تواصل السعودية والحكومة اليمنية عملياتهما ضد الحوثيين في شمال البلاد. وأعلنت مصادر عسكرية وشهود عيان أن «القوات اليمنية والسعودية تابعت قصف الحوثيين في المناطق الحدودية، وأرسلت تعزيزات عسكرية من جانبي الحدود لتطهير مواقع المتمردين الزيديين». وأوضحت أن «الطيران السعودي واصل طلعاته ليل أمس، وقصف المخابئ الموجودة في جبل دخان وجبل الدود والسبخاية والغاوية» على الحدود مع اليمن، حيث يتحصن الحوثيون. وذكر الشهود أن «هدوءاً نسبياً ساد الجبهة صباح اليوم، إلاّ أن عمليات التطهير التي تقوم بها القوات الجوية على الحدود مستمرة». في هذا الوقت، لوحظ استمرار «انتقال أعداد كبيرة من الآليات العسكرية السعودية من مدينة جازان الجنوبية إلى طريق بلدة الخوبة الحدودية القريبة من مناطق المواجهات مع الحوثيين، خلال اليومين الماضيين». وأعلنت صحيفة «عكاظ» السعودية عن وجود «حالة استنفار في القوات البحرية السعودية في المياه الإقليمية منعاً لوصول الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين»، مشيرة إلى «أن هناك حالة تأهب واستعداداً على طول الحدود البحرية بين السعودية واليمن». ونقلت الصحيفة نفسها عن مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان تأكيده أن «لا علاقة بين زيارته لأميركا والأحداث العسكرية في جنوب المملكة على الحدود مع اليمن»، مشيراً إلى أن «الزيارة مبرمج لها منذ زمن لعقد اللجنة المشتركة للتخطيط الاستراتيجي أعمال اجتماعاتها لمناقشة ملفات التعاون الدفاعي والعسكري». ولفت إلى أن «الرياض وواشنطن ستتجاوزان العقبات المتعلقة بالجوانب التسليحية للمملكة»، موضحاً «أن الاجتماع سيشهد بحثاً لكل الموضوعات والقضايا التي تهم الجانبين في إطار العلاقات الثنائية». في المقابل، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن «العمليات السعودية على الحدود مع اليمن تبعث على الاستغراب». ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية عن لاريجاني، قوله أمام البرلمان اليوم، «تصاعدت حدة الحوادث المؤسفة في اليمن خلال الأسبوعين الأخيرين». وأضاف أن «التدخل السعودي في اليمن والقصف المتتالي الذي تشنه المقاتلات السعودية ضد المسلمين اليمنيين، يبعث على الاستغراب». وتساءل لاريجاني «كيف سمح الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في هذه الأيام الخاصة، بإراقة دماء المسلمين في اليمن، باستخدام القدرات العسكرية السعودية؟»، وذلك في إشارة إلى موسم الحج. وأضاف «الأنباء تتحدث عن أن الإدارة الأميركية تواكب وتساعد في مثل هذه العمليات القمعية، وهذا أيضاً نموذج آخر عن التغييرات التي بشر بها الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما». وتوازياً مع التصعيد السعودي، كثف الجيش اليمني عملياته ضد المتمردين الحوثيين في محوري حرف سفيان في محافظة عمران ومحيط مدينة صعدة، معقل الحوثيين، ليل أمس. وقال شهود عيان إن «مواجهات دارت في منطقة العمشية في أقصى شمال مديرية حرف سفيان مع مجاميع من المتمردين الحوثيين ومسلحين قبليين، يقاتلون إلى جانب المتمردين، ما أسفر عن مقتل خمسة من المتطوعين القبليين وجرح سبعة آخرين، كما سقط ضحايا في صفوف الحوثيين لا يعرف عددهم». وبحسب المصدر، بدأت هذه المواجهات «بعد وصول تعزيزات عسكرية من صنعاء إلى حرف سفيان لتمكين الجيش من استكمال فرض سيطرته على كامل مديرية حرف سفيان وتطهيرها من جيوب المتمردين الحوثيين، وتأمين الطريق الرابط بين عمران والجوف والتقدم نحو منطقتي آل عمار والمهادر الواقعتين جنوب مدينة صعده، اللتين يتمركز فيهما متمردون حوثيين». وفي صعدة، أكد مصدر عسكري أن مواجهات عنيفة دارت ليل أمس في مناطق العند والخفجي، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الطرفين.