أحمد عليبة أكدت مصادر فى اليمن والسعودية صحة أنباء تعرض قاعدة عسكرية سعودية قريبة من الحدود اليمنية السعودية لقصف صاروخى من قبل المتمردين الحوثيين فى شمالى اليمن، ورجح أحدهم أن الرياض تعد خطة جديدة لمواجهة الحوثيين بعد أن «اكتشفت قوتهم الحقيقية». وكان مسلحون حوثيون أعلنوا أنهم هاجموا أمس الأول قاعدة عسكرية سعودية فى محافظة جازان، ردا على مقتل مدنيين فى القصف المدفعى والجوى السعودى. وأضاف المسلحون أنهم شنوا الهجوم بصواريخ كاتيوشا، و«شوهدت نيران فى قاعدة عين الحارة العسكرية». كما واصل الطيران السعودى طلعاته ليل السبت الأحد وقصف المخابئ الموجودة فى جبل دخان وجبل الدود والسبخاية والغاوية على الحدود، حيث لايزال يتحصن الحوثيون. وفى اتصال هاتفى, قال اللواء جمال مظلوم من كلية نايف للعلوم الإستراتيجية: «إن الرياض بصدد إعادة وضع خطة عسكرية جديدة لمواجهة تفاقهم الأمور الحالية، حيث اكتشف القوات السعودية أن الحوثيين لديهم إمكانات تسليحية لم تكن رهن حسابات الجيش السعودى». وأضاف مظلوم: إن «توارد الأنباء، وإن كانت غير رسمية، عن قصف بصوايخ كاتيوشا وإطلاقات مدافع على قاعدة عسكرية فى جازان، يؤكد استعداد قوات التمرد الحوثى للحرب بشكل مسبق، خاصة أن هناك أنفاقا حدودية حفرتها تلك القوات فى غفلة من القوات اليمينة والسعودية، الأمر الذى يستدعى إعادة النظر فى الموقف الراهن». فى السياق ذاته، قال أحمد سيف، الخبير الإستراتيجى اليمنى، ل«الشروق»: إن «قاعدة جازان العسكرية لا تبعد عن الحدود اليمنية سوى 30 كليومترا، ويبدو أن المتمردين الحوثيين لم يستخدموا صوارخ فى توجيه ضربة لها، وإنما استخدموا مدافع، إلا أن الأضرار قد تكون غير مؤثرة فى الوقت ذاته». وأضاف سيف أن «اليمن يترقب الآن ما ستسفر عنه نيتجة زيارة وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متكى إلى الرياض، حيث إن العلميات فى اتجاه التصعيد الإقليمى، ونخشى أن تكون الرياض قد وقعت فى فخ نصبه الحوثيون لها. وكنا ننتظر توجه وفد مصرى سعودى يمنى إلى طهران لحسم المسألة لأن الخيار العسكرى أثبت ضعف جدواه». وكان مسئولون أمنيون أمريكيون رفيعو المستوى قد زاروا كلا من الرياض وصنعاء خلال اليوميين الماضيين للاطلاع على تطورات الموقف، غير أنهم بحسب المصادر رفضوا اعتبار الحوثيين «حركة إرهابية»، كما طلبت الحكومة اليمنية. فى المقابل، قال الدبلوماسى اليمنى عبدالله عبدالكريم الدعيس إن «هناك تنسيقا أمنيا بين اليمن والسعودية وأمريكا منذ سنوات مثلنا مثل الآخرين، وهذا التنسيق فى المرحلة الحالية يبدو غير معلن فى الغالب». وأضاف أن «قوى إقليمية معروفة تدفع بهولاء المتمردين إلى الساحة لفتح جبهات جديدة للصراع فى المنطقة»، مشددا على أن بلاده «رفضت استقبال وزير الخارجية الإيرانى، إذ تعتبر ذلك تدخلا فى شئونها الداخلية لا تقبل به، بينما ترحب بأى دعم عربى لمواجهة هذه الفئة»، فى إشارة إلى الحوثيين (شيعة).