عندما تم تعيينه استبشر الناس خيرا لأنه من المحافظات الجنوبية، وكذلك من الشخصيات المتعلمة والمثقفة، ويتحدث عدة لغات حيث درس في دول أجنبية منها بريطانيا، لكن للأسف اتضح بأنه جزء من النظام السابق، النظام الذي دمر البلاد والعباد ونهب ثروات البلاد وحول اليمن إلى دولة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، النظام الذي أشعل الحروب في معظم المحافظات منها المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة، وكذلك حرب صيف 94م، هذه الحروب أكلت الأخضر واليابس ونتج عنها قتل عشرات الآلاف من المواطنين والجنود، معظمهم من الأطفال والمسنين ومن خيرة شباب اليمن، كذلك جرح مئات الآلاف، منهم من يعاني من إعاقات جسدية دائمة، ودفعت اليمن فاتورة الحرب أكثر من عشرين مليار دولار حسب تصريحات المسئولين والجهات المختصة بدلا من أن تذهب هذه المبالغ في التنمية البشرية في دولة نامية، اليوم الملايين من الأطفال محرومون من التعليم وهم في سن التعليم، والمئات من الآلاف من الأطفال يعانون من سوء تغذية، التعليم الجامعي يتدهور عاما بعد عام، الأمية لم تغزُ الجامعات إلا في عهد النظام السابق. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يفرض علينا الرئيس القادم لجامعة عمران من الجنوب؟ هل من أجل تعميق الوحدة اليمنية والوحدة الوطنية؟ رئيس الجامعة الحالي هو الدكتور صالح السلامي وهو من المحافظات الجنوبية وبالذات من محافظة لحج وحاصل على الشهادة الأستاذية، ودرس في بريطانيا وصدر له قرار جمهوري بتعيينه رئيسا لجامعة عمران في 2007م لكنه فشل في إدارة الجامعة، لأكثر من ست سنوات لم يستطع أن يحقق أي إنجازات تذكر على الواقع. بالرغم من أنه درس في بريطانيا لم نستفد منه إطلاقا، لأنه استخدم أسلوب فرق تسد، وتفوق على قيادات المؤتمر الشعبي العام بهذا الأسلوب، خلف الصراعات والعداء وثقافة الكراهية بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب وكذلك عمل جاهدا على تقسيم النقابة إلى مجموعتين، مجموعة ارتمت في أحضانه والأخرى ظلت تصارعه. الدكتور صالح السلامي يغالط أكثر مما غالط الدكتور صالح باصرة وزير التعليم السابق الذي ظل يغالط علينا في وزارة التعليم العالي لسنوات عديدة، يغالط بإقامة المؤتمرات والندوات وورش عمل في الجامعات والفنادق الفخمة بخصوص جودة التعليم الجامعي ومخرجات التعليم الجامعي، وتحديات التعليم الجامعي، هذا الوزير أنفق المئات من الملايين معظمها ذهبت للفنادق والمطاعم، وكانت أكثر الزيارة لهذا الوزير للجامعات الخاصة، ولم يقم بأي زيارة للجامعات الحكومية وخصوصا كليات التربية التي لا ترقى إلى مدارس إعدادية. في العالم كله الأمية لم تغزُ الجامعات إلا في اليمن، وفي عهد باصرة كلية التربية بعمران وغيرها كل القاعات لا يوجد فيها مكبرات للصوت، 15 سنة وأنا أحاضر في المدرجات والقاعات الكبيرة، لم أحاضر يوما ما إلا وأسمع الطلاب في المدرجات الخلفية يصرخون: الصوت، الصوت. معظم الطلاب في المدرجات الخلفية لا يسمعون ولا يوجد في هذه الكليات أبسط المقومات التي تخدم العملية التعليمية، والدكتور السلامي وباصرة يتحدثون عن جودة التعليم ومخرجات التعليم. الذي توسط للدكتور السلامي هو الدكتور باصرة والاثنين من الجنوب وهؤلاء ساهموا في تدمير جامعة عمران، في جامعة عمران المئات من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة وكذلك هناك إصدار قرارات من رئيس الجامعة لمعيدين في أقسام مغلقة وكليات وهمية "كلية الطب، كلية الهندسة" ومن المعيدين عليهم مواد رسوب منهم 7 مواد، ومنهم 12 مادة رسوب. أعضاء هيئة التدريس في جامعة عمران لا يرفضون أي رئيس جامعة يأتي من الجنوب أو أي محافظة، المطلوب فقط وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، جامعة عمران من ضمن الجامعات التي في طور التأسيس وبحاجة إلى قيادات مفعمة بالحيوية والنشاط، قيادات تواقة للتغيير والتحديث، قيادات تتصف بقيم الصدق والإخلاص والمثل العليا. لقد عانينا من فساد باصرة والسلامي، ورفعت قضايا فساد ضد الدكتور السلامي ونائبه الدكتور عبدالعزيز الكميم الذي هو اليوم مرشح للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد!!