الدور السعودي المفقود في فلسطينهناك حلقة مفقودة عملت جاهداً لإيجادها ولكن يبدو أن هذه الحلقة عصية علىَّ الإيجاد وهي الدور السعودي المفقود فيما يحدث في فلسطين منذ فوز حماس في الإنتخابات التشريعية الأخيرة وتشكيلها الحكومة القائمة بقيادة إسماعيل أبوهنية، والحصار الذي فرض على هذه الحكومة وما زال الى اليوم في ظل صمت عربي وبالأخص «سعودي» أليست هي الدولة التي تدعى تزعمها للدول العربية والإسلامية.وتبنيها القضية الفلسطينية وأخيراً ما يحدث اليوم في فلسطين من إقتتال وتناحر داخلي ضحيته أبناء الشعب الفلسطيني، في ظل صمت وسكون سعودي عما يحدث في فلسطين يجعلنا نتساءل عن حقيقة هذا الموقف وإحتمال أن يكون هذا الموقف علامة أو دليلاً على تحييد السعودية من القضية الفلسطينية في أعقاب الأخبار التي تداولتها صحف إسرائيلية وأخرى عربية عن حصول لقاء بين رئيس الوزراء الأسرائيلي والأمير بندر بن عبدالعزيز وهو ما يعني الإنضمام الصامت الي قافلة التطبيع أما الدعوة التي أعلنتها المملكة للقيادات الفلسطينية للإجتماع في مكة فهي دعوة على إستحياء الهدف منها مجرد إسقاط واجب ليس إلا حتى لايسأل أحد سؤالي السابقا*لدور السعودي في العراقأما الدور السعودي فيما يحدث في العراق فنجده مطابق للمثل العربي القائل «يقتل القتيل ويمشي في جنازته» هذا بالضبط ما تحاول السياسة السعودية القيام به بعد عملية إعدام الشهيد صدام حسينفقد وجدنا وسائل الإعلام المدعومة سعودياً تنبري للتباكي على العراق وما يحدث في العراق من قتل ودمار وتهجير وتحمل التدخلات الأقليمية تبعة هذا الدمار والخراب والقتل ومعلوم ما تقصده بالتدخلات الأقليمية وهو «إيران» فنرى مجلة المجلة في عددها الأخير تتحدث عن التدخلات الإقليمية التي تمزق أوصال العراق وتدمر النسيج الإجتماعي داخله، أطراف خارجية وداخلية «فيلق بدر-المهدي وقيادات الحكومة» كلها تورطت وشاركت في ذبح وطن لم تندمل جراحه» ونجد هذه المجلة تعدد عناصر التدخل الإيراني في العراق وتتحدث عن التهديد الشيعي للسنة و...الخ نعم لا ننكر التدخل الإيراني في العراق ولا نخفي قلقنا من هذا التدخل السافر ولكن، يجب ألا ننسى الدور السعودي، المؤثر والرئيسي، في إيصال الأوضاع العراقية إلى ما وصلت اليه عبر تمويل ودعم الإحتلال الأمريكي وفتح المطارات والموانئ والطرق البرية لجيوش الاحتلال وتجريم المقاومة والتعتيم على جرائم الإحتلال الأمريكي في العراق وهو ما نتج عنه فتح الباب على مصراعيه أمام الدور الإيراني المنتقم من عراق صدام ومن صدام العراق، الذي لن يكتفي بتحويل العراق إلى إطلال خربة بل إن المشروع يهدف إلى ما هو أبعد من ذلك نعم الجار السعودي تورط وشارك في ذبح الوطن العراقي ووصل الأمر إلى حد إعدام الرئيس الشرعي الحقيقي للعراق وهو ما أعتبرته المملكة هفوة وقعت فيها إيران وعملاؤها في العراق لتستغل هذا الخطأ وتثير الرأي العام العربي والإسلامي ضد إيران وتحذر من الخطر الفارسي القادم مستغلة التعاطف العام الذي ساد على أثر إعدام الشهيد صدام حسين لصالحها لتؤلب الشعوب السنية والحكومات السنية ضد إيران والحكومة العراقية التي شاركت هي في إيجادهما داخل العراق ولمصلحتها هي فقط إنا نرفض أن تستفيد السعودية من الأوضاع التي وصل إليها العراق لأنها