منذ اندلاع الثورة في سورية، نظم نظام بشار الأسد بالتحالف والتضامن مع النظام الإيراني و"حزب الله" حملة دفاعية عنوانها أن " سورية" تتعرض لمؤامرة إسرائيلية – أميركية ! وقد حفلت هذه الحملة الدفاعية بشتى التبريرات، ومن بينها على سبيل المثال ، ما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من أن حزبه تناسى ذكريات دموية أليمة في صدامات مع " بعض الضباط السوريين" من أجل فلسطين، وبالتالي فهو يقف مع النظام السوري حاليا من أجل " فلسطين". ومع مرور الأشهر الكثيرة المفعمة برائحة الدم الزكي، راحت الحقائق الدولية والإقليمية تتكشف ! إسرائيل تعاطت بصمت عميق مع الحدث السوري، وفيما كان بعض الإسرائيليين يتفجر غيظا من صمت دولتهم، ألقى بنيامين نتنياهو بعض الكلمات الداعية الى النأي بالنفس، ولكن كل التحليلات التي استندت الى معلومات صنّاع القرار في إسرائيل، أظهرت أن الكيان العبري خائف من سقوط بشار الأسد، حامي الحدود السورية- الإسرائيلية ! الطرف الثاني في معادلة المؤامرة، أي الولاياتالمتحدة الأميركية، تعاطى مع الحدث السوري، بأهداف إسرائيلية. صحيح ان واشنطن كانت ، لفظيا، ضد الأسد وجرائمه، ولكنها ، فعليا، كانت مع بقائه واستمراره، فهي رهنت قرارها لمجلس الأمن مع إدراكها لحقيقة الموقفين الروسي والصيني، وهي شجعت لبنان، الذي يمكنه مساعدة الثورة السورية، على النأي بالنفس، وهي رفضت تسليح المعارضة السورية، وهي لا تزال تسكّن كل دعوة الى الحسم العسكري ضد نظام بشار الأسد. الموقف الأميركي، الذي ربطه المحللون طويلا بالمصلحة الإسرائيلية، عادت ففضحته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في جولتها المغربية، بحيث أشارت الى أن أعداءها هم من داعمي الثورة السورية، مشيرة بذلك إلى حركة " حماس" قبل أي إشارة ألى تنظيم " القاعدة"، ولذلك فبلادها ترفض رفضا قاطعا تسليح المعارضة السورية ! وبين الكلام الإسرائيلي والمواقف الاميركية، كانت تحليلات معلوماتية كثيرة، قد جرى نشرها والتداول بها، وهي تتصل بمصير الأسلحة النوعية التي يملكها بشار الأسد، بمعنى أن إسرائيل والولاياتالمتحدة الأميركية لا تخشاها بيد الأسد ولكنها تعتبرها خطرا إن هي انتقلت الى أيادي غيره ! وبناء عليه، فإذا كانت حركة حماس والتنظيمات المعادية للولايات المتحدة الأميركية مؤيدة للثورة السورية والدول الخليجية كذلك، في وقت تعاديها الجمهورية الإسلامية في إيران والتنظيمات التابعة لها وفي مقدمها "حزب الله" ، فهذا يعني ببساطة أن المؤامرة الإسرائيلية- الأميركية تستهدف الشعب السوري وليس النظام السوري، وبالتالي فهذا يعني أن مصلحة فلسطين لا تكمن في استمرار النظام السوري بل بسقوطه ! وانطلاقا من هنا، فإن موقف حسن نصرالله المؤيد لبشار الأسد يتستر بمصلحة فلسطين ولكنه عمليا يصب في مصلحة إيران ! ثمة أعلام جديدة يفترض أن تضاف على نار ...الثورة! * يُقال