يصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء مساء غداً الأثنين 19/4/2010م عميد الأسرى الفلسطينين في سجون الإحتلال الإسرائيلي سعيد العتبه, وذلك إستجابه لدعوة تلقاها من الأستاذ/ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس جمعية كنعان لفلسطين.وتأتي زياره الأسير العتبه لليمن للمشاركة في الاحتفاء التضامني الخطابي والفني الذي تقيمه الجمعية بهذه المناسبة.هذا ومن المقرر أن يقام الاحتفاء التضامني الخطابي والفني (بمحافظة ذمار) يوم الأربعاء الموافق 21/4/2010م بقاعة وقد دخل الأسير سعيد العتبه موسوعة غينتس العالمية، بصفته أول أسير سياسي في العالم يقضي 30 عاماً في السجن. ففي التاسع والعشرين من شهر يوليو/ تموز الجاري، سعيد العتبة الذكرى الثلاثين لوجوده في الأسر الإسرائيلي، وهي أطول مدة اعتقال في العالم، وليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، حيث أمضى نيلسون مانديلا 26 عاماً، وأمضى قاتل الرئيس الأميركي جون كينيدي 28 عاماً خلف القضبان. وبهذه المدة الطويلة في الأسر يكون الأسير الفلسطيني سعيد العتبة أحق الناس في أن يتذوق طعم الحرية، بعد هذه المعاناة الطويلة في غياهب السجون، ومن حقه أيضاً أن يحفر اسمه في موسوعة غينتس العالمية كأول شخص في العالم يمضي (30 عاماً) من عمره داخل المعتقلات الإسرائيلية. وسعيد وجيه سعيد العتبة هو من مواليد نابلس في الضفة الغربية في 5-1-1951 ينحدر من أسرة فلسطينية مؤلفة من عشرة أفراد (خمس بنات وستة أولاد). وتقول عنه والدته أم راضي، التي كان عمرها حين اعتقاله (45 عاماً)، وأصبح عمرها الآن خمسة وسبعين عاماً: إنني أعيش على أمل الإفراج عنه منذ ثلاثين عاماً، وأتمنى من الله العلي القدير أن يمد الله في عمري حتى أراه وقد تحرر من الأسر. وحول شخصيته تضيف: أنه عاطفي واجتماعي ووطني، تربى في كنف أسرة مناضلة، ورضع حب الوطن من خلال حب والده ونضاله للوطن، وأن والده وأعمامه منير وربحي العتبة تذوقوا ألم السجون ودفعوا ضريبة الانتماء في السجون الإسرائيلية. وحول صفاته الشخصية تقول شقيقته: منذ نعومة أظافره كان شديد الانتماء للوطن يكره الظلم والظالمين، وكان يشارك في المظاهرات والمسيرات منذ عام ,1969 وكان لمعلميه تأثير قوي في شحن الشباب على حب فلسطين، وانفجرت أحاسيسه الوطنية كما تقول شقيقته في أعقاب مجازر السموع وأحداث واد التفاح في نابلس. وفي أعقاب نفي مجموعات من المعلمين الفلسطينيين إلى الخارج، انخرط سعيد في صفوف الجبهة الديمقراطية ينظم المظاهرات ويحشد الجماهير يصنع بيديه أكاليل الزهور، ويشارك بفعالية في تشييع جثامين الشهداء، وكانت القصة المؤثرة أثرت في حياته، قصة الشهيدة لينا النابلسي التي استشهدت العام .1976 وتذكر شقيقته: كان سعيد محور اهتمام الأهل والجيران في الحي الذي يسكن فيه ‘'جسر التيتي'' كونه شخصا مضيافا واجتماعيا، وقبل اعتقاله يقول شقيقه نضال: كانت العائلة تستعد لحفل زفاف شقيقته سهاد، وفي الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة 29-7-1977 وهو يوم العرس، اعتقلت سلطات الاحتلال سعيد ووجهت