أحد أهم الأسباب التي أوصلت العراق إلى ما هو عليه والى جانب ذلك فإننا نرفض الوجود الإيراني في العراق والأهم من ذلك نستنكر ونرفض الإحتلال الأمريكي وندعو إلى نصرة المقاومة بسنتها وشيعتها إلى أن يندحر الإحتلال خائباً ذليلاً وسيكون ذلك قريباً إن شاء اللهالدور السعودي في لبنانونفس الأمر يحدث في لبنان، حيث أن العدوان الأسرائيلي على لبنان في حرب تموز والإنتصار الذي تحقق على يد رجال الله في لبنان كان له أكبر الأثر في حشد تأييد شعبي كبير لحزب الله وللسيد/حسن نصرالله في مختلف الدول العربية والإسلامية وبل وكل الشرفاء في العالم، وهو ما أثار المخاوف السعودية التي تعتبر حزب الله إمتداداً لإيران في لبنان، والجميع يعلم الموقف السعودي المصري الأردني الموحد من العدوان الإسرائيلي على لبنان والموقف الذي ظهرت به هذه الدول ليشكل غطاء عربياً لذلك العدوانلاشك بأن التحالف الثنائي المصري الأردني يجمعه عامل مشترك أو صفة مشتركة إزاء القضية الفلسطينية الإسرائيلية وهو التطبيع مع إسرائيل وعندما نرى المملكة السعودية تنضم إلى هذا التحالف «المعتدل» ونربط هذا الإنضمام بالأخبار التي تداولتها صحف إسرائيلية عن لقاء أولمرت بالأمير بندربن عبد العزيز في الأردن ونمزج هذا اللقاء مع ذلك الإنضمام لنضيف إليه الخطر الإيراني الذي يقلق المملكة فإننا سنخرج إلى نتيجة خطيرة وهي أن المملكة تحاول أن تكسب الثقل النووي الإسرائيلي في صفها لمواجهة التهديد النووي الإيراني والثمن هو سلاح حزب الله عبر حكومة السنيورة الموالية للمملكة وقد أدرك الأمين العام لحزب الله السيد/حسن نصر الله ذلك وبدأ السعي إلى حكومة تضم بين صفوفها أنصار المقاومة ليضمن عدم صدور قرار من الحكومة بنزع سلاح حزب الله وتحويل عمل القوات الدولية إلى دور تحت البند السابع ومن ثم تستعين الحكومة بهذه القوات ويتم نزع سلاح المقاومة وتحصل إسرائيلي على الأمن في حدودها الشماليةإن إستغلال التدخلات الإيرانية في العراق والخطايا التي إرتكبها بعض الشيعة في العراق للتهجم على حزب الله وسحب رصيده الشعبي ظلم في حق السيد حسن نصر الله وفي حق كل شهيد سالت دماؤه وهو يواجه العدو المشترك للعروبة والإسلام نعم يجب ألا ننجر إلى ما يريده أولئك «المعتلون» وليس «المعتدلون» فإن السيد حسن نصر الله لم نجد له موقفاً يسيء إلى وطنيته أو قوميته على الإطلاق على الأقل الى حد الآن وكل جريمته أنه يهدد إسرائيل ويحاربها ويعادي الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي من إحتل العراق وبتمويل ومباركة ممن يحذرون اليوم من حزب الله وهم من يتحملون مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق وليس حزب الله ولا السيد/حسن نصر الله الذي يجب أن يستمر تأييدنا له ولمقاومته الشرعية ولمطالبه المشروعة في إسترداد الأرض والأسرى والحفاظ على ماء الوجه العربي والإسلامي وألا نجير آثار العدوان والإحتلال الأمريكي لصالح من كانوا سبباً فيه وضد من يواجه العدو الصهيوني ويتحدى أمريكا، يجب أن لا نكرر التجربة العراقية في لبنان حذار حذار يا أمة الإسلام والعروبة مع التأكيد على إستنكارنا ورفضنا بل وخوفنا من الخطر الإيراني القادم والذي غذته عمالة بعض الحكام العرب لأمريكا وإلى لقاء. . [email protected]