لعل البعض لم يسمع من قبل باسم هاتين الجزيرتين فأسارع بالقول انهما جزيرتان سعوديتان تقعان في مضايق تيران وهو الممر المائي الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الاحمر، وقل من يعرف ايضا ان اسرائيل تحتل الجزيرتين منذ عام 67 والغريب في الامر هذا الصمت والتعتيم والتغييب الكامل على هذه الحقيقة، فلم نسمع ولا حتى بأضعف الايمان وهو قيام السعودية بالشكوى للأمم المتحدة على استمرار اسرائيل باحتلالهما حتى الوقت الحاضر في الوقت الذي نسمع فيه مرارا وتكرارا عن احتلال ايران للجزر الامارتية الثلاثة. والغريب ان الحكومة السعودية دخلت نزاعا داميا مع اليمن على بعض الجزر المرجانية الصغيرة كان من ضمنها جزيرة فرسان مع انها لا تقع على اي منفذ بحري كما هي حالة جزيرتي تيران وصنافير لعله من المفيد ايضا ان أعطي نبذة تاريخية عن حالة تيران وصنافير : تقع الجزيرتان على بعد حوالي أربعة أميال بحرا عن شرم الشيخ وفي عام 67 أراد الرئيس جمال عبد الناصر ان يمنع وصول معونات بحرية الى اسرائيل عن طريق البحر الاحمر، فمضايق تيران هما المنفذ التجاري البحري الوحيد للكيان الصهيوني نحو اسيا، فطلب من المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية في ذلك الحين ان يسمح له باستعمالهما لصالح الحرب ضد اسرائيل ولكن اسرائيل استطاعت ان تحتلهما وبقيت الجزيرتان معها منذ ذلك الحين حتى الآن. وعندما جاء الرئيس السادات الى الحكم في مصر وكانت سياسته محو آثار العدوان لم يتدخل في مصير الجزيرتين ربما على اساس انهما تابعتان قانونيا الى السعودية. يحق لنا أن نتساءل عن سبب هذا الصمت والتغييب الاعلامي للجزيرتين.. هل التعتيم هذا هو خوف من اسرائيل أم أن السعودية وأسرائيل قد أصبحتا حليفتين في هذه الايام ضمن الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وبالتالي عدم رغبة كل من مصر والسعودية في الدخول مع اسرائيل في النزاع، أم أن هناك اتفاقات سرية غير معلنة! * القدس العربي