كشف المركز الإعلامي التابع لشباب الثورة المعتصم بساحة التغيير في العاصمة اليمنيةصنعاء عن قائمة سوداء أولية تضم أسماء من وصفوا ب"البلطجية"، من المسؤولين عن أعمال القتل والقمع والتحريض ضد الاعتصامات والمظاهرات السلمية التي اندلعت قبل عدة أسابيع.وتضمنت القائمة بعض أقارب الرئيس علي عبد الله صالح ومنهم نجله الأكبر قائد الحرس الجمهوري أحمد علي، إضافة إلى رئيس الحرس الخاص طارق محمد عبد الله صالح، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبد الله صالح.كما ضمت القائمة وزير الداخلية مطهر رشاد المصري، ومدير أمن محافظة عدن عبد الله قيران، ووزير الإعلام حسن اللوزي، إلى جانب أسماء أخرى عدتهم القائمة بمثابة القادة الميدانيين للبلطجية، وهم محافظ تعز حمود خالد الصوفي، والأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني، ومحافظ صنعاء نعمان دويد، ومسؤول دائرة الشباب في الحزب الحاكم عارف الزوكا، والقياديان في الحزب الحاكم ياسر الحرازي وعبد الغني جميل.خطوة جريئةورحب ناشطون حقوقيون ومنظمات بالقائمة واعتبروها خطوة جريئة من شأنها أن تسهل الملاحقة الجنائية لهؤلاء المتهمين أمام القضاء الدولي في حال لم يتابعهم القضاء اليمني.ووصف عضو مجلس الأمناء بالمرصد اليمني لحقوق الإنسان محمد المخلافي القائمة بالعمل الجيد الذي سيساعد المنظمات الحقوقية في تحريك الدعاوى أمام القضاء الجنائي الدولي.وقال للجزيرة نت إن الإفلات من العقاب في مثل هذه الجرائم لا يسقط بالتقادم، سواء بالنسبة للمنفذين أو الآمرين بالتنفيذ، حسب ما ينص عليه القانون اليمني والدولي.وكشف المخلافي عن وجود قتل ممنهج ومتعمد ضد التظاهر السلمي منذ عام 2007، لافتا إلى أن عدد القتلى تجاوز مائة شخص حتى الآن، مؤكدا أنه من الضروري تحريك دعاوى دولية الآن ضد المتورطين الذين قال إن يد العدالة في اليمن لن تطالهم مهما ارتكبوا من جرائم.تحرك دوليومن جهته، أعلن مسؤول البلاغات والشكاوى في المنظمة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" عبد الرحمن برمان أن المنظمة بصدد تحريك دعاوى أمام القضاء الجنائي الدولي، لملاحقة الأشخاص المتهمين بجرائم قتل ضد الإنسانية.وأكد أن عملية جمع الأدلة ومراجعة القوانين الدولية بدأت استعدادا لتحريك القضايا، وأن منظمات حقوقية دولية انضمت إلى منظمة "هود" وسيعلن عنها في وقت قريب.وفي تصريحات للجزيرة نت، اتهم برمان القضاء اليمني بالتخاذل وعد سكوته على هذه الاعتداءات بمثابة إباحة لدماء اليمنيين، مشيرا إلى أن الكثير من الشهداء سقطوا في مدينة عدن ولا توجد لهم ملفات في النيابة العامة، التي يفترض أن تتحرك بمجرد علمها بوجود عمليات قتل، على حد تعبيره.واستشهد برمان بقضية عوض السريحي –الذي سقط بالرصاص أثناء مظاهرة سلمية في عدن– حيث خلا محضر جمع الاستدلالات في النيابة من المعلومات الأولية، مثل ذكر اسم القاتل ومكان ووقت الجريمة وكيفية وقوعها، واكتفى كاتب المحضر بعبارة "وصل شخص مقتول إلى المستشفى".القائمة مفتوحةيذكر أن ساحة التغيير في صنعاء شهدت مساء الثلاثاء اعتداءات أسفرت عن جرح 75 شخصا بعد أن تعرضوا لوابل من الرصاص من قوات الأمن و"البلطجية".وأعلن شباب الثورة في بيان لهم أن القائمة السوداء "ستظل مفتوحة لتطال كل من يقف وراء أعمال القتل والقمع والترهيب بحق المسيرات والاعتصامات السلمية في كافة محافظات اليمن"، ووعدوا بملاحقة جنائية للمتورطين.وبدوره انتقد عضو التجمع اليمني للإصلاح المعارض صالح السنباني الاعتداء على الشباب العزل، إضافة إلى ما وصفه ب"تسخير المال العام من قبل الحزب الحاكم لقتل المتظاهرين ورميهم بالرصاص".وقال للجزيرة نت إن مرتكبي هذه الأعمال تحولوا إلى مجرمي حرب باعتدائهم على الإنسانية وحرية الشعوب.