الدعوة التي أطلقها القيادي السياسي الإشتراكي البارز محمد حيدرة مسدوس عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني لفض التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك وتحديداً التجمع اليمني للإصلاح لقيت تأييداً واسعاً وسط الكوادر الوسطية والقواعد داخل الحزب، بإعتبارها دعوة مبررة تتعلق بمواقف وحسابات سياسية وفكرية وإيديولوجية سابقة للإصلاحيين لم يحددوا موقفهم منها تجاه قيادات وكوادر الحزب الإشتراكي «وأفكاره وإيديولوجيته» مطالبتهم بإعلان التوبة تجاه مصادر منهم من تكفير وإتهامات سابقة تجاه الحزب.هذا وكان القيادي الإشتراكي «مسدوس» قد أطلق مؤخراً مواقفاً وتصريحات نارية ضد «أحزاب اللقاء المشترك» وفي مقدمتها حزبا الإصلاح والإشتراكي.. متهماً إياها بالخيانة الوطنية التي لاتغتفر.. معتبراً الأسس التي قام عليها تحالف «المشترك» هشة وباطلة.. متنبئاً له الفشل والسقوط.. لأن: «مابني على باطل فهو باطل» من وجهة نظره.. جاء ذلك في حوار أجرته مع صحيفة الراية القطرية الأسبوع الماضي ونظراً لأهميته نعيد نشر أبرز ماجاء فيه:ما أسباب تحفظك تجاه التحالف القائم بين الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة؟ الحزب الاشتراكي له قضية خاصة بالحرب ونتائجها وهو المسؤول عن معالجتها وحلها باعتباره كان ممثلاً لدولة الجنوب، وكان طرفاً في الأزمة السياسية والحرب، ولكن وجوده الآن بين أحزاب لا تعترف بهذه القضية يجعل قضية الحزب الاشتراكي هي قضية الأحزاب التي يتحالف معها وليس قضية الخاصة بحرب العام 94م ونتائجها وهذا عمل خياني لقضية الحزب.تتحدث عن الدفاع عن القضية الجنوبية أو كما قلت قضية الحزب؟ لا بد من الإدراك بأن الدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة هو أصلاً دفاع عن الوحدة ذاتها وهو من أجلها بالضرورة.لأن صاحب القرار النهائي في الوحدة هو الشعب في الجنوب وليس الحزب الاشتراكي أو غيره. فإذا فقد الشعب في الجنوب تاريخه السياسي وهويته وخسر مصالحه ومستقبله في علاقته مع الشمال كيف يمكن أن يقبل هذه العلاقة ويبقى فيها الى الأبد؟. أما كيف الدفاع عن هذه القضية وما هي الوسائل فقد قلنا ان الكيف هو إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، وإن الوسائل هي عبر الحوار. أعني ان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي اعتراف ضمني بشرعية الحرب ونتائجها. وفي هذه الحالة تسقط شرعية مطالبته بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتغيب امكانية إصلاح الوحدة لصالح الحل الانفصالي بالضرورة أيضاً.لماذا تعتبر الحزب الاشتراكي مسؤولاً عن قضية الجنوب دون غيره؟ لأنه دون غيره كان ممثلاً لدولة الجنوب وكان طرفاً في الأزمة والحرب، ولأنه امتداد لثورة الجنوب ومنبع وجوده من الجنوب، وعليه مسؤولية تاريخية تجاه الجنوب أكثر من غيره.نحن في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ننظر إليه بأن هدفه الأول هو دفن القضية الجنوبية، لأن وجود الحزب الاشتراكي في تكتل سياسي يجعل قضيته السياسية في قضية التكتل الذي هو متواجد فيه، وبحيث ألا يبقى صاحب قضية خاصة تتعلق بالحرب ونتائجها، وهذا هدف مشترك للقاء المشترك وللسلطة. أما هدفه الثاني فهو لتحسين صورة حزب الإصلاح عند الأمريكان ولتحسين صورة الحزب الاشتراكي عند الإسلاميين. وفي تقديري ان هذا هو الذي أغضب بعض العناصر الإسلامية المتشددة والملتزمة للفتوى الدينية التي صدرت في حرب 1994م وأقروا الجهاد الذاتي على أساسها وقاموا باغتيال جارالله عمر في مؤتمر حزب الإصلاح. وأما هدفه الثالث والأخير فهو لإضعاف سلطة الرئيس علي عبدالله صالح، لصالح اللقاء المشترك وتوحيد اليمن الأسفل لمواجهة اليمن الأعلى. يقال إن القيادة الحالية للحزب الاشتراكي جعلته تابعاً لحزب الإصلاح، ما تعليقكم على ذلك؟ بعد أن هربت قيادة الحزب من قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتخلت عن الجنوب الذي هو منبع وجود الحزب، أصبح الحزب من حيث المضمون يسير في الخط السياسي للمعارضة السابقة في الشمال، وأصبح حزبا هامشيا يقوده حزب الإصلاح نحو الأهداف الثلاثة السالفة الذكرالمعارضةوالانتخابات مرشح واحد لأحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية، ما هي دلالة ذلك، وما الذي يعنيه على الصعيد اليمني وطنياً وسياسياً؟ الدلالة في تقديري هي على الأهداف الثلاثة التي سبق ذكرها، مضافا إليها انهم غير قادرين بأن يكونوا رقما أمام السلطة الا مجتمعين، والقيمة السياسية في ذلك هي لصالح الرئيس علي عبدالله صالح لأنه لأول مرة في حكمه سيحصل على الشرعية لسلطته عبر هذه المنافسة.ما هي توقعاتك عن نتائج الانتخابات المحلية والرئاسية؟ توقعاتي بأن نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون لصالح الرئيس علي عبدالله صالح دون منازع، وأحزاب اللقاء المشترك تدرك ذلك جيداً وتدرك بأن مرشحها هو مرشح للسقوط، بدليل انه لم يتجرأ أي من قادتها ان يترشح، وإنما استأجروا بن شملان كمرشح للسقوط ولدفن القضية الجنوبية باعتباره من حضرموت، وهو ذاته يدرك ذلك ويدرك انه لا يستطيع ان يقود المجتمع القبلي في الشمال، ولا أعرف كيف رضي على نفسه بذلك. أما الانتخابات المحلية فاحتمال ان تكون لصالح حزب الإصلاح، لأن نظرة الناس الى قيادات وكوادر حزب المؤتمر بأنهم فاسدون. ماذا عن تراجع الرئيس صالح عن قراره بعدم خوض الانتخابات، وما رؤيتك لذلك؟رأيي في ذلك ان كل شيء عند الرئيس محسوب، فعندما أعلن عدم ترشحه كان محسوباً، وعندما تراجع كان أيضاً محسوباً. وقد استطاع أن يضحك على أحزاب اللقاء المشترك ويحولهم من معارضة له الى معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام ويجعل من نفسه حكما بينهما في اتفاق المبادىء الخاص بالانتخابات والذي هو غير ملزم للسلطة قانونا طالما وهو بين احزاب وليس بين سلطة ومعارضة ليس مرشحنا وماذا عن مرشح الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك، والمنافس للرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية ما هي توقعاتك بشأنه؟ كما قلت لك فإنه مرشح للسقوط وليس المنافسة وأحزاب اللقاء المشترك والحزب الاشتراكي يعرفون ذلك؟ يتوقع ان يحظى مرشح المعارضة فيصل بن شملان بأصوات الناخبين المنتمين لهذه الأحزاب.. ومنها أصوات الاشتراكي. نحن في تيار إصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار الحرب في الحزب الاشتراكي اليمني نرفض اي ترشيح باسم الحزب ونقول الآن بصراحة للأستاذ فيصل بن شملان بأنه ليس هناك إجماع على ترشيحه داخل الحزب الاشتراكي رغم احترامنا الكبير جداً لشخصه، لأننا في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ندرك بأنه مرشح لدفن القضية الجنوبية لأنه جنوبياً من حضرموت وندرك بأنه مرشح للسقوط، وإلا لماذا لم يترشح أياً من قادة احزاب اللقاء المشترك للمعارضة!!.مشاركة سياسية فقطالمعارضة قالت انه مرشح أجمع عليه الكل وحرصت على أن تقدمه كصورة لتوافق هذه الأحزاب حول قضية المشاركة في الانتخابات؟إن المتاح الآن أمام أحزاب اللقاء المشترك هو المشاركة السياسية فقط في الانتخابات وليس المشاركة الايجابية كما تدعي المعارضة ذلك لأن السلطة قد حضرت للانتخابات وفصلتها على مقاسها ودعت المعارضة إليها حتى تكون شاهد زور.والسؤال الذي أريد أن أطرحه على أحزاب المعارضة وعلى الجميع هو لماذا في الانتخابات الرئاسية السابقة قامت بترشيح نجيب قحطان الشعبي لمنافسة الرئيس علي عبدالله صالح وهو من حزب الرئيس.. ولماذا الآن قامت بترشيح فيصل بن شملان وهو من خارج أحزاب اللقاء المشترك. أحزاب اللقاء المشترك قالت ان ترشيحها لفيصل بن شملان كونه شخصية وطنية يمنية.. وليس لأنه من الجنوب كما تقول أنت؟- المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك والقيادة الحالية للحزب الاشتراكي رشحت فيصل بن شملان وهدفها دفن قضية الجنوب، وإن عدم ترشيحها لمنافس للرئيس صالح من الشطر الأكثر سكاناً - الشمال واختيار منافساً له من الشطر الأقل سكانا، الجنوب هو ترشيح للسقوط وخاصة في المجتع اليمني الذي يتسم بالعصبية والانتماء القبلي، ولذلك نرى أن ترشيحها لفيصل بن شملان وهو مرشح للسقوط أمام الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره من الجنوب بأنه يساوي الإجماع الضمني لأحزاب اللقاء المشترك ولقيادة الحزب الاشتراكي على أن مرشحها هو الرئيس علي عبدالله صالح وأن مرشحها بن شملان وهو من الجنوب سيكون فقط كمحلل لقهر الجنوب.دعونا للمقاطعةتيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي هل سيشارك في الانتخابات الرئاسية والمحلية المقرر ان تتم في سبتمبر القادم؟لا لن نشارك بل ونحن دعونا الى مقاطعة الانتخابات.. قيادة الحزب الحالية أعلنت ان الحزب الاشتراكي سيشارك في الانتخابات لكننا ونحن جزء من الحزب نرفض ذلك ونرفض اي ترشيح باسم الحزب ما لم يتم إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة.