قامت جريدة “نيويورك تايمز” الاميركية باقتباس كلمات بعض العناصر الامنية في الإدارة الاميركية الذين اشاروا للجريدة ان اسرائيل سوف تحتاج إلى ما لا يقل عن مائة طائرة حربية لمهاجمة إيران، بجانب خطر مواجهة الصواريخ المضادة للطائرات. ذكرت الجريدة استنادا الى اقوال مصادر أمنية في الولاياتالمتحدة انه إذا اتخذت اسرائيل قرار الهجوم على ايران فإنها سوف تحتاج إلى اكثر من مائة طائرة حربية، ذلك بجانب مواجهة العديد من التحديات والمخاطر الصعبة منها مواجهة منظومات الدفاع الجوية الايرانية، الى جانب تحصين المنشآت الايرانية في اعماق الارض. وبينما تتعاقب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن إعتبار ايران النووية تهديد وجودي، تتزايد في نفس الوقت المخاوف في واشنطن بأن تقوم إسرائيل باتخاذ قرار أحادي الجانب بشأن الهجوم العسكري لتعطيل البرنامج النووي الايراني، وفي اعقاب هذه المخاوف بدأت الولاياتالمتحدة بوضع ضغوط على اسرائيل بأن لا تقوم بتنفذ خطوة مثل هذه. ويتضح من تقرير الجريدة الاميركية المستند على محادثات مع عدد من العناصر الاميركية فإن عملية الهجوم الاسرائيلية لن تكون بسيطة بل ستكون “معقدة وصعبة” والتي لا تماثل إطلاقا عملية الهجوم الاسرائيلي على المفاعل النووي في العراق عام 1981. حيث اشار الجنرال الاميركي ديفيد دفتولا، الذي كان حتى العام الماضي رئيس مخابرات السلاح الجوي الاميركي والذي خطط للهجمات الجوية في افغانستان 2001 وخطط للعمليات الاميركية في حرب الخليج والعراق – أن الهجوم على ايران لن يكون بالأمر السهل، ذلك في حين ذكر رئيس جهاز المخابرات الاميركية السابق ان العملية العسكرية ضد ايران “تتخطى الإمكانيات الإسرائيلية”. المسار الاساسي: الاردنوالعراق اشارت جريدة نيويورك تايمز إلى ثلاثة مسارات من الممكن أن يستخدمهم السلاح الجوي الاسرائيلي من اجل مهاجمة المنشآت النووية الايرانية، مسار شمالي من فوق تركيا، ومسار جنوبي من ناحية السعودية ومسار مركزي عبر الاردنوالعراق. ويذكر ان المسار الذي يمر بالعراق يعد المسار الأكثر مباشرة والاكثر امنا، وذلك لعدم وجود منظومات الدفاع الجوية التي من شأنها تهديد الطائرات الاسرائيلية وخصوصا بعد الإنسحاب الاميركي من العراق. ولكن احد الإشكاليات المركزية هي البعد والمسافة الكبيرة بين اسرائيل وايران، فإن مدى طائرات “اف15″ و “اف 16″ يعد أقصر من الحد الادنى المطلوب وهو حوالي 3.200 كيلومتر، ولكي يتم مواجهة هذة الإشكالية فيجب على اسرائيل ان تقوم بتفعيل طائرات لتزويد بالوقود، ولكن ووفقا لتقديرات العناصر الاميركية فإنه يوجد لإسرائيل حوالي ثماني طائرات لتزويد الوقود ومن غير الواضح ما إذا كانت كافة هذة الطائرات صالحة للعمليات التنفيذية. كما اشارت العناصر ايضا انه يجب على اسرائيل أن تقوم بتفعيل الوسائل الحربية الالكترونية من أجل اختراق منظومات الدفاع الايرانية ومن أجل تعطيل أجهزة الرادار حتى لا يتم التعرف على الطائرات الاسرائيلية، وإلا ستقوم الطائرات الاسرائيلية بمواجهة خطر إطلاق صواريخ إيرانية لمنعهم من الوصول إلى هدفهم، ناهيك عن مقدره إيران على إطلاق صواريخ بعيدة المدى من شأنها الوصول إلى عمق إسرائيل وهو الامر الذي سيؤدي إلى تصعيد الوضع بصورة خطيرة. وعلى خلفية تقرير الجريدة الاميركية فإن أحد أهم مخاوف الإدارة الاميركية هو أن يؤدي الهجوم الاسرائيلي إلى دخول الولاياتالمتحدة في مواجهة عسكرية اخرى من اجل إتمام هدف تدمير المنشأت النووية الايرانية.