تلقى الرئيس السوري بشار الأسد, أمس, صفعة قاسية, تضاف إلى رصيده من النكسات التي مني بها منذ انطلاق الثورة المطالبة بإسقاط حكمه, حيث كشف المفتش الأول في الهيئة المركزية لرئاسة الوزراء ووزارة الدفاع السورية محمود سليمان الحاج حمد, الذي أعلن انشقاقه عن النظام, أن الأخير يتلقى دعما ماليا من العراق وإيران, وأنه أنفق عشرات ملايين الدولارات على تمويل "الشبيحة", من أجل قمع الحركة الاحتجاجية التي يواجهها منذ أشهر. (راجع ص 38). وقال الحاج حمد, في مؤتمر صحافي في القاهرة إن "النظام أنفق ملياري ليرة سورية (40 مليون دولار) على الشبيحة لقتل المتظاهرين", مضيفاً أن "النظام يتلقى دعما ماليا من العراق وإيران". وفي تصريح لقناة "العربية" قال الحاج حمد إن "الحكومة السورية بأكملها في معتقل ولا يستطيع اي من افرادها التحرك الا برفقة عناصر الأمن وكل منهم يود الانشقاق لكنهم يخشون على أسرهم وعائلاتهم, وبعضهم يتحدث بهذا الكلام ولكن ما باليد حيلة, كيف ينشقون وكيف يخرجون من هذا السجن الكبير?". واعتبر الحاج حمد أن أجهزة الامن السورية "تتحمل المسؤولية المباشرة" كاملة عن قتل المتظاهرين, موضحاً "أن هناك ثلاثة أجهزة أمن تقوم بقتل الناس, جهاز الاستخبارات العسكرية وادارة المخابرات العامة بفروعها وادارة المخابرات الجوية". في غضون ذلك, أكد أحد الضباط المنشقين عن الجيش السوري النظامي, أن أفراداً تابعين للحرس الثوري الايراني يقومون بمساعدة السلطات السورية, وأنهم يتنكرون بملابس عمال النظافة. وفي تصريح نشرته مجلة "شتيرن" الألمانية, ضمن تقرير عن مدينة حمص, قال الملازم أول عبد الرزاق طلاس إن مجموعة من "الجيش السوري الحر" الذي ينتمي إليه "ألقت القبض على خمسة رجال يحملون جوازات سفر ايرانية في مدينة حمص". وأشار إلى أن "المرتزقة كانوا يرتدون زي عمال نظافة, ولكن تم اعتقالهم في منطقة قتال, وكانت بحوزتهم صور شخصية ببزات عسكرية", كما "عثر مع أحدهم على بطاقة هوية ضابط في الحرس الثوري الإيراني". على صعيد آخر, طالب قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد, جامعة الدول العربية, بسحب مراقبيها من سورية وإعلان فشل مهمتهم. وقال الأسعد "نتمنى من العرب ان يعلنوا (في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المقرر الاحد) ان مبادرتهم فشلت والا يعود (المراقبون) الى سورية". وأضاف العقيد الذي يتخذ من تركيا مقرا له "نتمنى من الجامعة أن تتنحى جانبا وتضع المسؤولية على الاممالمتحدة لأنها اقدر على حل الأمور", مشيرا الى ان "عدد الشهداء تضاعف منذ دخول المراقبين". في سياق متصل, تحدث رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني عن مساعدة محتملة من الأممالمتحدة للجامعة العربية في اطار بعثة المراقبين العرب الى سورية, مقرا بأنهم ارتكبوا "بعض الاخطاء" بسبب قلة الخبرة.