ماحدث من اعتداءات وحشية على مخيمات"الصمود" داخل ساحة التغيير من قبل مليشيات في الإصلاح وعساكر الفرقة الأولى مدرع , عمل بربري يندى له الجبين , واشعر امامه كيمني وكحالم بالتغيير بالخزي والعار. مجاميع ملثمة ومسلحة بالعصي والسواطير والسكاكين , محروسة بالأسلحة النارية , تهجم عند الفجر على شباب نائمين بأمان الله , فيعتدون عليهم بالضرب والطعن , ويعتقلون العشرات منهم داخل سجون سرية , وينهبون خيامهم ويحملون البطانيات والأجهزة والكراسي بالسيارات إلى مخازن خارج الساحة وداخلها. أية جريمة هذه التي يصعب تصديق حدوثها , وأية همجية هذه التي لايقبلها عقل او ضمير او اخلاق ! من قام بهذا العمل لا يحمل نبل الفارس , ولا صفات البطل او الثائر , لأن العمل نفسه ليس فيه بطولة ولا شجاعة , بل هو عمل جبان يتصف بالخسة والنذالة اكثر من أية صفة أخرى أو أي شيء آخر. على ان الجريمة هي ايضاً الصمت تجاه ما حدث , والأبشع من ذلك أن تجد بعض المنحطين من يبررون ذلك بقولهم "ان المعتدي عليهم هم إلا حوثيين وليسوا من تعز أو من مسيرة الحياة" . اووووووووووه كم هي درجة الانحطاط التي يريدون ان يصل مجتمعنا العظيم إليها اليوم , وباسم الثورة المجيدة وتضحيات الشهداء العظام , وكأن مجرد ان تكون حوثياً فأنت مبارح الدم والعرض والدين , ولا حرمه لك , ومن حق أي تافه الاعتداء عليك في اي مكان وفي اي ساعة من الليل والنهار , وبأكثر الدوافع خسة ولا اقول وحشة . ولكن لماذا حشرت تعز ومسيرة الحياة في تبرير عمل جبان ضد مخيمات الصمود داخل ساحة التغيير؟ كان الاعتداء على الصمود قد سبقه اعتداء وقح آخر على شباب مسيرة الحياة قبلها بيوم واحد فقط , وفيه سجن عدد من نشطائهم , ونكل بهم , وتمت مصادرة أو حجز سيارة قائدهم محمد صبر , ولحقه اعتداء آخر على المناضل الكبير احمد سيف حاشد وامل الباشا وعدد من الحقوقيين تضضمن تهديدهم بالقتل , فضلاً عن مصادرهم كاميراته ورفاقه , وبالتالي فإن تبرير الاعتداء على المحسوبين على جماعة الحوثي يكشف أن احد اهدافه لم تكن فقط التغطية على الاعتداء السابق على مسيرة الحياة باعتداء اقبح منه . ولكن ايضاً بهدف التشويش على النتائج المبهرة التي حققتها مسيرة الحياة للثورة وزخمها وشعبيتها وسلميتها , وجعل الناس ينشغلون في صراع جديد عنوانه الإصلاحيون والحوثيون , وهو ما يحقق اهداف اخرى لدى الأشقاء والأصدقاء خارج اليمن , ولكن على حساب اليمن وثورتها وشبابها الثائر . في كل الأحوال , وأياً كانت الدوافع والمبررات , فإن الاعتداء عمل غادر وجبان , ولا يجوز السكوت عليه , ومن وجهة نظري فإن من يقبل بهذا او يسكت عليه او يبرره , فهو لا يسيء الى الثورة ونبلها وحلمها الوطني الكبير فقط , بل هو مشارك في الجريمة نفسها , ولا يقل انحطاطاً عن المعتدين انفسهم . كل الأحزاب بمن فيهم الإصلاح .. كل المنظمات الحقوقية بمن فيهم المرصد وهود .. كل الثوار بمن فيهم ثوار ساحة التغيير .. الجميع امام محك حقيقي واختبار فعلي لأخلاقهم وقيمهم الدينية والإنسانية قبل أي شيء آخر . * الأضواء نت