شهدت مدينة تعز اليوم الاربعاء مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الالاف أحياء للذكرى الثانية لمحرقة ساحة الحرية. وانطلقت المسيرة من تقاطع وادي القاضي وجابت شوارع المدينة، وصولاً إلى ساحة الحرية. وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى محاكمة كل من شارك في جريمة محرقة الساحة وإقالة الفاسدين والقتلة الذين شاركوا في قتل الثوار ورفعوا لافتات تطالب باستكمال الاهداف الثورة وتحقيق تطلعات الشعب في بناء دولة ديمقراطية حديثة. وكانت قوات النظام السابق قد ارتكبت في مثل هذا اليوم من العام الماضي (29 مايو 2011 ) محرقة بعد اقتحام ساحة الحرية بتعز وحرقها في هجوم مباغت تم التدبير والتخطيط له مسبقا من قبل قيادات أمنية وعسكرية في المحافظة يتزعمها قيران. وسقط في هذه المحرقة 15 شهيداً وأكثر من 260 جريحا إضافة إلى حرق الساحة بخيامها ونهب محتوياتها كما لم تسلم المستشفيات التي ساندت الثوار أيضا من النهب. يقول قانونيون إن هناك تقصيرا شديدا من منظمات المجتمع المدني وإنها مارست دورا سلبيا في تعاطيها مع الانتهاكات في تعز كونها لم تستطع تقديم تقريرا قانونيا واحدا كافٍ وواضح بعدد الانتهاكات وطريقة الجريمة التي ارتكبت. وفيما أصابع الاتهام نحو مرتكبي الجريمة تشير إلى الحاكم العسكري في تعز حينها "قيران" ومعاونيه إلا انه وحتى اللحظة لم تحرك السلطات ساكناً ولم نسمع عن أي تحقيق أجري بشأن الهولوكست المرعب. الاسبوع الماضي فقط وتحديدا 14 مايو الجاري ظهرت إدانة قضائية غير معلنة تفيد ان: " قيران وراء الهولوكست في تعز". جاء ذلك في حكم قضائي من محكمة الصحافة والمطبوعات برئاسة القاضي منصور شائع بتبرئة رئيس تحرير أخبار اليوم من القضية التي رفعها ضده "قيران" بشان نشر صحيفة أخبار اليوم وثيقة تضمنت توجيه مدير أمن تعز السابق/ عبد الله قيران باقتحام ساحة الحرية بتعز وإحراقها بما فيها من معتصمين. وتضمن منطوق الحكم براءة رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم إبراهيم مجاهد من التهمة المنسوبة إليه في القضية الجزائية رقم 31لسنه2011م.. وهو ما اعتبره قانونيون إدانة غير معلنة للعميد قيران بارتكاب المحرقة وصحة الوثيقة المنشورة.