الإعلام المعركة السياسية الانتخابية الحقيقية قال أحد المنظرين الشيوعيين في تقييمه مرة لتجربة الأحزاب والتنظمات السياسية فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي سابقاًً:«إعطني صحيفة امنحك حزباًً»في إشارة لأهمية الصحيفة قبل الحزب تجسيداً للنظرية السياسية المعاصرة:«السياسة إعلام ولايمكن تحقيق أي مكاسب أو نجاحات سياسية مالم تصاحبها آليات تمهيدية وترويجية فاعلة ومؤثرة وتتمثل بوسائل الاعلام المختلفة مابين«مقرؤة ومسموعة ومرئية ولعلنا ومن خلال استقرائنا للأوضاع والمتغيرات السياسية على الساحة العربية والاقليمية والدولية نجد بأن القوى الاستعمارية والامبريالية الغربية التي تقودها الولاياتالمتحدةالامريكية نجحت بالسيطرة والهيمنة على العالم ومنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي خصوصاً وضرب وتدمير واحتلال العراق باستخدام الاعلام أولاً كسلاح فاعل ومؤثر ومن ثم السياسة والآلات الحربية والعسكرية المختلفة«جواً وبحراً وبراً إذاً الاعلام يمثل حجر الزاوية والعامل الأساسي لنجاح السياسة على مختلف الأصعدة والمستويات الداخلية والخارجية وحتى على مستوى الأوضاع الداخلية والبرامج الانتخابية للأحزاب والتنظيمات السياسية ولايمكن لأي حزب أو تنظيم سياسي أن يضطلع بدوره«السياسي» مالم يملك وسيلة إعلامية فاعلة ومؤثرة وقادرة على التعاطي مع الأحداث والمتغيرات الداخلية والخارجية«سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً وثقافياً كما أن الإعلام مهماً لإسماع القادة والحكام صوت شعوبهم، كما هو مهماً أيضاً للحكام أنفسهم، ولسان حال أحزابهم وتنظيماتهم السياسية، وغالباً مانجد الصحف الحزبية تطلق على نفسها إلى جانب اسمها الحقيقي وصفاً حقيقياً آخر يسمى:«لسان الحزب أو التنظيم السياسي التي يصدرها» وهو مايقودنا لمثل شعبي أو ربما تكون حكمة عربية شهيرة تقول:«لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك هذا المثل أو هذه الحكمة تعدت المثل وأصبحت حقيقة في واقعنا التعددي السياسي والحزبي المعاش بإفرازاته المتعددة من إصدارات ومطبوعات صحفية«حكومية وحزبية وأهلية وسياسية شبه مستقلة وأصبحت هذه الصحيفة أو المطبوعة لسان ووسيلة الحزب هذا أو ذاك المعبّرة عنه وعن سياساته وتوجهاته العامة في السلطة أو المعارضة والتي يخاطب من خلالها الناس وينظر لمستوى ودور ومكانة الحزب أو التنظيم السياسي في الساحة من خلال مصداقية ومدى تأثير الصحيفة التي يصدرها لأنها اللسان الحقيقي الذي يعبر عنه وعن قضاياه وتوجهاته السياسية المختلفة وهناك صحفاً حزبية بدون أحزاب!! أي استطاعت أن تلعب دوراً إعلامياً مؤثراً سواء من خلال الإثارة أو المصداقية«سلباً أو ايجاباً»!! وبالتالي أعطت أحجاماً كبيرة لأحزاب صغيرة جداً أو غير موجودة على الخارطة السياسية..وهناك أمثلة كثيرة على ذلكوأحزاب كبيرة جداً وموجودة بقوة على الخارطة الحزبية، ولكنها شبه مغيبة تماماً ويعود ذلك لغياب دور صحف ووسائل أعلامه وضعفها وفشلها في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات من حولها المؤتمر الشعبي العام بعدته وعتاده ووسائله وإمكانياته الإعلامية الهائلة.. مثلاً ينطبق عليه المثل القائل: «إذا كثر الديوك محقوا الليل»!! وفي مثل آخر: «إذا كثر الطباخين عق المرق ولعل ماجعل أحزاب المعارضة «في المشترك» تحصل على نسبة «46%» رئاسة وعضوية اللجان الإنتخابية.. وهي نسبة أكبر بكثير من حجمها أي من ماهو منصوص عليه في الدستور وحسب المقاعد في البرلمان.. صحافة المشترك وإعلامه هي من إنتزعت هذه النسبة من الحزب الحاكم بفعل ضعف خطابه الإعلامي وخاصة «صحفه الحزبية» القائمة على عدد فروعها في المحافظات-إعلام وصحافة «عقيمة» لاتسمى ولاتغني من جوع.. نجدها تخدم المعارضة أكثر من النظام والحزب الحاكم لكثرة «ديوكها» ورزحها تحت وطأة ووصاية مراكز القوى داخل التنظيم