قال موقعان للمعارضة الايرانية على الانترنت ان قوات الامن الايرانية المزودة بالهراوات والغاز المسيل للدموع اشتبكت مع أنصار الزعيم المعارض الراحل اية الله العظمى حسين علي منتظري في مدينتين بوسط البلاد يوم الاربعاء.واذا تأكد النبأ فسيكون هذا اشارة الى تزايد التوتر في ايران بعد ستة أشهر من انتخابات رئاسية أغرقت البلاد في أعمق أزمة داخلية منذ قيام الجمهورية الاسلامية قبل ثلاثة عقود.ونقلت وكالة فارس للانباء عن قائد الشرطة اسماعيل أحمدي مقدم قوله ان المعارضة ستجد نفسها أمام مواجهة "شرسة" ان هي واصلت أنشطتها "غير المشروعة".وذكر موقع جرس الالكتروني أن عددا كبيرا من المتظاهرين أصيب بجروح وجرت اعتقالات خلال الاشتباكات مع قوات الامن بمدينة اصفهان خلال يوم الحداد الثالث على وفاة منتظري.وأضاف "أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الناس... أصيب كثيرون... وألقي القبض على البعض."وجاء على موقع اصلاحي اخر هو بارلمان نيوز أنه ألقي القبض على 50 على الاقل من مؤيدي المعارضة في مدينة اصفهان بينهم أربعة صحفيين.وقال موقع جرس ان قوات الامن طوقت مسجدا هناك لمنع الناس من الدخول.وأضاف أن أنصار منتظري أخذوا يرددون هتافات "ضد السلطات العليا... انهم يضربون المحتجين بمن فيهم النساء والاطفال بالهراوات والسلاسل والحجارة."وكان منتظري الذي توفي يوم السبت في مدينة قم عن 87 عاما من أشد المنتقدين للمؤسسة الدينية المتشددة وندد بانتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية في انتخابات جرت في يونيو حزيران وصفها بأنها مزورة.وتنفي السلطات الاتهامات بالتلاعب بالاصوات وصورت احتجاجات المعارضة الضخمة التي اندلعت بعد الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الخارج للاطاحة بالمؤسسة الاسلامية.وعلى الرغم من عشرات الاعتقالات والحملات الامنية تفجرت احتجاجات متكررة للمعارضة منذ الانتخابات.وذكر موقع جرس الالكتروني "بدأت اشتباكات متفرقة مساء الثلاثاء في نجف اباد ومازالت مستمرة. الوضع متوتر في المدينة والناس يرددون هتافات مناهضة للحكومة" في اشارة الى المدينة التي ولد بها منتظري.وقال الموقع ان أفرادا من الامن في ملابس مدنية طوقوا منزل رجل الدين المؤيد للاصلاح اية الله جلال الدين طاهري في اصفهان القريبة.وأضاف أن الشرطة أغلقت الشوارع بالمنطقة التي شهدت الاشتباكات وأن السائقين أطلقوا أبواق سياراتهم للاحتجاج على تعامل قوات الامن مع المتظاهرين.وذكر الموقعان الالكترونيان ان هذه الاحداث تأتي بعد يومين من توافد حشود ضخمة على مدينة قم لتشييع جنازة منتظري حين ردد كثيرون هتافات مناهضة للحكومة.ولم يتسن التحقق من صحة التقارير الواردة على الموقعين من مصدر مستقل لان التغطية المباشرة لاخبار الاحتجاجات محظورة على وسائل الاعلام الاجنبية.وذكرت وسائل اعلام ايرانية رسمية أن مؤيدين للحكومة نظموا تجمعات مضادة في قم يومي الثلاثاء والاربعاء منددين "باهانة رموز مقدسة" خلال جنازة منتظري.وذكر التلفزيون الحكومي ان اية الله العظمى حسين نوري همداني قال للحشد "هذه هي المرة الاخيرة التي سيحدث فيها شيء مثل هذا في قم. هذا ليس مكانا للمنافقين."والاضطرابات الداخلية التي أبرزتها تصريحات منتظري بأن القيادة فقدت شرعيتها زادت من تعقيد الخلاف على البرنامج النووي الايراني الذي يعتقد الغرب أنه ربما تكون له أغراض عسكرية وليست مدنية فحسب.وكان منتظري من صناع الثورة الاسلامية التي قامت عام 1979 وأطاحت بالشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة ورشح يوما لخلافة اية الله روح الله الخميني كزعيم أعلى للجمهورية الاسلامية.لكن تم استبعاد ترشيح منتظري لهذه الخلافة بعد أن انتقد اعداما جماعيا لسجناء في أواخر الثمانينات. ويعتبر منتظري الراعي الروحي لحركة المعارضة.وأشعل فوز احمدي نجاد بولاية ثانية في الانتخابات التي يقول مرشحو المعارضة المهزومون انها شهدت تلاعبا فتيل اكبر اضطرابات في ايران منذ 30 عاما وأحدث انقساما في المؤسسة السياسية والدينية.وتوفي منتظري قبل وقت قصير من ذكرى عاشوراء التي تحل في 27 ديسمبر كانون الاول وهي مناسبة دينية لها أهمية سياسية وتوفر للمعارضة فرصة أخرى لاستعراض قوتها.