لم يكن امس السبت يوماً عادياً كما هي الأيام الأخرى في حياة رئيس حكومة الوفاق الوطني في اليمن محمد سالم باسندوة , لقد وضع الرجل في اختبار صعب نجا منه بأعجوبة واثبت من خلاله بأنه اكبر من مشاريع الإستهداف . ظهر امس السبت اقدم المرافق الشخصي لأبنة باسندوة "خلود" على قتل حارس معهد "اكسيد" بابل السنباني وفر هارباً , وصل الخبر إلى المواقع الإخبارية وقنوات التلفزة وتمت إثارته كثيراً , فيما استغلت المواقع المقربة من المؤتمر الشعبي العام الحادثة للنيل من باسندوة, وتحركت قيادات رفعيه فيه لإثارة الحادث قبلياً , كون المقتول ينتمي إلى مديرية"مغرب عنس" في محافظة ذمار , التي امهلت الحكومة يومان لتسليم القاتل . وبموازة إثارة قضية مقتل الحارس السنباني , كان رئيس الوزراء يجري اتصالاً بوزير الداخلية اللواء عبد القادر قحطان وجهه فيه بالقبض على مرافقه الشخصي الذي ارتكب هذا العمل الذي وصفه ب"المؤسف" والبدء بالتحقيق الفوري معه والكشف عن ملابسات الحادث واستكمال الإجراءات في ضوء ما سيسفر عنه التحقيق. لم يحدث قط ان قام مسؤول يمني بتسليم مرافقه الشخصي ليعاقب على اي جرم اقترفه , وحده باسندوة وبعد ساعات من الحادثة اصدر توجيهاته الصريحة للأجهزة الأمنية بالقبض على مرافقة الشخصي عبد الملك حاتم الآنسي , واعرب بعدها عن تعازيه لأسرة الحارس السنباني . إلا ان الفبركات والتسريبات الإعلامية استمرت ليلاً , قيادات في المشترك وحزب المؤتمر .. مشائخ قبائل .. محللوا "الفيسبوك" .. يتهمون .. يدينون .. يتوقعون .. ووصل الحد ببعضهم إلى المطالبة بمحاكمة باسندوة , وآخرين تحدثوا عن ضرورة تنحيه عن رئاسة الوزراء ومغادرته اليمن . اليوم الأحد القاتل سلم نفسه إلى رئاسة الوزراء قبل ان يُسلم إلى وزير الداخلية , قد تتعدد الروايات عن الحادثة , لكنها ستصطدم بوعي ومدنية محمد سالم باسندوة .