل بيد واحدة من أجل الاستقرار والتنمية وصرف النظر عن الاطماع الخاصة والمشاريع الصغيرة في هذه المرحلة الصعبة والعصيبة من تاريخ الوطن الكل يغني على ليلاه ؟! مع أن الكل شركاء في السلطةوالثروة والقرار ومتواجدون في قصر الرئاسة وتشكيلة الحكومة وعلى الارض ولم يبق لهم أي مشجب لتعليق الأعذار الواهية . ولاشك أن الرئيس هادي كان يهدف بتوقيع إتفاق السلم والشراكة مع جميع المكونات السياسية إلى تجسيد الشراكة الفعلية وتقاسم الهموم والمعالجات وليس تقاسم المناصب والغنائم والتهرب عن المسؤولية من قبل بعض من ينطبق عليهم المثل المصري الشهير الذي يقول .. جبتك ياعبد المعين تعني ..لقيتك ياعبد المعين تتعان .. !. لقد فهم البعض الشراكة على أنها شراكة بالمغانم والمناصب والقرارات وليست في الهموم والقضايا التي تخدم إستقرار الوطن والمواطن وخدمة الشعب اليمني المظلوم وتؤسس لبناء دولة مدنية حديثة خالية من كافة مظاهر التسلح والهنجمة . الشعب الذي يعاني ويقاسي ويكابد ويناضل من أجل توفير لقمة العيش الكريم يعول الكثير على هذه القوى .. فماذا تعني الشراكة دون أن تكون قضايا الشعب في مقدمة الاولويات .. وأي شراكة لاتخدم الوطن والمواطن لاقيمة لها ولن تجد لها مايبرر بقائها وصمودها وأن غدا لناظره قريب . ان القضية ليست مكايده ودغدغة لعواطف الغلاباء والفقراء و الهنجمة والتباهي بالمظاهر المسلحة في شوارع المدن التي تنتقص من هيبة الدولة وتقلل من احترام المانحين والداعمين الاشقاء والاصدقاء , بل وتدفع المستثمرين للهروب من البلاد . الرئيس عبدربه منصور هادي عمل مالم يعمله غيره وفي زمن قياسي وهاهو يدفع الثمن .. حيث قام بالقضاء على الارهاب وكل قوى التطرف ومراكز النفوذ التي حالت دون بناء دولة مدنية حديثة طيلة العقود الماضية بل وجعلت اليمن في مقدمة الدول الاكثر تخلفا وفسادا في العالم . لماذا لايسلط الاعلام الاهلي والحزبي الضوء على هذه الانجازات والنجاحات التي حققها الرئيس هادي للشعب اليمني , ولليمن الجديد الذي ينشده شعبنا اليمني . هناك اقلام ووسائل اعلام مسعورة تشن حملاتها على رئيس الجمهورية لرفضه الزج بالجيش في صراعات عبثية وتجنيب البلاد حرب اهلية طاحنة وقيامه بتفتيت مراكز القوى والنفوذ القبلي والعسكري التي ظلت متغولة في الدولة ووقفت حجر عثرة امام بناء دولة مدنية حديثة وسيطرت على السلطة والثروة عقودا من الزمن وسخرتها لصالح العائلة والقبيلة على حساب حقوق الشعب والوطن . يجب على كافة القوى والمكونات السياسية ان تجسد مفهوم الشراكة الوطنية الحقيقي قولا وفعلا وليس اقوال وشعارات فضفاضة لاتسمن ولاتغن من جوع . الجميع مطالبون بالعمل بروح الفريق الواحد وتحمل مسؤلياته تجاه الوطن ومعاناة الشعب اليمني وآلامه و متطلعاته . كما ينبغي على اؤلئك الذين فقدوا نفوذهم ومصالحهم واصبحوا جزءا من الماضي التوقف عن تسميم الوطن وتأجيج الاوضاع و اثارة الفتن والصراعات وزرع العراقيل في طريق حكومة الكفاءات والشراكة الوطنية ومقررات مؤتمر الحوار واتفاق السلم وماتبقى من بنود المبادرة الخليجية .