له تهمة قيادة خلية عسكرية في الضفة والقطاع، وتحضير وتصنيع عبوات ناسفة وتوزيعها على بعض الخلايا العسكرية، إضافة إلى تهمة الاتصال برجال المقاومة. وحكمت عليه إسرائيل بالسجن الفعلي ثلاثة مؤبدات، وتألفت خليته من خمسة أشخاص خرج معظمهم من الأسر بعد انتهاء مدة محكوميتهم، والآخرون خرجوا إثر تبادل الأسرى العام ,1985 وبقي سعيد في الأسر ولم تكتف إسرائيل بهذا الحكم القاسي بل أغلقت إسرائيل بيت العائلة لمدة سبعة عشر عاماً. وبدوره، يقول عمار أبو شرخ، الذي أمضى أربع سنوات من عمره برفقة ‘'أبو الحكم'':إن سعيد مدرسة في النضال، أمضى فترة التحقيق في سجني نابلس ورام الله، وبعد محاكمته في 13-6-,1978 نقلته إدارة السجون إلى معتقلاتها في بئر السبع وعسقلان ونفحة. وتابع ‘'بعد مرور عامين على اعتقاله أعيد للتحقيق معه في سجن جنين، بعد أن اعترفت عليه إحدى الخلايا العسكرية، ثم نقله المحتلون إلى سجن نفحه أمضى فيها عدة سنوات وأمضى سنوات أخرى في سجن الجنيد، وبعد اتفاق أوسلو نقل إلى سجن عسقلان ومازال هناك حتى الآن.ويشير عمار إلى أن إسرائيل تحايلت على المفاوضين أثناء عملية تبادل الأسرى، حيث كان من المقرر أن يتم الإفراج عن 36 معتقلاً من المحكومين بالسجن المؤبد، وفي آخر لحظة تم الإفراج عن النصف فقط وبقي الآخرون ومن بينهم سعيد داخل الأسر''. وحول شخصية سعيد يضيف عمار قائلاً ‘'عشت معه في سجني الجنيد وعسقلان، فكان نموذجاً للأب والأخ والمعلم، وعلى رغم فترة اعتقاله الكبيرة إلا أنه رجل مفعم بالتفاؤل، حساس تربطه مع كافة الأسرى علاقات وطيدة بغض النظر عن الانتماء السياسي''. ويعتبر العتبة من مؤسسي الحركة الأسيرة، وخاض إضرابات السجون كافة حتى أصبح معلماً من معالمها النضالية. أما صديقه عمر عبدالكريم سعد، الذي أمضى معه عدة سنوات داخل السجون فقال: ‘'أبو الحكم'' غريب الأطوار شغوف لمتابعة قضايا الوطن ونابلس تحديداً، يحتفظ بكثير من الصور وخاصة صور الأطفال، صبور لم يصب باليأس أو الإحباط رغم السنوات الطويلة التي أمضاها داخل المعتقلات الإسرائيلية، يتمتع بروح الشباب، ويحب الوحدة، علمنا معنى الصبر وخاصة في فترات الإضراب عن الطعام.وناشد عمر سعد الرئيس محمود عباس الاهتمام بملف الأسير سعيد العتبة عميد الأسرى في ظل الحديث عن تبادل للأسرى، خاصة أن أبو الحكم من دعاة السلام، ويعتبر من أعمدة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني ‘'فدا'' في الوطن، ويحمل صفة عضو لجنة مركزية. يذكر، أن والده توفي بعد أن أصيب بجلطة دماغية أثناء محاولته زيارة ابنه سعيد على أبواب سجن الجنيد، كما حرمت العائلة من زيارته لسنوات طويلة بسبب صعوبة الإجراءات الإسرائيلية، حيث منعت والدته من زيارته أكثر من (6) سنوات متتالية، ولم تسمح لها إسرائيل بزيارته إلا مرة واحدة قبل ستة شهور، وتعيش والدته على أمل الإفراج عنه.أما شقيقه نضال فقد قال: إن أجيالا بأكملها لا تعرف سعيد، فأصدقاؤه أصبحوا أجداد وهو ما زال يحلم بأسره تخفف عنه آلام السجن ويحلم أن يكون له أطفال كباقي البشر بعد (30 عاماً) في غياهب السجون وزنازين الظلم و الاضطهاد.