الحمد لله رب العالمين الذي لا يُحمد على مكروه سواه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير ،،، لا أدري ما أقوله سوى أن يوم وفاتك هو يوم محفور في الذاكرة يوم سيظل يذكرني بفجيعتي فيك يوم فارقتنا دون سابق إنذار . نعيش على الأرض ونريد أن نعمِّرَ مدى الحياة ولكننا نعلم أن الموت حق وأن إرادة الله عز وجل أقوى من إرادة البشر ،،، هذا هو حالنا فوق الأرض حتى قدوم الساعة التي لا ريب فيه } فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً { نعلم أن الموت حق , ونعلم أن لا راد لإرادة رب العالمين , ولكن الفراق صعب , مر عام على رحيلك أيها الحبيب الغالي , على رحيل الأب الحنون والأخ الوفي والصديق المخلص , قلوبنا تنزف على فراقك ولكن عزاؤنا فيها أنك رحلت إلى دار الخلد رحلت جسداً ولكن روحك , نصائحك , كلماتك في أذهاننا باقية , تركتنا ونحن أحوج ما نكون إليك , فقد كنت دوماً السند , والمرشد , والناصح , عشت طيباً للذكر وودعناك بمزيد من العزة والكرامة والفخر عشت طيباً للقلب لينا معطاءً حكيماً لقد رحلت وبقيت لنا ذكراك وهي ليست كأي ذكرى وإنما ذكرى العبر ... فلقد كنت الأب الحنون .... الصديق المحب للخير للجميع .... فعرفناك طيب القلب ... مكرم للضيف... طيب النفس ... كريم الأخلاق , علمتنا كيف نحب حتى الأعداء ، كيف نعطي دون مقابل ، كيف نحب بإخلاص ، ونعمل لمبادئ ووطن ، كيف نسمو بأرواحنا محلقين في سماء الكون ، نبحث عن مرضات الله دون مرضاة البشر ودون الركون على أحد سوى الله وحده ، لقد علمتنا حب التعلم والبحث والإباء في أشد حالات الكأبة . لقد رحلت وما بقي إلا أسبوع على بداية دراستك بكلية الدفاع الوطني ، واليوم أكتب هذا الرثاء وما تبقى إلا أسبوع لتخرج زملائك من هذه الكلية . أحاول أن استرجع الزمن بكل يوم يمر بي يذكرني بعبقك وريحانك وسمو خلقك وخلقك فما عسانا أن نفعل سوى أن نقول لك نم مطمئناً فسنعيش على ذكراك وتأكد أنك تركت عملك وسلوكك ودماثة خلقك ومواقفك تخلد اسمك في التاريخ وسنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخاً وإننا في هذه الذكرى الأولى لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى العلي القدير سائلين اللّه أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضاً من رياض الجنة اللهم ارحم أخي محمد حزام الصعر واغفر له واجعل قبره روضة من رياضها وجميع موتى المسلمين يا رب العالمين . عبدالله حزام الصعر