بعد خيبة أملها الكبيرة إزاء فشل الولاياتالمتحدة بشن عدوان عسكري ضد سورية وضمن محاولاتها الحثيثة لدعم الإرهابيين الذين يقاتلون في سورية لجأت سلطات آل سعود إلى استخدام مدربين باكستانيين لتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك وفقا لتقرير جديد نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية. وفي مقال حمل عنوان "حرب الظل السعودية" كشفت فورين بوليسي أن "السعودية وبعد تخليها عن أمل أن تشن الولاياتالمتحدة حملة عسكرية ضد سورية بدأت بمحاولة جديدة لتدريب قوات المتمردين في سورية من خلال تجنيد مدربين باكستانيين للقيام بذلك ". وقالت المجلة إن "الجهود الجديدة التي تقودها السعودية تسارعت بعد شعورها بالإحباط من تراجع الولاياتالمتحدة عن شن ضربة عسكرية ضد سورية وبحسب مصدر سعودي مطلع على برنامج تدريب المتمردين في سورية فإن الرياض قررت المضي قدما في خططها الجديدة بعد أن توصلت الى نتيجة مفادها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير مستعد ببساطة للتحرك بشكل عنيف ضد سورية". وأشارت المجلة إلى اعتراف تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق في مقابلة أجراها مؤخرا حول تدفق الإرهابيين " الذين يأتون من جميع أنحاء العالم لفرض إيديولوجيتهم في سورية" واعتباره أنه " من الضروري تعزيز قوة المعارضة في سورية بحيث يمكنها الدفاع عن نفسها بوجه هؤلاء المتطرفين". واوضحت المجلة ان دور الباكستانيين صغير نسبيا حتى الآن على الرغم من أن مصدرا آخر مطلعا على البرنامج السعودي قال إنه يجري الان مناقشة خطة تقضي بتجنيد باكستانيين لتدريب اثنتين من كتائب المسلحين أو ما يتراوح بين 5 و 10 آلاف مقاتل. وقالت المجلة إن "السعودية ساعدت في تنظيم وتوحيد 50 كتيبة للمتمردين تحت ما يسمى لواء الإسلام بقيادة زهران علوش وهو قائد سلفي". وقد أشار الباحث يزيد صايغ من مركز كارنيغي للشرق الأوسط الى خطط السعودية في استخدام مدربين باكستانيين قائلا "إن السعوديين يخططون لبناء جيش من المتمردين السوريين يتراوح عدد أفراده ما بين 40 و 50 ألف جندي". يذكر أن السعودية بدأت منذ ثلاثة أعوام تقريبا بتمويل وتسليح الإرهابيين الذين يقاتلون فى سورية لكن عملياتها هذه تسارعت في الآونة الأخيرة بمشاركة من حلفائها الإقليميين وعلى رأسهم تركيا وقطر. وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا عن وجود تحركات خليجية بقيادة سعودية لتعزيز الدعم العسكري للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وتطوير خيارات بعيداً عن واشنطن على خلفية ما اعتبره قادة تلك الدول إخفاق الولاياتالمتحدة في شن عدوان على سورية. ووفقا لمصادر خليجية رفيعة رفضت الكشف عن اسمها فإنه "على الرغم من أن تلك الدول دأبت على تزويد المجموعات المسلحة بالأسلحة منذ بدء الأزمة في سورية منذ عامين ونصف العام كما تعاونت مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تدريب وتسليح /المعارضة/ إلا أن تلك الدول سلمت بعدم جدوى تسليم الولاياتالمتحدة زمام قيادة وتنسيق جهودها وعوضا عن ذلك يخطط السعوديون لتوسيع منشآت التدريب التي يديرونها في الأردن وزيادة تسليح المجموعات المسلحة". *المصدر: وكالة سانا